عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 13-04-2017, 02:00 AM
( أمير عبق )
أمير الليل متواجد حالياً
 
 عضويتي » 41
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (11:28 PM)
آبدآعاتي » 668,222[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين









من علامة سعادة العبد في الدنيا والآخرة أن يؤثر مراد الله – تعالى - ، ويسعى لطاعته ورضاه فإذا آثر العبد الآخرة على الدنيا ، وكان من أهل الآخرة يطلبها طلباً حثيثاً ويبذل فيها نفائس أنفاسه وزهرة حياته كل يوم يزيده قُرباً ، وكلما ازداد قُرباً ازداد حُباً ، وكلما ازداد حُباً ازداد زُهدا ً، يومه خير من أمسه ، وغدُهُ أفضل من يومه ، فهو دائم الفكر في الآخرة مشغول بما يقربه ويؤدبه ويهذبه فإذا رآه الله - عز وجل - مؤثراً لمراده محباً لما يحبه ويرضاه مبغضاً لما يبغضه ويأباه عطف عليه ربه ورباه أفضل مما يربي الوالد الشفيق ولده الوحيد ، فيصرف عنه السوء والفحشاء ، كما قال تعالى في حق يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : ((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ)) .

وييسر الله - عز وجل - له أسباب الهداية كما قال تعالى: ((وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى)) , وقال تعالى: ((وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)).

فإذا أقبل العبد بقلبه على الله - عز وجل - أقبلت عليه وفود الخيرات من كل جانب ، وإذا أعرض عن مولاه واتبع هواه ، أقبلت عليه سحائب البلاء والشر من كل جانب .

والعبد في طريقه إلى مولاه يحتاج دائماً إلى التذكير بالآخرة، ومعرفة شرف الطاعات وفضائلها، وقبح المعاصي ومثالبها، قال تعالى: ((وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ))




قال ابن كثير رحمه الله :


{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } أي: إنما تنتفع بها القلوب المؤمنة.

تفسير ابن كثير - (7 / 425)




قال عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي رحمه الله (المتوفى : 911هـ)


وأخرج ابن المنذر عن سلمان بن حبيب المحاربي قال : من وجد للذكرى في قلبه موقعاً فليعلم أنه مؤمن قال الله { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } .

الدر المنثور - (9 / 303)
قال محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك، أن من أنواع البيان التي تضمنها أن يجعل الله شيئا لحكم متعددة، فيذكر بعض حكمه في بعض المواضع، فإنا نذكر بقية حكمه، والآيات الدالة عليها، وقد قدمنا أمثلة ذلك.
ومن ذلك القبيل هذه الآية الكريمة، فإنها تضمنت واحدة من حكم التذكير وهي رجاء انتفاع المذكر به، لأن تعالى قال هنا: {وَذَكِّرْ} ، ورتب عليه قوله: {فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} .
ومن حكم ذلك أيضا خروج المذكر من عهدة التكليف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد جمع الله هاتين الحكمتين في قوله: {قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف:164].
ومن حكم ذلك أيضا النيابة عن الرسل في إقامة حجة الله على خلقه في أرضه لأن الله تعالى يقول: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء:165].
وقد بين هذه الحجة في آخر طه في قوله: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ} [طه:134].
وأشار لها في القصص في قوله: {وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [القصص:47].
وقد قدمنا هذه الحكم في سورة المائدة في الكلام على قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:105].
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - (7 / 444)

قال محمد بن صالح بن محمد العثيمين رحمه الله :
أي: ذكر الناس بآيات الله وبأيامه، وشرائعه وما أوجب الله على العباد. وبأيامه: عقابه تبارك وتعالى للمكذبين وإثابته للطائعين، لكن أطلق الله الذكرى وقال: {وذكر } ولم يقل: وذكر المؤمنين، لكن بين أن الذي ينتفع بالذكرى هم المؤمنون فقال: {فإن الذكرى تنفع المؤمنين } لأن المؤمن إذا ذكر فهو كما وصفه الله عز وجل: { والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً } بل يقبلونها بكل رحابة صدر وبكل طمأنينة، وفي الآية الدليل على وجوب التذكير على كل حال، وفيها أن الذي ينتفع بالذكرى هم المؤمنون، وأن من لا ينتفع بالذكر فهو ليس بمؤمن: إما فاقد الإيمان، وإما ناقص الإيمان، وهنا فتش عن نفسك: هل أنت إذا ذكرت بآيات الله وخوفت من الله عز وجل هل أنت تتذكر أم يبقى قلبك كما هو قاسياً، إن كانت الأولى فاحمد الله فإنك من المؤمنين، وإن كانت الثانية فحاسب نفسك، ولا تلومن إلا نفسك، وعليك أن ترجع إلى الله - عز وجل - حتى تنتفع بالذكرى، وفي الآية دليل على أنه كلما كان الإيمان أقوى كان الانتفاع بالذكرى أعظم وأشد، وذلك من قاعدة معروفة عند العلماء، وهي: أن الحكم إذا علق بوصف ازداد بزيادته ونقص بنقصانه.





تفسير القرآن للعثيمين - (9 / 39)
قال محمد بن صالح بن محمد العثيمين رحمه الله :
الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بُعث إلى الناس كافة، ذكّر كل أحد في كل حال وفي كل مكان، فذكر النبي عليه الصلاة والسلام، وذكّر خلفاؤه من بعده الذين خلفوه في أمته في العلم والعمل والدعوة، ولكن هذه الذكرى هل ينتفع بها كل الناس؟ الجواب: لا، {فإن الذكرى تنفع المؤمنين} [الذاريات: 55]. أما غير المؤمن فإن الذكرى تقيم عليه الحجة لكن لا تنفعه، لا تنفع الذكرى إلا المؤمن، ونقول إذا رأيت قلبك لا يتذكر بالذكرى فاتهمه، لأن الله يقول: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فإذا ذُكرت ولم تجد من قلبك تأثراً وانتفاعاً فاتهم نفسك، واعلم أن فيك نقص إيمان، لأنه لو كان إيمانك كاملاً لانتفعت بالذكرى ، لأن الذكرى لابد أن تنفع المؤمنين.


تفسير القرآن للعثيمين - (26 / 10)






 توقيع : أمير الليل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس