الموضوع: راحلة..!!
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-06-2018, 12:20 PM
(حَرف) غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 618
 اشراقتي » Mar 2018
 كنت هنا » 26-10-2018 (03:11 PM)
آبدآعاتي » 2,392[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي راحلة..!!



وحدك, ملهمتي, أَقمت في الضفة الْأعمق من القلب. حفرت مجرًى لك وحدكِ, فيه الحروف تجري إِليكِ و تخطّين في النفس مجدكِ. لا معنى يشبعني إِلَّا ما تبعثينه, و لَا مبنى يغويني إِلَّا ما تشيّدينه, و لَا مغنى يطيبُ لي إِلَّا ما تنشدينه..
فلتعتذري للقلب عن سفر سريع الى البعيد عن معنى يتمته وأنتِ تحلّقين الى خلدك. فأنتِ تسلبين شعوري حين أكتب ولا تراعين حقوق الملكية الشعورية ..فهل شئتِ أن تأججي حروفي وتنثرين شظايا فيّ؟.هل شئتِ أن اعتنق الفراغ كي
تبعثي في نفسي حيّه ؟ لم اكتب بعد قصيدتي الأخيرة كي يحين الوداع ، كي أهيئ
نفسي للمراثي. لم أنه بعد رحلتي التي بدأتها بعد ان حرّرت سؤالكِ من غموضه كي تعدي الحب بنهاية وردية..

لم تعودي بما يكفي من حيث خرجت ولم يأخذ قلبي من الجلاد حقوق الضحيّه فلم تستعجلين الغياب وأنتِ السؤوال ، وانتِ الجواب ، وانتِ القضية..؟

صدقتك دائما ولم أراجع كتبي وأسلفت روحي الى جمرة قصيدة تعبت بي ، ولم أجرب أن أسألها عن حدود التقاطع بين فاكهة المعنى وبين أختفائك عني بلا
سبب .!! لم أولد لأسأل من أصدقهم ، لكن احترازي تأخر ، وانتِ لم تقولي أنكِ تسرجين الكلام على صهوة الغامض وتردعينه عن فضح الهشاشه ..حسبتكِ أجرأ على يومكِ الأخير وعلى بياض أتاكِ يوما بعد نبض آخيرٍ
تقولين :عقدت حلفا مع الموت ، واتفقنا على التفاصيل ، وتعاهدنا على أن لا ننكث
أقول لكِ : هل تصدقين الخلود

تجيبين: لا أطلب الأبديه ..لكني اعرف أن قليلا آخر من الحياة يكفيني كي يتحلل الموت من الميثاق وكي أحرر نفسي من لعبة الأنتصار عليه..
فهل هزك الحنين الى البياض أذن ، ذلك البياض الذي زرته في العالم الآخر قبل ان
تتوبي الى الشعر؟

صدقتك طويلاً فأخطات طريق الحقيقة، أدرك الآن كم كان عليّ أن أسألك حين يئن صمتك من صمته ويتهيج صوتك ..هل كنتِ تحترفين البكاء اللامرئي وتدسين حرقته
في الدعابة؟ هل كان الهش فيكِ يعلوكِ فتسترينهُ بالبلاغةِ أَو تدثرينهُ بِالسّبابة..؟
كم من سؤال مر بي فأجلته لأحترم الخجل في عينيك، وكان علي أن أسأل حروفي عما تضمره المعاني التي أرهقها حلمكِ..
لم تقولي لي أنكِ ضجرتِ من الوجود وضاق بكِ المدى الصغير الذي يحدكِ.لم تقولي لي أنكِ تهيئين لي القصيدة الآخيرة للوداع وتمدين السحري الغامض فيكِ حين الحنين الى اللامرئي يشدك وحدكِ .ولم تعديني بالهروب من الباب الخفي في ذروة مجدكِ .فما الذي استطيع ان أكتب ال’ن على شاهد لحدكِ؟
صدقتك فأخطأت ، وانا الآن أدركت أن القصيدة كانت مدفأة لصدرك : مأواكِ ومنفاكِ ومخفاكِ الذي فيه تدفنين سرك .فكان عليّ ان ادخل حانة من حانات كلامكِ واشرب نبيذ حروفكِ رافعاَ نخبكِ


صدقتِ : " على هذه الأرض ما يستحق الحياة "
نَعم يا ملهمتي : أَن أَكتبكِ..

حرف..





رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ (حَرف) على المشاركة المفيدة:
,