ما زالت المكنسة أداة هامة ورئيسية من ادوات تنظيف البيوت

والساحات والشوارع والازقة وواماكن اخرى عديدة في حياة الانسان
سواء كان الذي يستخدمها من النساء او الرجال.
وفي منظر ربما اصبح من ذاكرة التراث الشعبي العربي شاهدنا بعض مكانس
القش ذات الصناعة اليدوية التقليدية المعروفة منذ القدم معلقة امام
احد المحلات في اول شارع مأدبا والذي هو امتداد لشارع المصدار في عمان.
وفي داخل هذا المحل والذي هو في الاصل كان مصنعا لصنع مكانس القش
الشعبية تحدث السيد ابو عمر الجباوي لابواب الرأي
موضحا لنا ما يلي:
لقد كانت في عمان قديما عدة مصانع لصنع هذه المكانس حيث الانتاج الوفير
والاقبال الكبير عليها من ربات البيوت وغيرهن ايضا..
وهذا المحل كان واحدا من هذه المصانع التي تم انشاؤها في فترة الستينات
من القرن الماضي.. لكن هذا المصنع توقف عن انتاج
مكانس القش منذ فترة التسعينات تقريبا!!
أما عن اسباب ذلك فقال الجباوي: لقد كانت عيدان هذا النبات وهو
من نبات الذرة الحمراء يزرع قديما في الاردن بمنطقة الكرك مثل الربة والقصر
والقرى المجاورة ايضا بطريقة البعل سنة بعد سنة وذلك بالاعتماد على
مياه الامطار الطبيعية.. ولكن وبسبب قلة الامطار سنويا في فترة
العقود الماضية فقد هجر المزارعون هذا النوع من الزراعة الخاصة بعيدان
وقش المكانس الشعبية. ثم هناك سبب آخر وهو التطور الحضاري
والتقني حيث ظهرت وسائل اخرى للكنس مثل المكانس البلاستيكية
والمكانس الكهربائية الحديثة.. ثم ايضا ان الاشخاص المحترفين
والمتخصصين بصنع هذه المكانس قد انقرضوا أي اصبحوا كبارا
في السن او ان العديد منهم رحلوا عن هذه الدنيا الفانية.
ومع كل ذلك فان هذه المكانس القشية لم تختف كليا من اسواق عمان والمدن الاخرى.
. وذلك لاننا اصبحنا نستوردها من سوريا وبالذات من
منطقة حلب والتي ربما تكون هي المنطقة الباقية
هناك لصنع هذا النوع من المكانس.
اما عن الاشخاص الذين ما زالوا يشترون مكانس القش هذه
ويستعملونها فهم من كبار السن والبعض من النساء في الارياف والبادية.
. وذلك يرجع الى حبهم وتمسكهم بالاصالة والقديم.
وهناك من يشتري هذه المكانس كنوع من التحفة والمنظر
الجميل وليس للتكنيس بها!!
والمكانس تشاهد منها الاحجام المتنوعة والانواع مثل المكانس
الناعمة والمكانس الخشنة. هذا وهناك من يقول ان مكانس القش
هي الافضل من الاخرى لانها نباتية وصحية اكثر للجسم عند الاستعمال!!
ومن المعروف ان بعض عمال البناء يستعملون هذه النوعية من مكانس
القش التي تكون صغيرة الحجم جدا لتنعيم طينة الجدران..
وكذلك بعض عمال الموزاييك وعمال الدهان كفرشاة مثلا..
وايضا بعض مصنعي الحلويات لرش القطر على وجه الحلويات..
وربما كانت هذه الاستعمالات قديما فقط..
فقد تطورت كل ادوات الصناعات المختلفة..
وتحتاج صناعة المكانس من هذه النوعية الشعبية التي قل صنعها
والاقبال عليها الى المهارة والتجربة والدقة العالية..
فهي ليست بالسهلة لانها صناعة يدوية يقوم على صنعها عدة عمال
مهرة كل يقوم بخطوة معينة ليكتمل اخيرا صنع مكنسة القش.
ومن الادوات الخاصة التي تستخدم اثناء صنعها نذكر مثلا: الدقماقة لدق القش
، والمسلة لخياطة المكانس بخيوط قطنية او بلاستيكية، والجنزير
والشدادة وادوات اخرى ايضا.
في الغرب
وفي بريطانيا مثلا فقد زاد الطلب مؤخرا على المكانس القشية ذات العصا
الطويلة التي تشبه عصا او مكنسة الساحرات في الاساطير، وفي الافلام
السينمائية الخيالية مثل سلسلة افلام «هاري بوتر» حيث في هذه الافلام
مدرسة لتعليم السحر للاولاد والبنات وهناك دروس لتعليمهم
كيفية تقليد الساحرة العجوز التي تركب على المكنسة وتطير في الهواء من
مكان الى مكان عبر السماء او الجو.
وهكذا فان الاساطير والحكايا الخرافية في بريطانيا والغرب عموما تربط ما
بين رمز المكنسة بالساحرة وذلك منذ عدة قرون وحتى الان..
وعلى الغالب فان الساحرات اولئك كان التعبير عنهن بواسطة
رسم ساحرة عجوز قبيحة الوجه تركب عصا مكنسة على طرفها قطة سوداء
وهي تطير في الهواء وبالذات ليلا بعد ان تكون قد قامت مثلا
باعمال غير متوقعة او غير سارة!!