عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 28-10-2020, 05:31 AM
نور متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1639
 اشراقتي » Apr 2020
 كنت هنا » اليوم (05:05 AM)
آبدآعاتي » 65,119[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » تصفح نت والشغال اليدوية
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
سر شعورنا بالجمال








سر شعورنا بالجمال

دخل حكيم حديقة مليئة بألوان من الزهر و الورد
وجلس على مقعد في طرف بعيد يتأمل الناس فيها


و ما يفعلون !!
و بينما هو مستغرق في تأملاته لاحظ أنَّ
كل من يقترب من وردة أو زهرة كان يشم عطرها

مغمض العينين، و لاحظ أيضاً
هذا مراراً و تكراراً بشكل يكاد يكون تصرفاً

لا جدال فيه من كل الموجودين.
تساءل في نفسه عن السبب،
لم َ يغمض كل هؤلاء الناس أعينهم

عندما يشمون الورد
و استغرق بفكره شارداً عما حوله

و أبحر يمخر عباب التأمل
علّه يجد تفسيراً مقنعاً لمَ رأته عيناه؟؟
و لكن عبثاً يحاول..
و فيما هو كذلك

إذ اقتربت منه طفلة لم تتجاوز السادسة
من عمرها و أعطته وردة كانت قد قطفتها،
و أسرعت بعيداً عنه و هي تضحك.
نظر الحكيم إلى ما بيده مستغرباً،


وبلا شعور منه رفع يده التي بها الوردة إلى أنفه

و أخذ يشم عطرها مغمض العينين،
منفصلاً عن الدنيا و من فيها، فقط من أجل
أَن يشم

عطر وردة.
فتبسم ضاحكاً من تصرفه تبسم من وجد بعد
عناءٍ طويل جداً ضالته،

و أدرك إدراكاً يقينياً أن المرء
حتى يشعر بلذة
الأشياء يجب عليه أن ينفصل عن واقعه

و أن يركز تفكيره فيه حتى يصل إلى ما
يريد.
فأخذ و رقة و قلماً و كتب:
إلى كل باحث عن الجمال

امنح نفسك وقتاً لتستمتع به.
لتدرك أن سر شعورنا بالجمال

لا يكمن في الجميل نفسه
بل في أن نشعر نحن بجماله


. 
أيهذا الشاكي وما بك داء

كن جميلاً ترى الوجود جميلا

 
ثم وضع الورقة على المقعد و مضى.









 توقيع : نور


رد مع اقتباس