عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 22-04-2018, 07:21 AM
نسر الشام غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 612
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » 10-02-2020 (05:29 AM)
آبدآعاتي » 14,858[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي مركزية الدواء والصيدلة



مركزية الدواء والصيدلة



يعطيك الطبيب عادةً وصفةً يطلب منك أن تشتريها من الصيدلية المجاورة على اعتبار أن المجاورة تركز في مجموعاتها الدوائية على التخصصات التي تخدمها من خلال وجودها بين مجموعة من الأطباء المتخصصين، ثم تذهب إلى الصيدلية المَعْنية لتبحث عن الدواء فلا تجده، ويكتفي الصيدلي هنا بأن يرد عليك بعدم وجود الدواء، تاركًا لك فرصة البحث في صيدليات أخرى، وربما أحرجك وأحرج مقدرتك على صنع القرار بأن يذكر أن لديه دواءً لك فاعليته لا تقل عن فاعلية الدواء الموصوف، ولكنه ليس هو تمامًا، البعض هنا يريد الفعالية دون الاهتمام بالأسماء وعلامات الصنع، وآخرون يفضلون أن يقفوا على الدواء الذي وصفه لهم طبيبهم، دون اللجوء إلى نوعيات أخرى تعمل العمل ذاته، وتكون أنت من النوعية الثانية فتصر على أن تحصل على الدواء ذاته، فتطلق ساقيك متجولًا بين الصيدليات لتجد الدواء في النهاية عند صيدلية لم تكن تتوقع وجوده عندها..وهنا تكون بعد أن حصلت على الدواء قد أنفقت جهدًا ووقتًا كان من الممكن أن تستغلهما في وظائف أخرى.
والعجيب أنك ربما تعجب حين تدخل الصيدلية فلا تجد دواءك في وقت "غصت" فيه الصيدلية بأنواع وأنواع من الدواء والمحاليل، وربما أدخل على الصيدلية أنواع أخرى غير الدواء والمحاليل الطبية، بحيث تتعجب أيضًا من هذا "الخلط" في مكان يتوقع منه أن يكون مخزنًا للأدوية لا مكانًا عامًّا أشبه ما يكون بمحلات التموين الصغيرة، وهذا ربما يقودنا إلى إعادة النظر في طبيعة الصيدلية أو مخزن الأدوية، مؤكدين هنا على جانب الاختصاص في الدواء وخدمة الدواء؛ لئلا تذهب جهود الصيدلي في الاهتمام بأنواع أخرى بعيدة عن الدواء، وهو قد تخصص في الدواء وصناعة الدواء وتركيب الدواء، فالمتوقع منه أن يهتم بالدواء، بدلًا من أن يكون مجرد بائع له، وتتكرر كلمة الدواء هنا قصدًا للتأكيد عليه، وإن كان هذا التكرار قد لا يعجب بعضًا من فطاحلة البلاغة العربية!
ومن ناحية ثانية فأنت حينما تدخل الصيدلة تجد أنواع الأدوية مرصوصة أمامك وكأنها علب في بقالة تموين، ولا يهمك أصلًا أن ترى مجموعات الأدوية وحسن تنظيمها؛ لأنك في الغالب لا تعرف ما هي، وتدعو الله كثيرًا ألا تتعرف عليها لحاجة لها، إذًا فما فائدة "عرض" مجموعات الأدوية على الناس وكأن المرء سيدخل الصيدلية فيجر عربته بيديه ليختار من كل نوع زجاجة أو علبة دواء، والذي يرد الصيدلية إما أن يكون معه اسم الدواء الذي يحتاج إليه، وأما أن يصف للصيدلي ما هو بحاجة إليه، وفي كلا الأمرين لا تدعو الحال إلى عرض الأدوية على الناس بهذا الشكل الذي اعتاد الكل عليه؛ لأن وراء ذلك مفسدة للدواء لا داعي لها، خاصة في الأجواء التي يغلِب عليها الجفاف والحرارة مثل أجواء منطقة الخليج العربية وما جاورها من المناطق، والدواء - كما تعلمون - ذو علاقة مباشرة بحياة الناس وسقمهم وصحتهم، وإن كان ذلك كله يخضع لرقابة الدواء والتأكد من صلاحية الدواء، إلا أن الأساليب الموجودة اليوم تتيح فرصة أضمن لصلاحية الدواء من عرضه هذا العرض المعتاد.

تخزين الدواء:

فبدلًا من أن يعرض الدواء على العامة يلجأ الصيادلة أو الصيدليون اليوم إلى أساليب إخفاء الدواء في مجموعات أنيقة من الأدراج مغلقة بحيث تدخل الصيدلية فلا تجد أمامك إلا مجموعات من الأدراج لا يعلم ما بداخلها إلا من نسقها ووضع عليها العلامات والأرقام التي تدله عليها، وهذه الطريقة في تخزينهم الدواء ضمنت أمرين، كل صيدلي بحاجة إليهما، فقد ضمنت أولًا سلامة الدواء من تعريضه مباشرة للجو الخارجي بتقلباته غير المتوقعة أحيانًا، وبذلك أعطت هذه الطريقة للدواء لمسة من التقدير الذي ينعكس على الباحث عن الدواء ليحضر له من درج من هذه الأدراج دون أن يعلم ما بكنه هذه الأدراج وما تحتويه، فهو كما قلنا ليس بحاجة لذلك.

وقد ضمنت هذه الطريقة الفريدة سَعة في المكان لا تتوفر عند استخدام الأسلوب التقليدي المتبع اليوم في منطقتنا، خاصة أن الصيدلية بأي حال بحاجة إلى مثل هذه السَّعة لئلا يختلط الأمر على الصيدلي عندما تتداخل أصناف الأدوية بعضها ببعض، ويصحب ذلك عادة معلومات مستفيضة يتضمنها كل درج من الأدراج عن الدواء المخزن فيها بما في ذلك سعر الدواء، وهذا بدوره يوفر على الصيدلي وقت تسعير الدواء إن لم يكن قد سعر من قبل.
وعلى العموم فهذاالأسلوب في تخزين الدواء أثبت فعاليته وجدارته حينما طبق في مناطق أخرى، وترى ذلك حينما تدخل الصيدلية فلا تجد فيها إلا كل ما له علاقة بالدواء والصيدلة، وقد ترى أمامك مجموعة من الأدراج الجميلة التي تحمل في أجوافها أنواعًا مما حاول الإنسان معه أن يحمي نفسه من نوائب الدهر ونكباته الصحية على وجه الخصوص، والذي ربما لفت انتباهك عندما يُفتَح درج من هذه الأدراج هو قلة مجموعات الدواء فيها، فلا تجد عددًا كبيرًا من كل نوعية محددة، بل ربما لا تجد أكثر من عشر "نسخ" من كل دواء، مع أن احتمال طلب هذا الدواء وارد في أية لحظة، وهذا ربما يقود إلى النقطة التالية حول توفر وتوفير الدواء.

مركز معلومات الدواء:
والذي يبدو أن الصيدليات عادة تعمد إلى التقليل من عدد "نسخ" الدواء، وذلك لحساسية الدواء، وللحرص على عدم اقتنائه فترة أكثر مما يتوقع، أما إذا دعت الحاجة إليه بسب كثرة الطلب عليه فإن هناك أسلوبًا فريدًا تلجأ إليه الصيدليات اليوم يغنيها عن كثرة التخزين ويعينها على سرعة الحصول على الدواء المطلوب، فإذا كانت الصيدلية تحرص على عدم تخزين أعداد كثيرة من الأدوية، فإنها بحكم التزامها بخدمة الحي أو المجموعة التي تردها ملزمة بتوفير الدواء المطلوب، وقد استطاعت الصيدليات في معظمها وفي مناطق أخرى أن تجمع بين الحسنيين بأن أنشأت فيما بينها مركزًا لمعلومات الدواء، بحيث تلجأ الصيدلية إلى هذا المركز عند الحاجة إلى دواء كاد ينفَد أو هو قد نفِد، ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من "نهاية طريفة" تكون في الصيدلية هي عبارة عن جهاز حاسب آلي في بعض المواقف أو مجموعة من الأشكال المصغرة "المايكروفورم" تحمل معلومات الدواء التامة حسبما يعبأ من معلومات، فترسل الصيدلية طلباتها إلى الجهة التي توزع الدواء بالطريقة الآلية لتحصل في وقت يسير على الدواء الذي تريده، موفرة الصيدلية في ذلك شيئًا كثيرًا قد ينعكس على سعر الدواء عند بيعه للمحتاج إليه.

ولا يتوقف الأمر عند ذلك،فهذا الأسلوب يعد من الجوانب الداخلية التي تلجأ إليها الصيدليات في سبيل توفير الدواء وهي لا تمس المحتاج مسًّا مباشرًا غير إمكانية نزول سعر الدواء، والمحتاج في بعض المواقف العصيبة قد لا يهمه سعر الدواء، بقدر ما تهمه فعالية الدواء وتأثيره المباشر والسريع على الحالة التي يمر بها المريض، ولكن هذا لا يمنع من اتخاذ الوسائل العملية الحديثة التي غالبًا ما تعود بالنفع على المستفيد دون أن تكلفه عناءً ماديًّا أو جهدًا أو وقتًا، والذي يمس المستفيد مساسًا مباشرًا من أسلوب مركز معلومات الدواء هو إمكانية جلب الدواء إليه من قبل الصيدلية التي ذهب إليها لكونها في الحي الذي يقطن فيه غالب الأحيان، وإمكانية جلب الدواء هذه تأتي عن طريق الرجوع إلى النهاية الطريفة للحاسب الآلي والبحث فيها عن الدواء الذي صادف عدم وجوده في الصيدلية (أ) ليجده الصيدلي في الصيدلية (ب) فيطلبه منها مواعدًا المستفيد سويعات قليلة يصل فيها إليه الدواء عادة من أقرب صيدلية للصيدلية الباحثة، بحيث تضمن سرعة وصول الدواء إليها، وإذا كانت بعض الأدوية لا تحتاج إلى السرعة "الإسعافية" في جلبها فإنه من الممكن أن يترك المستفيد رقم هاتفه لدى صيدلية الحي ليتم الاتصال به حالما يصل الدواء، أما إذا كانت السرعة مطلوبة فإن أسلوبًا في المواصلات قد يشبه أسلوب الإسعاف قد يضمن وصول الدواء إليه في مدة زمنية قليلة لا يصل هو إليها فيما لو بحث عن الدواء بنفسه.


وهذا الأسلوب الحديث في البحث عن الدواء لم يُرِحِ الصيدلي والمستفيد في الحصول على الدواء فحسب، بل ضمن وجود الدواء في مكان ما قريبًا كان أو بعيدًا، أما إذا لم يكن الدواء موجودًا في حدود منطقة مركز معلومات الدواء فإن دور المستفيد هنا يأتي ليذهب إلى الطبيب مرة أخرى طالبًا دواءً يكون موجودًا، وغالب الأمرِ أن الطبيب لا يصف دواءً غير موجود؛ إذ إن الطبيب ربما كان عضوًا في مركز معلومات الدواء فيتعرف على أنواع الأدوية ليصفها لمرضاه.

وإذا لم يصل الأمر بادئ ذي بدء إلى أن يجلب الدواء إلى المستفيد وهو في حيه أو بيته، فلا أقل من أن يعرف المستفيد أقرب مكان يوجد فيه الدواء، وهذا قد يغلِب عند الاستخدامات الأولى لشبكة معلومات الدواء، حيث "قد" لا يتوقع الصيدليون نجاحًا، ولكنها عادة تثبت فعاليتها كما أثبتت ذلك في مناطق أخرى، عندها تصبح شبكة عمل فعالة تتيح للمستفيد فرص الحصول على ما يريد دون عناء أو قلق.
ومركز معلومات الدواء هذا تقيمه الصيدليات التجارية والصيدليات الحكومية والمستشفيات العامة والخاصة وعيادات الأطباء، كل هذه تقيم شبكة معلومات دوائية ناجحة تشترك جميعها في تمويلها، فلا تنعكس غالبًا تكاليفها على قيمة الدواء، من نقطة إلى نقطة أخرى وتكاليف "المراسل" الذي يكون عادة محملًا بمجموعات كبيرة من الدواء يحمل من نقطة إلى أخرى، وبأسلوب إداري ناجح يمكن أن يتم ذلك بشيء يسير من التكلفة والعناء، ولعل علماء النفس يتدخلون هنا ليقولوا: إن هذا الأسلوب ربما ينعكس كذلك على "نفسية" المريض حينما يجد الاهتمام المناسب بمشكلته ويجد الدواء متوفرًا عنده في سرعة معقولة جدًّا، فلا يزداد اكتئابًا بقدر ما يخفف عنه الاكتئاب النفسي، مما يساعد كثيرًا - بعون الله - في شفائه السريع.


وهنا لا بد أن نذكر أنه ليس باستطاعة كل شخص أن يجوب الصيدليات كلها أو بعضها بحثًا عن الدواء، إما لمرض أو لفاقة وحاجة، أو لكبَر يمنعه من الخروج عن حدود ضيقة للبحث والتجوال، أو لعجز كذلك، فيأتي هذا النظام خدمة لمثل هذه الفئة من الناس حينما يحضر لهم الدواء وهم في محيطهم لا يطلب منهم تعدية، وهذا جانب إنساني بديع يساهم فيه نظام آلي مادي لم يتوقع منه أن يساهم فيه، فتضاف فائدة أخرى من فوائد نظام شبكة معلومات الدواء لترجح التأكيد على التفكير الجاد فيه من قبل شركات ومؤسسات الأدوية الكبرى بمساهمة فكرية وعلمية من المؤسسات التعليمية الطبية والصيدلية العربية والخليجية، ولعل شركات الدواء الكبرى أولى من يعطي مثل هذا النظام عناية جادة، خاصة إذا كان بإمكان شركة دواء مساهمة كبرى أن تنشئ مثل هذا المركز وتعمل على أن تكون هي السباقة إلى مركزية الدواء والصيدلة كمشروع علمي عملي تفرضه حياة اليوم، وكان الله في عون الجميع!
تكررت كلمة الدواء هنا (88) مرة! وكلمة أدوية أو دوائية (11) مرة!




 توقيع : نسر الشام


رد مع اقتباس