عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-04-2020, 11:40 PM
مرافئ الذكريات غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 25
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 18-09-2023 (09:13 PM)
آبدآعاتي » 492,540[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي يا قوم : الأسباب لا الظواهر





الظاهرة ببساطة هي سلوك ظاهر عام أو جزئي
يكون فاعله البشر او تكون الطبيعة هي الفاعل فيه وهي اما ايجابية
ـ كالتعاون ـ او سلبية ـ كالرشوة ـ وقد تكون طبيعية كالزلزال
والمؤسف حقا ان النوع السلبي هو الأعم والاظهر
في اوطاننا العربية والظواهر عديدة
فثمة الظواهر الطبيعية وثمة الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية
والثقافية ...الخ . والمؤكد القطعي علميا هو أن لكل
ظاهرة أسباب تؤدي اليها بمبدأ الحتمية
فظاهرة تفشي الكذب بين الاطفال مثلا تعتبر ظاهرة اجتماعية
وهي لم تنشأ من عدم و إنما لها أسبابها
ويأتي في مقدمة الاسباب العنف الممارس على الاطفال
وظاهرة انتشار الشذوذ الجنسي مثلا هي ايضا ظاهرة اجتماعية
انها لا تأتي من فراغ و انما تأتي نتيجة للفراغ العاطفي
الذي يتركه الابوان لدى الاطفال .. الخ
إن الدول المتخلفة وعلى رأسها الدول العربية
تجتهد في القضاء على الظاهرة ذاتها ان كانت سلبية
ـ إذ لا يهمها اصلا الظواهر الايجابية
ـ فتبادر الى تشريع أرمدة من قوانين مرتبطة بالظاهرة ذاتها
دون التفكير في الاسباب المؤدية للظاهرة لأزالتها
والقضاء عليها نهائيا
إن التعامل مع الظاهرة سوف لن يحل المشكلة طالما ان الاسباب
المؤدية اليها موجودة قائمة
الغش في الامتحانات مثلا ظاهرة اجتماعية
اوجدنا لها جملة من القوانين التي تردع الغشاش
فهو يطرد من الامتحان وهو يحرم من اجراء الامتحان خمسة أعوام ... الخ
ولكن هل تساءلنا مرة واحدة عن اسباب تفشي الغش بين ابنائنا ؟؟
إننا حين نعاقبهم في ظل وجود الاسباب المؤدية الى الظاهرة
فإنما نحن نبرز بلادتنا وغباءنا للآخرين
لا أكثر اننا في هذه الحالة ينطبق علينا
قول الشاعر العربي القائل :
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له // إياك اياك أن تبتل بالماء
الغش ظاهرة اجتماعية كغيرها من الظواهر الاخرى
وازالتها لا تتأتى إلا بإزالة اسبابها مجتمعة
وهذا يقتضي ان نعيد النظر في كل منظومتنا الاجتماعية
فغش التلاميذ ليس إلا جزئية صغيرة جدا من غش عام
يبدأ من الاسرة وينتهي عند تزوير الانتخابات المختلفة
ولا اجد كتابا واحدا في الكون استطاع ان يقدم لنا هذا
موضوع الظواهر الاجتماعية كالقرآن الكريم .
ان استحواذ القصص ـ في القرآن الكريم ـ
على هذه المساحة كلها ما كان عفويا ولا اعتباطيا
تقدس الخالق و تنزه عن ذلك
ان اول ما يلفت الانتباه في الموضوع
هو أن معنى القصص في القرآن ليس مطابقا
للمعنى المعروف لدى اهل الادب و السير والتراجم والوعاظ
القصص القرآني تأريخ لأحداث و وقائع فعلية
وقعت في العصور السالفة
وهذا التأريخ متناول بطرح مختلف تماما
إنه التاريخ الوظيفي ان صح التعبير
والتاريخ الوظيفي إنما هو ذلك العلم الذي يقف على الظاهرة
وعلى اسبابها فيوظف الاسباب لإعادة تشكيل الظاهرة
ان كانت ايجابية ويعمل على القضاء عليها
من خلال القضاء على اسبابها ان كانت سلبية .
الفكر القرآني الكريم يجمل اسباب التفوق و السعادة و الرقي
ـ باعتبارها ظواهر اجتماعية ايجابية
ـ في الايمان و العمل الصالح
وبالمقابل فان التردي والتقهقر والخراب
ـ باعتبارها ظواهر اجتماعية سلبية
ـ فإن مردها الى الكفر والاشراك والعمل الطالح .
الظاهرة الاجتماعية السلبية ايا كان نوعها ما هي في نهاية المطاف
الا نتيجة حتمية لتوفر جملة من الاسباب وهي جميعها
لا تترجم إلا بعدنا عن العمل بما يوجبه التفكير العقلي السليم
الذي لا يكون في نهاية المطاف إلا استجابة لنور الله .




 توقيع : مرافئ الذكريات




*

رد مع اقتباس