لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة؟ لماذا نهى عن ذلك؟
أولاً: فيه التفات عن القبلة أو انصراف عن القبلة، فهو يشبه الالتفات؛ لأن المصلي مأمور باستقبال الكعبة في صلاته، فإذا رفع بصره إلى السماء كأنه التفت عن القبلة، فهو كمن التفت ذات اليمين أو التفت ذات الشمال من هذا الوجه، هذا سبب.
وهذا السبب هل هو خاص بحال الدعاء أو عام في الصلاة كلها؟
عام في الصلاة كلها، فالمصلي في كل الصلاة مأمور باستقبال القبلة.
الأمر الثاني: أنه ينافي كمال الخشوع والأدب مع الله عز وجل؛ فإن العبد الذليل المفتقر إلى الله عز وجل مطرق الرأس مطأطئ نظره في موضع سجوده، هذه صفة الخاشع الذليل، أما الإنسان الذي يرفع بصره هكذا فهذه صفة الإنسان السيئ الأدب المعرض عن صلاته.
وقد يقال بالسبب الثالث، وهو: خشية أن تخطف أبصارهم أنوار الملائكة، وإن كان هذا فيه ضعف.
فالمعنى يدل على أن النهي في الصلاة كلها حال الدعاء وفي غيره من الأحوال