بقلم : د. هند الشومر
من آن لآخر تقوم بعض محلات الجملة بعمل عروض على الأجهزة الكهربائية الجديدة، ولكن بدون كرتون أو كتالوج ويكون سعرها تنافسيا وتشهد إقبالا كبيرا من الجميع حتى لو لم يتوافر لها كتالوج التشغيل أو الكرتون، وفي هذه الحالة قد يظهر بعض المتطوعين لإعطاء تعليمات التشغيل بواقع خبرتهم.
وهذا ما يحدث عند تولي موظف جديد عملا ما سواء في الحكومة أو القطاع الخاص ويمارس العمل دون التدريب عليه أو الإلمام به، فتكون النتيجة أن هذا الموظف قد يتسبب في أخطاء فادحة في مكان العمل؛ لأنه يعمل بدون كتالوج، بينما كان من الممكن ألا تحدث تلك الأخطاء لو كان الاهتمام بالتدريب للموظفين الجدد وفقا لخطط مدروسة وبعيدا عن احتمالات العمل بدون كتالوج.
وهناك مهن كثيرة قد يكون الموظف المبتدئ بدون تدريب مصدرا لحوادث جسيمة قد يصعب احتواء تداعياتها، والحل هو اعتبار التدريب للموظفين الجدد في الحكومة أو القطاع الخاص أولوية قصوى للمؤسسة والمجتمع حتى لا نجد من بيننا من يعمل بدون كتالوج، وقد يتسبب في أخطاء كارثية.
وفي بعض المؤسسات قد يعتبر التدريب إضاعة للوقت أو ترفا، وفي مؤسسات أخرى قد تفاجأ بأن موظفي خدمة العملاء لا يجيدون التواصل مع العملاء أو يستخدمون أساليب استفزازية أو قد يتأخر التواصل من خدمة العملاء دون اعتذار، وكل تلك المواقف عندما تناقش في التدريب تتضاءل احتمالات حدوثها لاحقا.
وإن المؤسسة الناجحة هي التي تهتم بالتدريب لصقل المهارات وتحديث المعلومات عن الوظيفة حتى لو كانت وظيفة بسيطة، ولكن خطط التدريب يجب أن تكون هادفة وغير تقليدية ويتم تحديثها من آن لآخر وبعيدة عن مبررات الملل.
وفي حياة كل منا نماذج تدريب التحق بها، فقد تكون له ذكرى طيبة إن كانت هادفة وتم التخطيط لها بعناية واهتمام، وقد تكون عكس ذلك بسبب عدم التخطيط الجيد أو عدم الأداء بالمستوى المطلوب أو لجوء بعض من يقومون بالتدريب إلى أساليب مدرسة المشاغبين للتعامل مع من يتم تدريبهم.
فلذلك، يجب الاهتمام بالتدريب في جميع الوظائف لنجاح المؤسسة ولتميز العاملين بها سواء كانت حكومة أو في القطاع الخاص للعمل على تطور الوطن والمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة وفي جميع المجالات.