المسمار بقلمي محمد البهلوان

كان فناناً ، لا يريد احدا من منطقته يقول له اسطى سمير بل يريد منهم ان يقولوا عليه الفنان سمير
كان يعمل نجاراً ولكنه فليسوف شاعر متمرد ، صفات نادراً ما تجدها مجتمعة في شخصاٍ واحد .
سمير يعشق كاغلب الشباب في عمره فتاة تدعي شلبية من نفس منطقته ، بيضاء كوردة الزنبق الأبيض ، لها جسم له ليونه وتضاريس جسمها تدل على انوثة طاغية بالفعل هي مكتملة الأنوثة ، انتظرها حتى انهت مرحلة دراستها الثانوية , كان ينظر لها اثناء مرورها عليه في كل مرة كان يعاكسها ويظهر اعجابه بجمالها الفتان ، وهي تضحك وتقول له عيب يا أسطى سمير أنا بنت منطقتك ، ويرد عليها انا مش بعاكس انا بقول سبحان الله علي الجمال ده كله . كان هناك حب خفي ما بينهما لا يظهران تلك الحالة من العشق والميل للاحراج والكسوف من الناس .
وسمير يريد ان يدخل البيت من بابه وليس من الشباك كما يقولون في المثل المصري .
تقدم لاباها لخطبتها ووافق الأب سريعا ،فكان معروف عن سمير صاحب الثامنية والعشرون عاما الأدب الجم واخلاقه معروفة في منطقته الشعبية ،بطيبة القلب ملامح وجهه بريئة انفه صغير وشفايفه صغيرة واسنانه صغيرة ، وشعر نائم اسود قاتم ، وذو سمرة وجه جميلة .يرتدي افضل الملابس واغلها واحلاها .
انا طالب ايد بنتك شلبية يا عمي
موافق يا عمي

موافق يا سمير

الكل يضحك
مش تعرف الأول انا مين

انت مين ايه انت معروف لأهل المنطقة كلهم
سمير حسانين ابن الحاج حسانين صاحب اكبر محل عطارة في المنطقة ، ما شاء الله عليكوا عندكوا كام بيت هنا ربنا يزيدكوا.

لا بس انا يا عمي اشتريت شقة بعيد عن بيوت ابويا
انا هتجوز من عرقي
طبعا يا بني انت راجل وسيد الرجال
وهنا تتدخل الأم وتقول سمير يا ابو شلبية راجل مكافح لاقصى درجة مش معتمد علي فلوس ابوه وتعليم عالي ومعاها صنعة .المهم عاوزين نعرف رأي العروسة
وهنا يقول ابو شلبية
يا شلبية يا عروستنا تعالي بقي
وهنا تدخل شلبية والضحكة مرسومة علي شفاتها
اتفضلي يا حاجة ، اتفضل يا سمير
ويتزوج سمير بشلبية
ويقضي احلي فترة في حياته سنة ونصف من المتعة وواللذة في خلال السنة ونصف يرزق سمير بتؤام عبد الرحمن وجنة ، يحمد الله علي رزقة ويبدأ في تغيير حياته ويحاول ان يقرأ اكثر في الدين ويحفظ في القرأن ،
ولكن شلبية مثلها مثل اغلب الفتيات تتهم بزينتها وميكاجها واناقتها وخصوصا داخل المنزل طبعا . لا تفعل ذلك من اجل زوجها ولكنها تريد ان تظل جميلة دائما في اعين الناس وفي عين مريتها الخاصة التي دائما ما تمسكها وتزين نفسها وتمشط شعرها .

منذ ولادة الاطفال لا تهتم شلبية بزوجها ولا باحتياجاته ،لا مبالاة في اكثر الاشياء
ودائما ما تطلب منه اشياء تعجزية كثيرة معتمدة علي عمله وعلي ارثه من ولاده
حتى كًل منها سمير ومن طالباتها ومن اهمالها له .

ومرت الايام ومرت السنوات وظل الحال كما هو الحال
الا ان قرر الطلاق وعندما قرر الطلاق لاحظ علي شلبية التغيير الكبير فرجعت اليه من جديد تهتم به وتراعي شئونه وتقول له الكلمات التي تعبر عن حبها .
انه تحبه ولكن هكذا هي المرأة عندما تلد وكأن بالاطفال قد امتلكته واصبح كما العبد للسيد .
وهنا تذكر سمير بتغيير شلبية المفاجيء عندما ذكر كلمة الطلاق والفراق وضحك ضحكة سخرية وتذكر بحكم مهنته المسمار واسمك بواحد وقال في نفسه وكأنه يحدث المسمار ويبدأ في عمله
في ناس زي المسمار ما بتتعدلش غير لما تاخد علي دمغها .
تمت
بقلمي الشاعر
محمد البهلوان يحظر نقل او نسخ العمل دون الاشارة للمصدر وصاحب الكلمات
2-11-2020

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور