عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-04-2024, 02:11 AM
سبــيعي غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1627
 اشراقتي » Apr 2020
 كنت هنا » 13-05-2024 (01:07 PM)
آبدآعاتي » 740,770[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإعلام!
موطني » دولتي الحبيبه Kuwait
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي عندما تتسلط النساء



المرأة مخلوق عاطفي رقيق.. ناعمة ولطيفة.. سكن وسلام ونبع حنان.. تتنفس الحب وتعشق الجمال، أكرمها ربها بالعقل كما شقيقها الرجل، وتحملت الأمانة معه، فحملا معا سمات إنسانية عامة، واحتفظ كل جنس بسمات نفسية وجسدية خاصة تميزه، وتجعله متكاملا مع الجنس الآخر.
وجاءت التشريعات الربانية تدعم هذه الفطرة السوية، وتحميها من أي انحراف أو زيغ يوسوس به شياطين الإنس والجن، فكان أن قرر ربنا -عز وجل- مجموعة من المبادئ التي تحكم العلاقة بين الرجل والمرأة، هذه المبادئ تقع في نطاق أصلين عظيمين:
1ـ المساواة التامة والكاملة في قضايا الإيمان والعقيدة والعمل الصالح والجزاء الأخروي:
يقول تعالي: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 35).
ويستتبع ذلك المساواة في الكرامة الإنسانية، يقول تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء: 70)
2ـ أن الرجل هو الذي أعده الله -عز وجل- للإمامة والقيادة:
يقول تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ، وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ)(البقرة: 228) وهذه هي درجة القوامة (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (النساء: 34).
ويستتبع ذلك تدعيم كل القيم والسلوكيات، التي تحافظ على العلاقة بين الجنسين على مثل هذا النحو. الرجل كقائد للأسرة، راع لها ماديا ومعنويا، والمرأة مصدر السكن والدفء (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21).
ومن أجل ذلك لعن المتشبهون بالنساء من الرجال، ولعنت المتشبهات بالرجال من النساء، والمسألة تتجاوز مجرد التشبه الشكلي باللباس مثلا؛ لأن الأخطر هو التشبه القيمي وتبادل الأدوار الفطرية، كأن تلعب المرأة دور الرجل في البيت، وتصبح لها القوامة على البيت، وهي ظاهرة تنامت في الآونة الأخيرة كنتيجة مباشرة للبرامج المكثفة التي تنظمها الجمعيات النسوية المدعومة من الغرب والتي اتخذت من وثيقة إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة نقطة محورية لعملها.
قوة الشخصية:
إن المرأة وفق المنظور الإسلامي ذات شخصية قوية متميزة، لها رأيها الواجب احترامه داخل نطاق الحياة الخاصة والعامة. ولنتأمل هذه الصورة للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية، عندما دخل على أم سلمة غاضبا، بعد أن رفض المسلمون أن يتحللوا من إحرامهم.. أزمة كبيرة جدا، قد تتطور لفتنة داخلية.. النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعتبر هذا أمرًا خاصًا بالرجال يديرونه بينهم، بل سارع بعرض الموقف على أم المؤمنين أم سلمة، فأشارت عليه بحل عملي، أن يبدأ هو بالتحلل من الإحرام، وعندما يشاهد المسلمون ذلك، سينتبهون ويسارعون هم أيضا بالتحلل من إحرامهم.. النبي -صلى الله عليه وسلم- أعجبه رأي أم سلمة، وقرر الأخذ به، وأثبت رأيها نجاحه، وتجاوز المسلمون الأزمة والفتنة، والفضل في ذلك -بعد الله- لرأي امرأة علمها الإسلام أن لها رأيا مسؤولا ودورا عظيما ينبغي أن تقوم به.
والنماذج أكثر من أن تحصى لنساء امتلكن قوة الشخصية في ظلال الإسلام.. نساء مثل أم سليم وأم عمارة وأمهات المؤمنين.. هؤلاء النساء القويات لم يخلطن أبدا بين قوة الشخصية -وهي صفة جميلة في الحياة- وبين التسلط، وهي صفة من أقبح الصفات التي قد تكون في امرأة.
والتسلط هو فرض الرأي بكل الطرق الممكنة دون تفعيل قيمة الحوار أو الشورى، إنه الوجه الثاني للديكتاتورية، فالديكتاتورية هي التسلط السياسي، والتسلط هو الديكتاتورية الاجتماعية، والتسلط من أكبر الرذائل الإنسانية عامة، لكنه يصبح أكثر كارثية عندما تعتنقه النساء، خاصة داخل الأسرة ومع الزوج، فتهتز قوامته وتهتز معها كينونة الأسرة.
نتائج التسلط:
عندما يتزوج رجل من امرأة متسلطة فإنه واحد من اثنين:
إما أن يكون رجلاً قوي الشخصية لا يقبل بهذا التسلط والفردية، فيحدث صدام هائل داخل الأسرة، وتحدث مشكلات لا تنتهي، وقد تنتهي العلاقة بالطلاق وتحطم الأسرة وتشرد الأطفال. وقد يستطيع هذا الرجل -إذا كان محباً حنوناً- أن يغير من هذه الصفة.. يحدث هذا بصبر وتكرار، حتى تنجح المحاولة، ويتسلم زمام القوامة في البيت.
وإما أن يكون رجلاً هادئاً مسالماً، فيطلب السلامة حفاظا على بيته، ويرفع الراية البيضاء، وربما يقف بعض الوقفات العنترية بين الحين والآخر، لكنه سرعان ما يستسلم للأمر الواقع.
وغالبًا ما تجد المرأة المسيطرة قد أوقعت بين زوجها وأمه وإخوته وأخواته، فيصل الأمر به إلى قطيعة الرحم، فتجد الأخ لم يدخل بيت أخيه لبضع سنوات، والسبب خلاف بين الزوجات.. وقد توقع الأم المسيطرة بين أولادها وأعمامهم، والويل لهم لو اقتربوا منهم.
أعرف أما أحالت حياة أولادها جحيمًا بسبب سيطرتها الجنونية، فعندما رفض ابنها الأكبر الزواج من ابنة أحد أقاربها خاصمته، وأوغرت صدر أبيه عليه، وزوجت أخاه الصغير قبله، وجعلت والده يتكفل بكل مصروفات زواج أخيه، بينما رفضت كل محاولات ابنها الأكبر الاقتراب منها أو محاولاته للصلح، وأقنعت الوالد بتركه يتحمل مسؤولية زواجه دون أدنى مساعدة.. هذه السيدة التي سيطرت على مقاليد الأمور في المنزل أوقعت زوجها في براثن الظلم، وبذرت بذور الشقاق بين أبنائها.
بين المصادفة والدعاية:
هناك نساء أصبحن متسلطات بالمصادفة.. نساء تزوجن من رجال ضعاف الشخصية، فاضطررن للإمساك بزمام الأمور، ونساء تركهن الأزواج وسافروا سعيا وراء لقمة العيش أو.. أو.. وكانت المحصلة النهائية أن هؤلاء النساء تحملن المسؤولية وحدهن ففقدن نقطة الاتزان وجنحن للسيطرة.
لكن هناك نساء أخريات، يتم إخضاعهن لما يشبه غسيل مخ، وفقا لمخطط موضوع سلفا من التيار النسوي العالمي، الذي امتلك وسائل إعلام صاخبة الصوت وبرامج ودورات ومحاضرات، وصلت حتى للنساء في أعماق الريف.. يعمل هذا المخطط على شحن النساء، حتى يتغيرن ويخرجن خارج نطاق الفطرة التي فطرهن الله عليها.. يحدث ذلك تحت دعاوى لامعة براقة كالعدالة والمساواة.. فتبدأ المرأة حياتها الزوجية وهي متحفزة، تريد المساواة المطلقة.. فلم تعد الرقة والوداعة واللطف والتسامح هي وسائل المرأة للحفاظ على حياتها الزوجية.
بل الشراسة والتنمر والعناد والتحدي، للوصول والسيطرة والتحكم، فزهد الرجال في الزواج وانتشر الطلاق ودمرت أسر كنتيجة مباشرة لاستراتيجية تسلط النساء.




 توقيع : سبــيعي



رد مع اقتباس