عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 25-04-2020, 12:23 AM
مهيب الركن غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1602
 اشراقتي » Mar 2020
 كنت هنا » 20-03-2024 (07:32 PM)
آبدآعاتي » 18,595[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي من لا يرحم .. لا يُرحم .. قصة قصيره بقلم مهيب



أين الأجهزه التى تعاقدنا عليها
لماذا لم تصل من ألمانيا حتي الأن ؟

نطقها الدكتور عبد القادر المنياوى صاحب أكبر مستشفى استثمارى خاص
فى وجه المستشار محمود المدير المالى للمستشفى وخبير التسويق بها

فرد عليه المستشار محمود :
نحن على اتصال دائم بهم وغدا او بعد غد على الأكثر
ستصل الأجهزه و ...
قاطع كلماته اتصال تليفونى فأشار اليه الدكتور عبد القادر بالتوقف عن الحديث
وهو يستمع الى موظفة الأستقبال التى تحدثه عن وصول حالة حرجه
لشاب صدمته سياره وقاطعها الدكتور عبد القادر بحده وقال :
ولماذا تقومى بالأتصال بى ؟
اليس هناك اجراءات متبعه فى تلك الأمور انتى تعلميها ؟
تلعثمت موظفة الأستقبال وهى تقول :
ولكن يا دكتور الرجل الذى مع الحاله يصر على مقابلتك
انا اخبرته بالأجراءات والتكاليف المطلوبه لفتح غرفة الطوارئ
ولكنه يقول انه لا يمتلك هذه التكاليف الأن ويمكننا اخذ ضمانات عليه و ....
قاطعها وقال لا ترسلى لى أحد
لم أقم بفتح هذا الصرح وافنى عمرى
ومالى كله فيه كى أجعله سبيل
لكل من يمر من أمامه
أخبريه ان هناك مستشفى حكومى قريبة من هنا وحذارى
أن يتكرر هذا الأمر منك مرة أخرى ثم اغلق الهاتف فى وجهها

وضعت موظفة الأستقبال سماعة الهاتف ونظرت الى الرجل بأسف
وسألته : أأنت والد المصاب ؟؟
قال الرجل بصوت خافت لا ..
بل أنا من صدمته ..
ولكن يا سيدتى هل هذا وقت أسئله
انقذوا الشاب وانا على استعداد انا أذهب
واتى بما تريدوه أو أكتب أيصال أو أى شئ
الشاب يحتضر فى السياره بالخارج أرجوكم أنقذوه
و نزع ساعته ووضعها أمامها
ووضع هاتفه المحمول بجواره وقال السياره بالخارج ملكى خذوها
والموظفة تقاطعه بأسف وتقول
لقد أستمعت يا سيدى لما قاله صاحب المستشفى وانت لا يرضيك
أن أفقد عملى بسببك
و على العموم هناك مستشفى حكومى
قريبه من هنا يمكنك الذهاب اليها بسرعه
نظر الرجل اليها وأخذ أشياءه من امامها
وسارع الرجل الى سيارته
التى كان قد أوقفها فى مدخل المستشفى وقادها بسرعة البرق
ولم يكد يخرج من بوابة المستشفى
وبعدها بالحظات قليله
عبرت سياره حديثة مدخل المستشفى ونزل منها شابان تبدو على ملامحهم
علامات الأضطراب وهم يتجهوا نحو موظفة الأستقبال
ويسألوها : عبد القادر بيه موجود ؟
قالت لهم نعم ما الأمر ؟
لم يجيبا عليها ودخلوا الى مكتبه بدون أن يطرقوا الباب
مما جعل دكتور عبد القادر ينتفض من مكانه ويسألهم ما هذا ؟ من أنتم ؟
تحدث أحدهم وقال انا احمد صديق تامر ابنك يا دكتور ..
شعر الدكتور عبد القادر بالقلق وهو يرى هذا الأضطراب على وجه الشابين
وأطفأ سيجاره بعصبيه وهو يسألهم ما الامر ؟
تردد الشاب وهو يقول :
تامر ابنك يا دكتور صدمته سياره بعد خروجه من الكليه
ولم نكن نعلم انه هو من تعرض للحادث
علمنا ممن شاهدوا الحادث ان سيارته تعطلت فى منتصف الطريق وعندما نزل منها
كانت تلك السياره تأتى مسرعه وصدمته ولكن الرجل الذى صدمه اخذه بسيارته
وقال لمن شاهدوا الحادث انه سيذهب به الى اٌقرب مستشفى
وهنا لما يتمالك دكتور عبد القادر نفسه ودفع الشابين من أمامه وجرى على سلم
المستشفى بجسده المترهل وجاء الى موظفة الأستقبال يسألها وهو يلهث
أين ذهب الرجل ؟؟
قالت الموظفه بفزع وهى تراه فى صوره لم تراها من قبل ..
أى رجل يا دكتور ؟
صرخ فى وجهها
الذى كان معه الشاب المصدوم ؟
قالت : وصفت له عنوان المستشفى الحكومى كما طلبت انت منى
جرى من أمامها ناحية سيارته وتعثرت قدماه وسقط أرضاً ثم قام بصعوبه
يكمل عدوه والموظفة تنظر له فى زهول
وقاد سيارته بسرعه جنونيه نحو المستشفى الحكومى
ورأسه يدور فيها فكره واحده هل يمكن أن يحدث هذا ؟
اوقف سيارته ودخل مسرعاً الى غرفه الأستقبال ووجد رجل يجلس يبكى بحرقة
فاقترب منه بحذر قلق وسأله أأنت الذى صدمت الشاب ؟
نظر اليه الرجل بعيون يملؤها الدموع وقال نعم
ثم أكمل كلامه وقال :
رحمة الله ... لقد توفى منذ لحظات قليله
نزف بشده وتأخروا فى أسعافه
هوى قلب الدكتور عبد القادر بين قدميه وهو يسأله
وأين الشاب ؟
أشار الرجل فى صمت الى سرير فى نهاية الحجره
عليه جسد ممد وقد تم تغطيته حتى وجهه
سار الدكتور عبد القادر بأقدام متثاقله نحو السرير
وشعر وكأن أكياس من الرمل تجرها قدماه وهو يسير نحو الشاب
وبأيدى مرتعشه رفع الغطاء عن وجه الشاب
ثم أغلق عينيه فى ألم
أنه هو
تامر أبنه
وصرخ صرخة مدوية واجهش فى البكاء
وهو يحتض أبنه الوحيد
وأتجه بصره الى أرضيه الحجره
التى أغرقتها دماء أبنه الوحيد
وخيل إليه أن الدماء تجمعت على الأرض أمامه لتكتب كلمة واحده
من لا يرحم .. لا يُرحم ...


بقلم مهيب




 توقيع : مهيب الركن



آخر تعديل مهيب الركن يوم 27-04-2020 في 10:33 PM.
رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ مهيب الركن على المشاركة المفيدة:
, , ,