الطيبون ؟

هم جيل لم ينهار نفسياً من عصا المعلم .. ولم يتأزم عاطفياً من ظروف العائلة .. ولم تتعلق قلوبهم بغير دينهم و بغير أمهاتم .. ولم يبكو خلف المربيات عند السفر ..

هم جيل لم يدخلو مدارسهم بهواتفهم النقالة .. ولم يشكو من كثافة المناهج الدراسية .. ولا حجم الحقائب المدرسية .. ولا كثرة الواجبات المنزلية

هم جيل لم يستذكر لهم أولياء أمورهم دروسهم .. ولم يكتبوا لهم واجباتهم المدرسية .. وكانو ينجحون بلا دروس تقوية .. وبلا وعود دافعة للتفوق والنجاح .

هم جيل لم يرقصو على أغاني السخف .. وكانو يُقبلو المصحف عند فتحه وعند غلقه .

هم جيل كانو يلاحقو بعضهم في الطرقات القديمة بأمان .. ولم يخشو مفاجآت الطريق .. ولم يعترض طريقهم لص ولا مجرم ولا خائن وطن .

هم جيل كان ينام عند انطفاء الكهرباء في السطح أوفناء المنازل .. ويتحدثون كثيراً .. ويتسامرون كثيراً .. ويضحكون كثيراً .. وينظرون إلى السماء بفرح .. ويعدون النجوم حتى يغفو ..

هم جيل كانو يحركون كفوفهم للطائرة بفرح .. ويحييون الشرطي بهيبة .

هم جيل كان للوالدين في داخلهم هيبة .. وللمعلم هيبة .. وللعشرة هيبة .. وكانو يحترمون سابع جار .. ويتقاسمون مع الصديق المصروف والأسرار واللقمة .

إهداء لمن عاش تلك اللحظات الجميلة .
ودمتم سالمين .