عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-08-2018, 03:39 AM
امير بكلمتى متواجد حالياً
 
 عضويتي » 652
 اشراقتي » Apr 2018
 كنت هنا » اليوم (05:46 AM)
آبدآعاتي » 1,359,477[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
بحوث في السيرة النبوية (3)









بحوث في السيرة النبوية (3)


"السيرة والسنَّة":
تتَّضح العلاقة من خلال تعريف السنَّة؛ فالسنة عند أهل اللغة هي: العادة والطريقة، واصطلاحًا هي: مجموع أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وصفاته الخِلقية والخُلقية، وإذا نظرْنا إلى هذا التعريف وجدناه يلتقي مع مضمون السيرة، فدراسة الصفات الخِلقية والخُلقية يدخل في باب الشمائل في السيرة، كما يهتمُّ علماء السيرة بمتابعة أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة شقَّها السياسي والعسكري والاجتِماعي، وهنا تتجلَّى العلاقة بين السيرة والسنَّة؛ فهي علاقة تكامليَّة، وإن كان لكل منهما طابعه الخاص، فعلماء السنَّة يهتمون بأسانيد الأحاديث وانتِقاء العدول الضابطين للرواية عنهم، أما أهل السيرة فيهتمُّون بالمَغازي ونسبه الشريف، وحياته قبل البعثة، والحالة الاجتماعية السائدة في المجتمع العربي قبل أن ينبثق نور الرسالة ويعمَّ الجزيرة العربية، وغيرها من الموضوعات التي يبحثها ويدرسها العلماء المختصون بالسيرة النبوية.

"السيرة، والفقه":
يعرف الفقهاء الفقه بأنه: دراسة الأحكام الشرعية المستمَدَّة من الكتاب والسنَّة والاجتهاد، والسنة عُرِفت سابقًا بأنها أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، وأهمُّ مصدر لمعرفة أفعال النبي وتقريراته هي السيرة النبوية، ومن ثم تكون السيرة أصل مِن أصول الفقه، وقد ألَّف محمد الغزالي كتابه الشهير "فقه السيرة" الذي ذكر فيه الأحكام الشرعية وأصلها بذكر الدليل عليها من السيرة.

السيرة والعلوم الإنسانية:
"السيرة، والتاريخ": يقسم العلماء المختصون في التاريخ "التاريخ الإسلامي" إلى حقب زمنية تختلف حسب طولها، وهي - من حيث التسلسل الزمني -: العهد النبوي، عصر الخلفاء الراشدين، العهد الأموي، العهد العباسي، العهد المملوكي، والتركي.

والسيرة النبوية تمثِّل العهد النبوي الذي انبثقت عنه حركة التاريخ الإسلامي، فالسيرة يصنِّفها المؤرخون على أنها حقبة من حقب التاريخ، وإن كانت دراسة السيرة تختلف جوهريًّا عن دراسة التاريخ.

"السيرة النبوية، والعلوم الاجتماعية":
يهتم دارسو السيرة بالحالة الاجتماعية للمُجتمعات العربية في عصرين مختلفين؛ عصر الجاهلية، وفجر الإسلام، فتراهم يذكرون أهم الميزات التي طبعت العربي في جاهليته، والحالة السياسية والاجتماعية لتلك المجتمعات القائمة على القبَلية، وأهم النظُم التي حكمت علاقات أفراد القبيلة فيما بينهم، وعلاقة القبيلة بالقبائل الأخرى، إلى أن بزغ فجر الإسلام وجمَع شتات تلك القبائل المختلفة ووحَّدها تحت مظلَّته.

"السيرة النبوية والعلوم العسكرية":
مِحوَر السيرة حياة النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي مثالٌ للقائد الناجح الذي حمى أصحابه من الإبادة في العهد المكي، وعرف كيف يؤسِّس لهم دولة قوية، ويعقد تحالفات مع قبائل عربية، ويُحيِّد أخرى حتى يتفرغ لجهاد عدوِّه الأكبر المُتمثِّل في قريش، وعرف كيف يحصِّن أسراره العسكرية، ويُفاجئ أعداءه في عقْر دارهم؛ لذا قالت عائشة: "ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم غزوة إلا ورَّي بغيرها"، وأتى بخطط عسكرية لم يعرف لها العرب مثيلاً؛ كخطة "حفر الخندق" المستقاة من الفرس، بالإضافة لخطة الحباب بن المنذر يوم بدر، وخطته صلى الله عليه وسلم يوم أحد التي كُلِّلت بالنجاح لولا مخالفة الرماة، وخططه في فتح خيبر، التي كانت أمنع الحصون في جزيرة العرب وأقواها؛ لذا يعتبر عِلْمُ السيرة له فضل في تقدُّم العلوم العسكرية وتطويرها.

"السيرة والعلوم الاقتصادية":
تعتبر العملية الاقتصادية مكونة من أربعة عناصر أساسية هي (الإنسان - الأرض - العمل - الإنتاج)، وقد فهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه المعادلة فشجع أصحابه على العمل وإحياء الأرض للاستفادة مِن غلَّتها، فبعد غزوة بني النضير اقتطع النبي للمهاجرين أرضًا - وكانوا قبل ذلك عالة على الأنصار - ليَسقوا نخيلَها ويحرثوها، وقد ساهم ذلك في زيادة المردودية الاقتِصادية، وتحسين الوضعية الاقتصادية للمُجتمع المسلم، الذي توالت عليه الأزمات في تلك الفترة.







 توقيع : امير بكلمتى

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : امير بكلمتى


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ امير بكلمتى على المشاركة المفيدة: