عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 23-03-2023, 12:28 AM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (06:24 PM)
آبدآعاتي » 4,037,669[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي عادات عمانية رمضانية تذكِّر الخلف بحياة السلف





شهد ليالي شهر رمضان المبارك إحياء الكثير من التقاليد الشعبية والاجتماعية التي تتباين بين المسلمين في كل بلد، و تجتمع في خصوصية الشهر والمشاعر الروحانية التي يستشعرها الصائم دون غيره.


وفي سلطنة عمان تتعدد العادات الرمضانية مع اختلافها بين منطقة وأخرى، وامتزج حاضرها بماضيها لتعطي صورة مشرقة يتذكر بها الخلف سيرة حياة السلف، حتى ولو كان الكثير منها أصبح منسيا ومتجاهلا وسط رفاهية الحياة المدنية المتطورة. وهنا يصف لنا الكثير ممن عايشوا الحياة بماضيها وحاضرها أن الماضي كان جميلا، على الرغم من مشقة الحياة .

حيث التواصل الاجتماعي والتآلف والتعاون نجده أفضل بكثير من الآن، وفي جانب العادات الدينية تكثر في ليالي رمضان مجالس الذكر وتلاوة القرآن الكريم حيث يتم التجمع لقراءة القرآن في بعض المساجد، إذ يحرص الكثيرون على ختم القرآن أكثر من مرة تقربا إلى الله وطلبا للمغفرة وترحما على أرواح موتاهم ففي ليلة التاسع والعشرين يتم قراءة الختمة والترحم وطلب المغفرة للموتى من الأقارب والأرحام.

وتقام في هذه الليلة بعض الولائم، أما العشر الأواخر من رمضان فيتجمع أهالي القرية في الجامع لصلاة قيام الليل وقراءة القرآن والتسبيح والذكر والاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويستمر ذلك إلى أن يحين موعد أذان وصلاة الفجر.

(رمضان زمان ) يصفه لنا حمد الشافعي أنه كان يختلف تماما عن الوقت الحاضر الذي ظهرت فيه مختلف وسائل الراحة والرفاهية ففي الماضي كان رمضان له طابع تقليدي خاص ومتوارث عبر الأجيال حيث كان الاعتماد شبه كلي على التمر واللبن والماء والقهوة إلى جانب بعض الأكلات الشعبية، ويضيف :

كنا قديما نجلب الماء بواسطة النزف لاستخراج الماء من البئر بواسطة الدلو وكنا نقوم بطحن البر والشعير والحبوب والذرة بواسطة الرحى التي يتم تدويرها باليد بقطعة خشبية غالبا ما تكون مقتطعة من شجرة السمر، وكنا في ذلك الزمان نقوم بطهي الطعام وطبخه في وعاء يسمى البرمة .

وهي عبارة عن وعاء فخاري إذ تغيب في ذاك الوقت أنواع الفواكه والخضراوات التي تتزاحم في الموائد الحالية فقد كانت مائدة الإفطار تتنوع بين التمر واللبن والثريد والهريس والشوربة التي كانت تسمى في ذلك الوقت (رغادة) وهي تتكون من الحليب وطحين البر الذي كنا نزرعه في المزارع . ويتذكر الشافعي بعض العادات الرمضانية في الماضي .

حيث المساجد التي كانت قليلة جدا في ذالك الوقت وبعيدة عن بعضها البعض وكان الناس يتجمعون في السبلة أو أي مكان يختارونه لأداء صلاة التراويح وهنا يروي الشافعي كيف كان الناس يجتمعون في مجلس منزل والده ـ رحمه الله ـ وهو عبارة عن بناء مكون من السعف ويتم التجمع فيه لأداء صلاة التراويح والتناقش بعد الصلاة في مختلف أمور الحياة ويتخلل ذلك تناول القهوة، حيث أن كل واحد يأتي بقهوته في ذلك التجمع الطيب الذي تسوده أجواء المحبة والألفة وصفاء القلوب.

الاستعداد للعيد

ويروي حمد الشافعي كيف كان الناس في منطقته يقومون في آخر ليالي رمضان بصبغ الملابس بالورس والزعفران استعدادا لاستقبال العيد وكان لا يشترط الثوب أن يكون جديدا فمعظم الملابس عادة ما تكون قديمة وتكون خياطتها باليد ويصاحب ذلك أحيانا رقصات شعبية تعبيرا عن الفرحة بإتمام الصيام واستقبال عيد الفطر المبارك أما بعد حلول العيد فيذهب الناس في الصباح الباكر إلى المصلى لأداء الصلاة .

ومن ثم يرجعون إلى المنازل لذبح الذبائح لتبدأ الأفراح والزيارات حيث تقام ولمدة سبعة أيام متتالية رقصات شعبية في كل صباح ومساء وتقام مراكيض عرضة للهجن وتشهد تلك الاحتفالية تجمعا فريدا يحرص عليه الجميع.

وعن الحياة الرمضانية في وقتنا الحاضر يقول الشافعي :هناك تغير كبير في تلك الحياة والحمد لله حيث أصبحت كل وسائل الراحة والترفيه والمساجد ودور العبادة متوفرة، فمع بداية الإفطار يتم التجمع في المسجد وتكون بجانب المسجد خيمة أو مكان تقام فيه مائدة الإفطار التي يتجمع عليها جميع الرجال ممن هم قريبون من المسجد .

حيث يأتي كل بيت بالإفطار لتلك المائدة التي غالبا ما تشتمل على التمر واللبن والقهوة والشوربة وبعض الحلويات ويختلف ذلك من مكان لآخر حيث ان بعض الموائد يتم فيها الى جانب ما ذكرناه سابقا تحضير بعض الأكلات الثقيلة ويكون ذلك إما قبل أو بعد الإفطار وفي بعض الأماكن يتم الانتقال من المسجد الى المجلس أو السبلة حيث يكون التجمع وتناول مختلف الأطعمة والفواكه والعصائر.

سهرات ترويحية

ويستمر ذلك التجمع الى أن يحين موعد صلاة التراويح حيث يذهب الجميع الى المسجد وبعد الصلاة في معظم الأحيان يتم التجمع بين الناس كل على شاكلته فمنهم من يتجمع للعبادة وقراءة القرآن والتدارس للسيرة النبوية والأحاديث الشريفة .

ومنهم من يتجمع في لقاءات عائلية وصلات للأرحام والبعض نجدهم يتجمعون في سهرات ترويحية وترفيهية منها المسابقات الثقافية والرياضية والاجتماعية والمحاضرات الهادفة وممارسة بعض الألعاب خصوصا الشعبية منها وظهرت حاليا عادة جديدة يمارسها اغلب الناس وهي رياضة المشي بعد صلاة التراويح.

تكافل اجتماعي

عبدالله الهنائي من جانبه يرى ارتياحا ومتعة في البرنامج الليلي خلال شهر رمضان فيقول :في رمضان تتحول الحياة الي برنامج جديد ممتع وشيق حيث العادات والتقاليد التي وجدنا عليها السلف وبقينا محافظين عليها بحكم انها عادات حميدة، فمثلا يبدأ جميع أهالي القرية التجمع في الجامع استعدادا للإفطار قبل أن يؤذن الإمام للمغرب، فتجد كل واحد منهم أتى من بيته مسابقا بشيء للإفطار.

حيث لن يبرح أحدنا المنزل الا وقد حمل معه بعضا من لوازم الإفطار الى ان تكتمل المائدة في فناء المسجد ويلتف حولها كل سكان القرية صغارا وكبارا وهذه عادة تنم عن التكافل الاجتماعي وحسن الجوار بين الأهالي.

وبعد الانتهاء من أداء صلاة المغرب يتم التجمع كمجموعات أسرية في منازل معينة غالبا ما تكون للعجزة وكبار السن او المرضى وهناك يتم تناول وجبة العشاء ومختلف أنواع المأكولات وتستمر الجلسة الي ان يؤذن الأمام لصلاة التراويح فنذهب لأداء الصلاة، وبعدها نتوجه الي منزل أحدنا في القرية لتناول «القهوة».

وهي عبارة عن عزومة دورية تكون كل ليلة في بيت أحد سكان القرية وأحيانا تكون الليلة الواحدة لمنزلين كي يشمل برنامج «قهوة بعد التراويح» كل المنازل الموجودة في القرية، وبعد تناول القهوة نتفرق كل لبرنامجه إذ يذهب بعضنا لصلاة النوافل وقيام الليل والبعض لممارسة الرياضة حيث المشي للكبار ولعب الكرة للصغار والشباب، والبعض يكون جلسات ذكر وتدارس القرآن والسنة النبوية الشريفة.

أما محمد الفارسي الذي بدأ يتذكر أيام رمضان في الماضي فيرى ان أنماط الحياة هي التي غيرت في العادات والتقاليد الرمضانية حيث يجتمع الناس قبل الإفطار في المسجد لقراءة القرآن الكريم لحين وقت الإفطار والذي يتم بتناول التمر واللبن والماء والقهوة .

ومن ثم يذهب الجميع لاداء صلاة المغرب والعودة بعد ذلك لتناول وجبة العشاء ومختلف الأكلات الشعبية والتي من أهمها (الثريد والهريس والعرسية) وبعد ذلك نذهب لصلاة التراويح وتدارس القرآن الكريم بعد الصلاة وبعد الانتهاء من الصلاة نعود الى المجالس وفي ذلك الوقت لم تكن هناك مجالس وإنما (السبلة) المعروفة.

ويتجمع اهل الحارة من معارف وجيران ويتبادلون أطراف الأحاديث والقصص الدينية ويتناولون التمر والقهوة العمانية والفواكه والخضراوات ثم يعودون الى منازلهم للراحة والاستقرار حتى وقت تناول السحور وبعد ذلك نذهب الى المسجد لقراءة القرآن الكريم لحين وقت صلاة الفجر وبعدها يذهب البعض الى السوق والبعض الى مزارعهم وأعمالهم الخاصة.






 توقيع : ابتسامة الزهر