عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 22-07-2019, 03:38 AM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (10:21 PM)
آبدآعاتي » 4,029,200[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي أحاديث ضعيفة فى البخارى





الحمدلله حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
وصلاة وسلاما على من لم ينطق عن الهوى
وعلى آله وصحبه ومن سلط دربه إلى يوم الدين
أحبتى فى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من مساويء البعض الكتابة أو الحكم على الأمور وفق رؤية مُسبقة ودون فهم كامل لما يناقشه أو إلمام بجميع حيثياته.
فإبداء الرأي في بعض المجالات لا يتطلب فقط استنتاجات مُتذاكية بل يجب أن يتوفر إلى جانب العقل إلمام بما يتصدى المرء للحديث عنه.
كانت هذه الفكرة تلح على ذهني دائماً عندما أقرأ تحليلات / تفسيرات البعض لبعض الأحاديث النبوية وسأعرض بثلاثة أمثلة عن صحيح البخاري على سبيل المثال وكيف اعتمد البعض عليها لتكذيب صحيح البخاري بأكمله وهي:
قصة ملك الموت الأعور
الدرع الذي توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مرهون عند يهودي
وسبب نزول آية: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين

ملك الموت الأعور

هذه رواية البخاري عن أبي هريرة:
أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام ، فلما جاءه صكه ، فرجع إلى ربه ، فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، فرد الله عليه عينه ، وقال : ارجع ، فقل له يضع يده على متن ثور ، فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة . قال : أي رب ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت . قال : فالآن ، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلو كنت ثم لأريتكم قبره ، إلى جانب الطريق ، عند الكثيب الأحمر .

وفي صحيح مسلم
عن أبي هريرة ، قال : أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام . فلما جاءه صكه ففقأ عينه . فرجع إلى ربه فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت . قال فرد الله إليه عينه وقال : ارجع إليه . فقل له : يضع يده على متن ثور ، فله ، بما غطت يده بكل شعرة ، سنة . قال : أي رب ! ثم مه ؟ قال : ثم الموت . قال : فالآن . فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فلو كنت ثم ، لأريتكم قبره إلى جانب الطريق ، تحت الكثيب الأحمر "

مأخذ الطاعنين في صحيح البخاري: كيف يستطيع إنسان ما أن يلطم أيّاً من الملائكة بل ويفقأ عينه..!!

الدرع المرهون

في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي ، بثلاثين صاعا من شعير .

وفي صحيح النسائي عن ابن عباس رضي الله عنه
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي ، بثلاثين صاعا من شعير لأهله

هذا الحديث وغيره جعل أناس مثل الدكتور مصطفى محمود والقرآنيون يسخرون من القائلين بصحة أحاديث البخاري كما في مقاله "وما هم بخارجين من النار" وهنا أذكر مأخذه على الحديث الذي قال عنه:
"هو كذب وافتراء لا يعقل فقد مات سيدنا رسول الله والغنائم وخيرات البلاد المفتوحة تجبى من كل مكان وللرسول ولفقراء المسلمين نصيب فيها وله الخمس بحكم القرآن."

سبب نزول آية الاستغفار

في صحيح البخاري عن المسيب بن حزن:
لما حضرت أبا طالب الوفاة ، جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال : ( أي عم ، قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله ) . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : أترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ، ويعيدانه بتلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول : لا إله إلا الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ) . فأنزل الله : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } . وأنزل الله في أبي طالب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } .

مأخذ المعارضين هنا من موقع الحق وهو موقع ديني لإحدى الفرق المُتطرفة حيث يقولون:
ولكن الآية وقعت في سورة براءة المدنية التي نزلت بعد عشرة أعوام من وفاة أبي طالب ، فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر لعمه طيلة تلك الفترة وهو أمر منهي عنه ؟ كما إن الآيات ما قبلها وما بعدها كانت في شأن المنافقين ولا دخل لها في قضية وفاة أبو طالب رضي الله عنه.

×××

بالطبع من كان لديه معرفة بالقرآن الكريم لم يكن ليرد مثل حديث ملك الموت الأعور؛ فمن المعلوم بأن الملائكة خلقها مختلف عن خَلق البشر ورؤيتهم فوق طاقة البشر بنص القرآن

وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ (8)
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ (9)

أي أن ملك الموت عندما قابله موسى عليه السلام كان في صورة آدمية يلبس مثل لبس الآدميين وعندما فقأ موسى عليه السلام عينه بالطبع فقأ عينه بصورته الآدمية وليس في صورته النورانية فحتى جبريل عليه السلام يُذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يره على صورته الحقيقة سوى مرتين حيث له أكثر من ستمائة جناح أما سوى ذلك فكان يأتيه على هيئة رجل كما في حديث السائل الذي كان يسأل عن أركان الإسلام والمذكور في أغلب كتب الحديث.

×××

أما مأخذ القرآنيون على حديث الدرع المرهون فهو واهٍ؛ فصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وقد دانت له الجزيرة العربية بل وبعد غزوة حنين حيث المغانم الكثيرة ولكن هؤلاء القرآنيون يظنون أن نبي الإسلام مثل حكام المُسلمين في العصر الحاضر كان يكنز الذهب والفضة..!!
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر بل إنه وزع مغانم حنين حتى عاد إلى الأنصار بدون أي شيء وقال لهم قولته الشهيرة: أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعوا إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به.
فما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ من شيء يكنزه لنفسه بل عاش زاهداً صلى الله عليه وسلم حتى مات ودرعه مرهون؛ فلو كان لدى القائلون بهذا المأخذ فهم بتاريخ وسيرة وخُلق النبي صلى الله عليه وسلم وإيثاره وزهده لما قالوا قولتهم تلك.

×××

ذات الأمر فيمن لديه نقص في المعرفة بجمع القرآن وتدبره في تفسيره لسبب نزول آية الاستغفار حين يعتقد بأن السورة إذا كانت مدنية فإن جميع آياتها تكون مدنية؛ ويتناسى بأن آيات القرآن نزلت متفرقة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهد قراءة السور في رمضان مُرتبة وعندما تنزل الآيات يخبر الصحابة بأنها مع سورة كذا وكذا.
وعندما يقول المفسرون بأن تلك السورة مدنية أو مكية فإنهم يقصدون الغالب من آياتها.
ويوجد آيات في السورة الواحدة الفرق بينهما في النزول سنوات وأكثر.
بل إن الآية 281 من سورة البقرة "وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" رُوي عن ابن عباس رضي الله عنه بأنها كانت آخر آية من القرآن على الرغم من وجود آيات بعدها في الترتيب ومثل هذا كثير..

بالطبع لم تكن لتحدث مثل هذه التفسيرات الخاطئة لمن يردون أحاديث البخاري لولا نقص في استبيان المعلومات فالخوض في المسائل الدينية لا يكفيه حسن النية وعقل يرجم بالتفسيرات خبط عشواء وكيفما اتفق.

هذا والله الموفق والهادى إلى سواءالسبيل





 توقيع : ابتسامة الزهر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس