قال متعاملون وسماسرة شحن أمريكيون ومستوردون صينيون إن شحنات النفط الخام من الولايات المتحدة إلى الصين سترتفع بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه أكبر اقتصادين في العالم لمراجعة اتفاق أبرم في كانون الثاني (يناير) بعد حرب تجارية طويلة.
ووفقا لـ"رويترز"، أكدوا أن شركات نفط صينية مملوكة للدولة حجزت بشكل مؤقت ناقلات لحمل ما لا يقل عن 20 مليون برميل من الخام الأمريكي لشهري آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر)، وهي خطوات قد تهدئ المخاوف الأمريكية من كون مشتريات الصين عند مستوى منخفض بشكل كبير عن تعهدات الشراء بموجب اتفاق التجارة المرحلة 1.
وكانت الصين تحتل مكانة أكبر مشتر للخام الأمريكي، إذ تلقت ما قيمته 5.42 مليار دولار في 2018 قبل أن يوقف توتر تجاري التدفقات بشكل شبه كامل.
وتعهدت الصين في كانون الثاني (يناير) بشراء منتجات في قطاع الطاقة بقيمة 18.5 مليون دولار، بما في ذلك النفط الخام والغاز الطبيعي فوق مستواها في 2017، ما ينطوي على قيمة إجمالية بنحو 25 مليار دولار هذا العام.
وأفادت بيانات من مكتب تعداد الولايات المتحدة بأن مشتريات الصين من الخام الأمريكي حتى 30 حزيران (يونيو) بلغت 2.06 مليار دولار، وهو ما يبرز التراجع الناجم عن جائحة كوفيد - 19 والتأثير المحدود لاتفاق المرحلة 1.
لكن المصادر قالت إن هناك قفزة في الآونة الأخيرة في مشتريات شركة النفط والغاز الصينية المملوكة للدولة بتروتشاينا وكبرى شركات التكرير لديها سينوبك.
أوردت "رويترز" أن مراجعة اتفاق التجارة الأمريكي- الصيني كان من المقرر لها في البداية غدا السبت، ستتأجل بسبب مشكلات تتعلق بالتوقيتات، ولم يجر الاتفاق على موعد جديد حتى الآن.
ووفقا لبيانات رفينيتيف أيكون، فإنه من المقرر بالفعل أن يصل الصين في آب (أغسطس) إمداد شهري غير مسبوق يبلغ 32 مليون برميل من النفط الأمريكي.
وقفزت واردات الصين من الخام 25 في المائة خلال الشهر الماضي، مقارنة بمستوياتها قبل عام، بفعل وصول مشتريات ضخمة تم التعاقد عليها عندما انهارت الأسعار في نيسان (أبريل)، والتخليص الجمركي لبعض الشحنات، التي تأخرت في الموانئ خلال حزيران (يونيو).
ووفقا لـ"رويترز"، أظهرت بيانات سابقة أصدرتها الإدارة العامة للجمارك، أن الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، اشترت 51.29 مليون طن من النفط الشهر الماضي، بما يعادل 12.08 مليون برميل يوميا.
يزيد ذلك على واردات تموز (يوليو) 2019 البالغة 9.66 مليون برميل يوميا، لكنه يقل عن المستوى القياسي السابق 12.94 مليون برميل يوميا المسجل في حزيران (يونيو).
وصل الصين نفط خام اشتراه متصيدو الصفقات الصينيون في نيسان (أبريل)، عندما انحدرت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها خلال عقود، بينما تعززت التدفقات أيضا بالتخليص الجمركي لواردات عطلها ازدحام الموانئ الصينية.
خلت البيانات من دول المنشأ، لكن إيما لي، المحللة من "رفينيتيف"، قدرت أن نحو خمسة ملايين طن من النفط الخام الأمريكي وصلت الصين في تموز (يوليو)، وهو مستوى شهري مرتفع غير مسبوق، وأن نحو مليون طن قد يتأخر وصوله إلى آب (أغسطس) بسبب ازدحام الموانئ.
وتضغط تسليمات قياسية على مرافق الموانئ منذ أواخر أيار (مايو) متسببة في اختناقات حادة في الموانئ الرئيسة مثل تشينجداو وريتشاو وتشوشان، حيث اضطرت الناقلات إلى الانتظار لأسابيع لتفريغ حمولاتها، ويقول المحللون ومسؤولو الموانئ "إن الازدحام قد يستمر هذا الشهر".