الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
![]() |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() بقاء... لا فناء حين يناقشُ بعض الباحثين والدارسين قضيةً ما، فإنهم ينطلقون مباشرة من منطلق الدين، فيبدؤون بعقْد المقارنات عن حال تلك القضية قبل الإسلام، وما حدَث فيها من تغيرٍ بعد ظهوره، مُبتعدين عن النظر للقضية نظرةً فكرية محايدة تراعي الزمان والمكان. حتى الإسلام حين ظهر فإنه كان دينًا راقيًا مرنًا لم يَجُبَّ كلَّ ما كان قبله في فرضِه بعضَ الأمور، وقد كان متدرجًا في نفيِه بعضَ السلوكيات، مراعيًا طبيعة البشر وسطوة العادات. وبالنظر إلى المرأة التي تُعد من القضايا المتجددة عند كثيرين ممن جعلوا منها قضيةً، مع أنها لم تكن مشكلة في يوم ما؛ لأنها تُعَدُّ شخصية اجتماعية محورية مرتبطة بمقومات الحياة برباط مَكين ما أُريد ذكره هو رفض ذلك التجنِّي على العرب الذين عاشوا قبل الإسلام الموسومين بالقسوة تُجاه المرأة، وجعلها رمزًا للعيب والشؤم والنقص، وأن الحكم عليها بالفناء هو سبيلُ الخلاص من تلك المثالب وهذا الرفض سببُه أن المرأة عند العرب قبل الإسلام كانت ذات حُظوة، ومكانة اجتماعية مرموقة، وكانت لها أدوارها التكاملية داخل النظام المجتمعي العربي، وتأثيرها الثقافي الحضاري. ولقد عُرف عن العرب أنهم أهلُ الفصاحة والبيان والبلاغة، وترويض الكلمات، وجعلها دُررًا في قصائد منظومة، أو خُطبٍ منطوقة، وقصائد المعلقات التي فاخرت بها العرب، وبلغ من اعتزازهم بها أن كُتبت بماء الذهب، وعُلقت على الكعبة، لم تَخلُ من ذكر المرأة (فاطم، خولة، عبلة، أم أوفى). في اعتداد بالمرأة والتغني بها في شعرهم الجميل، وأدبهم البديع، فكيف يصرِّحون بأسمائهنَّ، ثم يرون فيهنَّ رمزًا للعيب والنقص؟ ولم يتوقف الشعراء عند ذلك، بل إنهم قد هاموا خلفَ الجمال، وجعلوا من المرأة رمزًا له؛ فحرَّك جمالُها شعورَهم، وسما حُسنها بذائقتهم، فـ(أم أناس، وبرة، ورهم)، ملكات جمال عند العرب في الجاهلية، وكُنَّ سببًا في نظم قصائد عذبة، وسبك أبيات رقيقة. ولم يكتفوا بذلك، بل راحوا يُخلِّدون اسم المرأة في أمثالهم التي قيلت لتبقى؛ كقولهم: "اسقِ رقاش فإنها سقاية"، و"أبصر من حذام". وكانت العرب تقول في الجاهلية للرجل إذا ولدت له بنت: "هنيئًا لك النافجة"، أي: المعظِّمة لمالك، وهذا يعني أنهم لم يَعدُّوها عيبًا، أو يهيِّؤوها للفناء وراح العرب من شدة اعتدادهم بالمرأة يسمون بعض أصنامهم بأسماء الإناث: كـ(اللات، والعزى، ومناة، ونائلة). وفي الحروب قامت المرأة بإثارة روح الحماسة في صفوف المقاتلين، وتشجيعهم لتحقيق النصر، فعندما استحكم الصراع بين الغساسنة والمناذرة قامت "حليمة الغسانية" تتفقد جنود أبيها، وتدهن أيديهم بالطيب والعطر، وهي تبث فيهم رُوح الشجاعة والإصرار. كما كانت المرأة قادرةً على الدعم اللوجستي في الحرب، فإنها كانت قادرة أيضًا على وقف القتال، والدعوة للسلام، وإنهاء الخلاف، كما فعلت "سبيعة بنت عبد شمس" في يوم عكاظ بين كنانة وقيس. وفي الحياة الطبيعية كانت المرأة صاحبة موقف؛ حيث وقع على عاتقهنَّ مسؤولية البيت، وإعداد الطعام، وجلب الماء، وغزل الصوف، وصناعة الملابس لها ولأهل بيتها، فضلًا عن ذلك كانت بعض النساء تشارك زوجَها في كسب الرزق، وتيسير سُبل العيش باحترافهن الرضاعة، واحتضان أبناء الموسرين مدة الرضاعة. وبعد هذا يتجلَّى لنا أن المرأة قد حظِيت عند العرب قبل الإسلام بمكانة كريمة، وأن الوأد المنسوب إليهم لم يكن يُشكِّل ظاهرةً عامة عندهم، فضلًا عن وجوده عند بعض الأمم الأخرى د. ماجد محمد الوبيران ![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 01:13 AM
|