عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-03-2021, 09:25 PM
حكآية روح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 106
 اشراقتي » Apr 2017
 كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي » 719,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
مايكل الثالث قصة و عبرة.



في منتصف القرن التاسع الميلادي اعتلى عرش الإمبراطورية البيزنطية شاب اسمه مايكل الثالث خليفة لأمه الامبراطورة تيودورا التي أطيح بها و حكم عليها بالنفي إلى أحد الاديرة بعد ان قتل عشيقها تيوكتيتوس. كان على راس مؤامرة عزل تيودورا و تنصيب مايكل بارداس عم مايكل و كان رجلا داهية و طموحا. كان مايكل شاباً عديم الخبرة محاطا بالمتآمرين و القتلة و الانتهازيين و كان في حاجة في مثل هذه الظروف الخطرة الى احد يثق به ليعينه مستشاراً، فاتجه بفكره الى باسيليوس صديقه الحميم. لم تكن لدى باسيليوس اي فكرة عن الحكم او السياسة فلم يكن وقتها سوى المسؤول عن حظائر الخيول الملكية لكنه كان قد اثبت حبه و اخلاصه لمايكل في مناسبات عديدة. كان مايكل قد التقى باسيليوس قبل ذلك بسنوات اثناء زيارته لحظائر الخيل حينها فر احد الخيول البرية و هاجم مايكل. تدخل باسيليوس و كان وقتها شابا و يعمل سائسا في الحظائر الريفية بمقدونية و انقذ حياة مايكل اعجب مايكل بقوة و شجاعة هذا السائس الشاب فرفعه فورا من حضيضه كمدرب للخيل و عينه رئيسا للاسطبلات الملكية و ارسله الى ارقى المدارس في بيزنطة و بسرعة اصبح هذا الريفي الخامل رجل صفوة مثقفا و متأنقا. حين اعتلى مايكل العرش لم ير أن أحد يمكن أن يأتمنه على مهام الحاجب و المستشار أنسب من هذا الشاب الذي يدين له بكل شيء. تم تدريب باسيليوس على متطلبات الوظيفة و أحبه مايكل كأخ له و تجاهل نصيحة من أشادوا عليه بتعيين بارادس الدهية الأكفأ للمهمة فلم يكن يثق و لا يطمئن إلا لصديقه الصدوق. تعلم باسيليوس جيدا و أخذ ينصح الامبراطور في كل شؤون الدولة. المشكلة الوحيدة كانت المال، فلم يكن باسيليوس يشبع منه أبداً فمعايشته لبذخ حياة القصور البيزنطية جعله متعطشا لخيلاء السطوة. ضاعف مايكل راتبه مرتين ثم ثلاث و كرمة كنبيل و تخلى له عن محظيته الخاصة يودوكسيا انجرينا. كان مايكل يسعى لإرضاء مستشاره و صديقه الحميم بأي ثمن لكن كل ذلك لم يشبع باسيليوس او يرضى طموحه، فالمشكلات الحقيقية كانت لا تزال تختمر. كان بارادس قائدا للجيوش، وبدأ باسيليوس يقنع مايكل ان عمه يطمح للمزيد وان تآمره لتنصيبه امبراطورا لم يكن إلا لرغبة منه في التحكم بابن أخيه حتى يستطيع أن يتآمر من جديد و يتخلص من مايكل و يتوج نفسه امبراطورا، و ظل يحقن سمومه في أذن مايكل حتى وافق على اغتيال عمه. أثناء أحد سباقات الخيل اقترب باسيليوس من بارادس و طعنه طعنات قاتلة وسط الزحام. بعد بقليل طلب باسيليوس أن يخلف بارادس على قيادة الجيش حتى يتمكن من فرض الاستقرار على المملكة و يردع التمرد، وقد حقق له مايكل ما طلب. بمرور الوقت كانت ثروة و سطوة باسيليوس قد تضخمت كثيراً. بعد بضع سنوات مر مايكل بضائقة مالية بسبب اسرافه و تبذيره فطلب ان يرد له باسيليوس بعض الاموال التي كان يقترضها منه طوال فترة صداقتهما. كانت الصدمة كبيرة لمايكل ان يرفض باسيليوس طلبه بنظرة تمتلئ بالوقاحة فادرك فجأة حجم المأزق الذي صنع لنفسه، فمن سائسا للحظائر اصبح يمتلك الآن مالاً و حلفاء في الجيش و مجلس الشيوخ وفي الاجمال سطوة اكبر مما يمتلكها الامبراطور نفسه. بعدها باسابيع استيقظ مايكل ليلاً ليجد نفسه محاطا بالجنود بينما باسيليوس يراقبهم و هم يطعنونه حتى أردوه قتيلا، نصب باسيليوس نفسه امبراطورا و طاف بحصانه شوارع بيزنطة ممسكا براس الرجل الذي احسن اليه و اتخذه صديقا حميما مثبتة على طرف رمحه.
و كما قال فولتير : اللهم أحمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم.




 توقيع : حكآية روح




رد مع اقتباس