عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-07-2020, 12:46 PM
حنين الروح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1382
 اشراقتي » Aug 2019
 كنت هنا » 12-03-2023 (12:48 AM)
آبدآعاتي » 247,665[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي ميزان الرجال في السنّة النبويّة(فراشات مضيئه)





ميزان النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ للرجال لا ينظر إلى الفوارق في اللون والــجنــس والنسب، ولا يرجع
إلى الجاه والمال والمنصب، فالناس كلهم لآدم، وآدم خُلِقَ من تراب .. وإنما التفاضل فيه بتقوى الله والعمل
الصالح, كما قال الله تعالى:
{يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا
إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله
عليم خبير}( الحجرات: 13) .
قال ابن تيمية: "ولهذا ليس في كتاب الله آية واحدة يَمْدَحُ فِيهَا أَحَدًا بِنَسَبِهِ، ولا يَذُمُّ أَحَدًا بِنَسَبِهِ، وإنما يمدحُ
الإيمانَ والتقوى، ويذمَ بالكفرِ والفسوقِ والعصيان " .
وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال:
( خطبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وسط أيام التشريق في حجة الوداع، فقال:
أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي،
ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى، إنَّ أكرمَكم عند اللهِ أتقاكم، ألا هل بلَّغتُ؟،
قالوا : بلى يا رسول الله، قال : فليُبلِغِ الشَّاهدُ الغائبَ ) رواه أحمد .
وعن أحد الصحابه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ:
( إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) رواه مسلم .

ومواقف النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأحاديثه التي تبين أن الميزان
الصحيح والدقيق للرجال لا يكون
بالصور والمناظر، ولكن بالتقوى والعمل الصالح كثيرة، منها :

عن سهل بن سعد الساعدي ــ قال:
( مرَّ رجل على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فقال: لرجل عنده جالس ما رأيك في هذا؟،
فقال رجل من أشراف الناس: هذا - والله حريّ إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفّع، قال:
فسكت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ثم مرّ رجل، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ:
ما رأيك في هذا؟ فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريّ إن خطب أن لا ينكح، وإن
شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله ـ صلى الله وآله عليه وسلم ـ: هذا خير من ملء
الأرض من مثل هذا) رواه البخاري .
وفي رواية للحديث أن اسم هذا الفقير جُعيل، وأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:
(فجُعيل خير من ملئ الأرض مثل هذا )، وجعيل بن سراقة الضمري من فقراء المسلمين، وكان رجلاً صالحاً
دميماً قبيحاً، أسلم قديماً، وشهد مع رسول الله أُحداً .
قال ابن حجر: " وفي الحديث بيان فضل جُعيل المذكور، وأن السيادة بمجرد الدنيا لا أثر لها، وإنما الاعتبار في
ذلك بالآخرة كما تقدم، أن العيشَ عيشُ الآخرة، وأن الذي يفوته الحظ من الدنيا، يعاض عنه بحسنة الآخرة ..
تبين من سياق طرق القصة أن جهة تفضيله إنما هي لفضله بالتقوى " .

وعن عبد الله بن مسعودـ أنه كان يجتني سواكاً من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت
الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله -صلى الله وآله عليه وسلم-:
( مم تضحكون؟!، قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال: والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد )
رواه أحمد .

وعن أحد الصحابه قال: ( قيل للنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم : من أكرم الناسِ ؟، قال:
أكرمهم أتقاهم، قالوا : يا نبي الله ليس عن هذا نسألُك، قال: فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله،
ابن نبي الله، ابنُ نبيِّ الله، ابن خليل الله، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فعن معادن العرب تسألونني؟،
قالوا: نعم، قال: فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام، إذا فَقِهُوا ) رواه البخاري .
قال النووي: " قال القاضي عياض: وقد تضمن الحديث في الأجوبة الثلاثة أن الكرم كلَّه عمومَه وخصوصَه
ومجملَه ومبانيه إنما هو بالدين .. " .
وقد تكرر سؤال الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن خير الناس وأفضلِهم في مواطن كثيرة،
والنبي - صلى الله عليه وسلم - في جوابه يؤكد على خيرية العبادة والعمل الصالح، فحين جاءه أعرابي
فقال: أي الناس خير؟ فأجابه - صلى الله عليه وآله وسلم -:
(رجل جاهد بنفسه وماله، ورجل في شِعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره ) رواه البخاري .
ومرة أخرى سأله الصحابة: أي الناس خير؟، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
( من طال عمره وحسُن عمله ) رواه الترمذي . وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
(خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) رواه الترمذي .

ونحن في زمان انقلبت فيه الموازين عند البعض فصاروا يفاضلون بين الرجال المظهر والمال، والحسب والجاه،
دون النظر إلى الدين والتقوى والعمل الصالح، وهذا ولا شك من الخلل البين والانحراف عن ميزان الرجال
الصحيح في السنة النبوية:
( ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود
إلا بالتقوى ) .




 توقيع : حنين الروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ حنين الروح على المشاركة المفيدة:
, ,