الأدارة ..♥ |
|
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قصة المياة الراكدة
نصف ساعة من الملل المتواصل ، الذي يتكرر كل يوم ، إنه ذلك الزمن الذي تقضيه كل يوم ، في تنظيف صحون الطعام ، وأواني الطهي ، منذ أن تزوجته وحتى يومها هذا ..
ثورة وغضب وتذمر : جففت يدها ، واتجهت إلى غرفة النوم لتفتح بابها برفق ، فتتأكد من أنه يغط في قيلولته اليومية ، بعد أن ملأ معدته بما أعدت له من طعام ، شكرًا لله فقد تناول الطعام دون أن يبدي أية ملاحظات سيئة عليه ، هي لا تنتظر منه ثناء على الطعام الذي تعده ، هي تتمنى فقط أن يمر وقت الطعام بهدوء دون أن يثور عليها لأتفه سبب كما تعودت منه . المياه الراكدة : تتقفد هاتفها المحمول لعلها تجد رسالة قصيرة ، قد يرسلها ذلك الحاضر الغائب لكن الرسالة لم تصل ، وربما تصل لكنها كلها أمل أن تجد تلك الرسالة يومًا ما .. تقرر أن تستغل فترة السلام المؤقتة ، التي منحها إياها نوم زوجها ، تخرج إلى الحديقة المقابلة لمنزلها .. تجلس على حافة البحيرة الصغيرة ، تجد نفسها بدون وعي تمسك بحجر صغير لتقلبه في المياه الراكدة !! الحاضر الغائب ودوامات الحياة : يحدث سقوط الحجر دوامات ، وحركة غيرت من هدوء البحيرة ، ابتسمت كثيرًا لذلك ، تفقدت هاتفها المحمول ثانية ، لم يصلها شيء ، كان الحاضر الغائب هو من يحرك سكون حياتها ، ولو برسالة قصيرة ، نظرت إلى البحيرة لتجدها قد أصابها السكون هي الأخرى ، مرة أخرى . فاصل من السباب : في لحظات قليلة ، لابد وأن ترمي فيها حجرًا آخر ، لتتمكن من فك جمودها وسكونها ، استيقظت على فاصل من السباب ، ينعتها به زوجها من شرفة المنزل ، لم تجد فور استيقاظه وهو يريد أن يحتسي كوبًا من الشاي فورًا . قامت بتثاقل من أمام البحيرة ، وهي في طريقها للداخل التفتت ناظرة إلى البحيرة ، فوجدتها قد أصابها الجمود هي الأخرى ، لحظات أخرى من الملل داخل مطبخ بيتها ، وهي تسابق الزمن كي لا تتلقى مزيد من اللعنات من زوجها مرة أخرى . الحاضر في القلب الغائب عن الحياة : تتذكر الحاضر في قلبها ، الغائب عن حياتها ، تذكر أنه قال لها ذات يوم ، أعشق البحر وأكره بحيرتك الصغيرة الكئيبة ، لا يحتاج البحر أبدًا لكي نلقي فيه حجرًا كي نحركه !!
الساعة الآن 08:18 AM
|