الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
![]() |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]() اتقوا فتنة التبرج-1 د. لحرش عبد السلام مقدمة: في عالم يطغى فيه المظهر على الجوهر، ويُستغل فيه الجسد كوسيلة للترويج والإغراء والإغواء، يظهر التبرج كأحد أخطر التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، هذا الموضوع القديم الجديد، يُعد أحد أسلحة أعداء الإسلام لإفساد المجتمعات الإسلامية. التبرج ليس مجرد اختيار شخصي في اللباس، وليس أسلوبَ حياةٍ يُعبِّر عن نمط الشخصية التي ترتديه، وليس مجرد "موضة"، بل هو تعبير عن رؤية فلسفية تُعلي الفردية المطلقة، وتفصل الجسد عن قِيَمِهِ الروحية والأخلاقية، رؤية تهدف إلى تقويض القيم الإسلامية، وتحويل المرأة إلى سلعة تُباع وتُشترى، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من "الكاسيات العاريات"، واعتبرهن من أهل النار؛ كما جاء في بيعة النساء:((ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)). هذه الظاهرة ليست مجرد مظهر خارجي، بل هي معركة ثقافية تهدف إلى طمس هوية المرأة المسلمة. من خلال هذا المقال، نتعرف على مفهوم التبرج وحكمه، ومخاطره، وسبل العلاج. 1- التبرج في الشرع: كبيرة من الكبائر: تعريف التبرج: قال البقاعي في تفسيره: "تبرجت المرأة: أظهرت وجهها، وفي القاموس: تبرجت: أظهرت زينتها للرجال"[1]، وقال القرطبي في تفسيره: "والتبرج: التكشُّف والظهور للعيون، ومنه: بروج مشيدة، وبروج السماء والأسوار، أي لا حائل دونها يسترها"[2]. وعرَّفه العلماء بأنه: إظهار المرأة لمفاتنها أمام الأجانب، سواء كان ذلك بارتداء ملابس ضيقة أو شفافة، أو كشف الشعر والوجه[3]، أو حتى التمايل في المشي والخضوع في القول؛ كما أن القرآن الكريم نهى عن التبرج في قوله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]. التبرج كبيرة من الكبائر: التبرج في الإسلام ليس من صغائر الذنوب، بل هو من كبائرها، التي تغضب الله وتُعرض صاحبها للعقاب، و"ما كان منه بإظهار الزينة والمحاسن لغير مَن لا يحل له نظرُ ذلك، أو ما كان بالتبختر والاختيال، والتثني في المشي، ولُبس الرقيق من الثياب الذي يصف بشَرتها، ويبين مقاطع جسمها، إلى غير ذلك مما يبدو منها مثيرًا للغرائز، ومحركًا للشهوة - حرام إجماعًا لغير الزوج؛ لقول الله جل جلاله: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، وقول الله جل جلاله: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ... ﴾ [النور: 31]، وذلك أن النساء في الجاهلية الأولى كُنَّ يخرجن في أجود زينتهن، ويمشين مشيةً فيها دلال وتبختر، فيكون ذلك فتنة لمن ينظر إليهن[4]. وقال ابن عثيمين رحمه الله: "لا يجوز للمرأة أن تلبَس هذه الملابس الضيقة إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده، وهو الزوج، فإنه ليس بين الزوج وزوجته عورة؛ لقول الله جل جلاله: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، وقالت عائشة رضي الله عنها: ((كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، تختلف أيدينا فيه))[5]، تعني: من الجنابة، فالإنسان بينه وبين زوجته لا عورة بينهما، وأما بين المرأة والمحارم فإنه يجب عليها أن تستر عورتها، والضيق لا يجوز لا عند المحارم ولا عند النساء، إذا كان ضيقًا شديدًا يُبين مفاتن المرأة"[6]. وروى أحمد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: ((جاءت أميمة بنت رقيقة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام، فقال: أبايعكِ على ألَّا تشركي بالله شيئًا، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدكِ، ولا تأتي ببهتانٍ تفترينه بين يديكِ ورجليكِ، ولا تنوحي، ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى))[7]، وإدخال هذا في البيعة، وقرنه بالشرك والسرقة، والزنا والقتل، دليل على عِظَمه، وخطره، وأنه من الكبائر. قال الله جل جلاله: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ﴾ [الأعراف: 26، 27]. قال الإمام القرطبي في تفسيره: "فيه أربع مسائل: الأولى: قوله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ﴾ قال كثير من العلماء: هذه الآية دليل على وجوب ستر العورة؛ لأنه قال: ﴿ يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ﴾ [الأعراف: 26]، وقال قوم: إنه ليس فيها دليل على ما ذكروه، بل فيها دلالة على الإنعام فقط، قلت: القول الأول أصح، ومن جملة الإنعام ستر العورة، فبيَّن أنه سبحانه وتعالى جعل لذريته ما يسترون به عوراتهم، ودلَّ على الأمر بالستر، ولا خلاف بين العلماء في وجوب ستر العورة عن أعين الناس"[8]. والمرأة لا يجوز لها أن تتبرج بإظهار زينتها ومحاسنها للرجال الأجانب عنها؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، وقال الله جل جلاله: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31]، وقال الله جل جلاله: ﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، مما جاء في تفسير الآية: أي: لا يضربن الأرض بأرجلهن، ليُصوِّت ما عليهن من حلي، كخلاخل وغيرها، فتُعلم زينتها بسببه، فيكون وسيلة إلى الفتنة، ويُؤخذ من هذا ونحوه، قاعدة سدِّ الذرائع، وأن الأمر إذا كان مباحًا، ولكنه يُفضي إلى محرم، أو يُخاف من وقوعه، فإنه يُمنع منه، فالضرب بالرجل في الأرض الأصل أنه مباح، ولكن لما كان وسيلة لعلم الزينة، مُنع منه[9]. العُري فتنة الشيطان لأبينا آدم وذريته: التعري الذي صاحب الخروج من الجنة من أعظم الفتن التي يتعرض لها الإنسان في الحياة؛ بدليل قول الله جل جلاله: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ﴾ [الأعراف: 27]، والشيطان قد لا يكون على علم بما يترتب على الأكل من الشجرة من ظهور السوءات، ولكن الله تعالى جعل الشيطان كأنه قصد إلى ذلك؛ لأن انكشاف السوءات مما يُرضي الشيطان، بل ذلك من أعظم الوسائل التي يسعى الشيطان من ورائها لفتنة بني آدم، وأهم ما سعى إليه الشيطان ابتداءً هو إيقاعهما في المعصية، مع رغبته فيما يترتب على ذلك من العقوبة، ومن سوء الحال في الجملة؛ فكان من أهم مظاهر السوء إبداء السوءات، التي كانت بالنسبة لبني آدم مفتاح شرٍّ مستطير، ولما جُبل الإنسان على ستر نقائصه عند سلامة فطرته، كان ظهور العورة عند آدم وحواء من النقائص؛ ولذلك بادرا بسترها؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ﴾ [الأعراف: 22][10]. وقد جعل الله تعالى اللباس زينة وسترًا، وطريقًا للخير، ومظهرًا للتقوى، ولم يترك الناس على حالة العريِ الأولى، بل خلق لهم ما يستر سوءاتهم ويواريها؛ فقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ [الأعراف: 26]. غير أن الشيطان لم يكتفِ بما فعله من قبلُ مع أبينا آدم عليه السلام وزوجه حواء، بل أصرَّ على أن يفتن ذريتهم، فدعاهم إلى كشف العورات، ونزع ما ألبسهم الله من زينة اللباس والستر، فاستجاب له أتباعه، فوقعوا في شباك إغوائه وحبائل إغرائه؛ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 27]. 2- أبعاد فتنة التبرج ومخاطره: التبرج ليس مجرد فعل فردي، بل هو فتنة ذات أبعاد خطيرة، تؤثر على الفرد والمجتمع والأمة جميعًا: على الفرد: يُفقد المرأة حياءها وإيمانها؛ وفي الحديث: ((الحياء والإيمان قُرنا جميعًا، فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر))[11]. كما أن المتبرجة عاصية لربها، مطيعة لهوى نفسها، وللشيطان الذي يأمر بالسوء والفحشاء، ومعصيتها متعدية الضرر على غيرها، فهي تُطفئ نور الإيمان في قلوب كثير ممن يرونها، وتفتح أمامهم أبواب فتنة النساء، وتؤجِّج في قلوبهم نار الشهوة، ويتألمون من جرائها، وربما لم يستطِع بعضهم إطفاءها إلا بارتكاب الزنا، نسأل الله العصمة والعافية، فيحترق من هذه النار، فتحمل تلك المتبرجة – التي تسببت بفتنته فأقدم على ارتكاب الزنا الذي هو كبيرة من كبائر الذنوب – مثل أوزاره، وكذلك قد تكون قدوة سيئة لبعض ضعيفات الإيمان من النساء، فيتساهلن بالتبرج والسفور وفتنة الرجال، فتحمل مثل أوزارهن؛ لأنها هي سبب انحرافهن؛ كما قال الله تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ ﴾ [النحل: 25][12]. العُريُ طريق الفجور: السفور مطيَّة الفجور، ومن سمح لقدمه أن تنزلق خطوة واحدة في أول الطريق، فإنه لا يدري إلى أين تسوقاه قدماه، وإلى أين ينتهي به المسير، وما نراه من مظاهر لا تليق بالمرأة العاقلة، فضلًا عن المؤمنة العفيفة، كانت بداياته تساهل المرأة في السفور، وعدم تغطية الوجه، ومن هنا بدأت الفتنة؛ فقد خلعت المرأة المسلمة غطاءَ وجهها، وخلعت معه حياءها الذي طالما صانها من أذى كل فاجر وفاسق، والذي كان سياجًا يحمي المجتمع المسلم من مظاهر لا تليق به، فكوني – بُنيَّتي - سدًّا منيعًا، ولا تكوني ثغرةً ينفذ منها الأعداء لهدم بنيان المجتمع[13]. على المجتمع: • فساد أخلاق الرجال، خصوصًا الشباب والمراهقين، ودفعُهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها. • المجتمع الذي يكثر فيه التبرج يصبح أكثر عرضة للانحلال الأخلاقي؛ حيث تتحول المرأة إلى وسيلة للدعاية أو الترفيه أو الإثارة، مما يقلل من مكانتها، ويؤدي إلى الإساءة إليها. • المجتمع الذي يكثر فيه التبرج يصبح أكثر عرضة لانتشار الجرائم الأخلاقية؛ كالزنا والاغتصاب، والتحرش الجنسي. • إدخال الزوج أو الأب أو الولي النارَ من باب الدياثة، وذلك إن كانوا راضين عن فِعلها، وقد نُزعت من قلوبهم غَيرة وحمية الرجال. • تعليم غيرِها من نساء المسلمين، ودفعهن للتنافس في الإغواء والعري، وكان الله على كل شيء حسيبًا. • إفساد أذواق الناس في نظرتهم للنساء، واعتبار الحسن بالبهرج والزخرف، وفي ذلك ظلم للعفيفات المتسترات، ودفعٌ لهن للسفور. وقد ظهرت اليوم نُذُر الدمار للمجتمعات التي انتشر فيها العري والتبرج، وما نتج عنه من انتشار الزنا والاغتصاب والإجهاض، والإغراق في حب الشهوات الإباحية، وما نتج عن ذلك من انتشار الأمراض الفتَّاكة، واختلاط الأنساب، وخراب الأُسر، وتفكُّك المجتمعات"[14] ![]() ![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 05:13 PM
|