الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
شخصيات في الذاكرة ✿ شخصيِّات لها تاريخ وَانجاز وتستَحق ان نتذكرَها ونفتَخِر فيهَا ﹂ ✿ |
![]() |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]() من رواد النهضه التعليميه في قطر حفظ القران الكريم ودرس مختلف العلوم الشرعية. كان غزير الرواية، لطيف الدّرية، متشعب الحديث، يسترق قلوب الناس بحسن الكلام وجميل البيان. وكان - رحمه الله - شخصية فذّة، وافر العقل، سديد الرأي، واسع المعرفة، مشرق الوجه، مهيب السّمت، جليل القدر. كان سريع الحفظ قوي الذاكرة، وقف نفسه ووقته وجهده على دراسة الإسلام الصحيح من مصادره الأولى، كان عالماً بالتفسير، وأستاذاً في الفقه، ومحدّثاً في السّيرة، وبحراً في التاريخ الإسلامي وتراجم الرجال. لم يدع باباً من أبواب الخير إلا طرقه، ولا يترك فرصة تتطلب البذل والفداءَ في سبيل أي بلد مسلم إلا وكان في المقدمة. وقد قاد حملة جريئة واسعة لجمع التبرعات لمجاهدي الثورة الجزائرية، ساهم فيها بجهده فكان خطيبها الأول، وساهم فيها بماله حتى نجحت الحملة وسافر إلى القاهرة وسلّم أموال التبرعات للمسؤولين الجزائريين. وقام بنفس الدور في إعانة أسر ومجاهدي فلسطين. فلم يكن جهد الشيخ في الدعوة فحسب، بل كان عملاً بناءً يؤسس قواعد راسخة لنهضة دينية وتعليمية متواصلة. ولم يكن جهداً منفصلاً عن جهده في مجال التربية والتعليم، فله دور في وضع مناهج التربية الإسلامية، وله دور في إنشاء المعهد الديني الثانوي وتزويد البلاد بأساتذة من الأزهر الشريف وفتح أبواب التعليم للفتاة القطرية وإشرافه على التعليم الديني وتوجيهه، كان من أبرز رواد النهضة التعليمية في قطر، ووالد التربية الدينية والعلوم الشرعية بوزارة الأوقاف القطرية. مولده ونشأته: ولد الشيخ عبد الله بن تركي في منطقة أم الحول في عام 1314هجري الموافق لـ 1897 م تقريباً، ونشأ في حيّ البدع، وهو أحد أحياء مدينة الدوحة، فقد نشأ في مجتمع له اهتماماته العلمية وأنشطته التعليمية والأدبية، وكانت الكتاتيب من مراكز التعليم المتاحة في ذلك الوقت، وأما مجالس العلماء والمتفقهين في الدين فقد كانت المدارس الأصيلة التي تَزَوَّدَ منها الكبار بتعاليم الشريعة الإسلامية. وعندما جاء الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع إلى قطر عام 1334هـ بدعوة من الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني لتأسيس مدرسة يتعلم فيها أبناء قطر، كان الشيخ بن تركي في الثامنة عشرة من العمر، واستطاع والده تركي بن ثواب السبيعي أن يدفع به إلى ذلك العالم الفاضل والذي تخرج على يديه الشيخ عبد الله بن تركي وغيره من الذين أصبحوا فيما بعد مشاعل تنير دروب العلم والإيمان لأبناء قطر ومنطقة الخليج بأسرها. تحصيله العلمي: كان الشيخ عبد الله بن تركي السبيعي، يتحدث دائماً عن طبيعة تلقي العلم ومراحل التعليم على يد شيخه الجليل محمد بن عبد العزيز المانع. فقد بدأ العطاء بين الشيخ وطلابه أيام المغفور له الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، وفي بيت الدرس حيث كان جزءاً من بيت الحاكم مخصصاً كمدرسة، لا يزال مكانها معروفاً في مبنى بجوار مسجد الشيوخ عند الديوان الأميري في الدوحة. ثم زاد عدد الطلاب إلى خمسين طالباً، فتحول إلى مدرسة الجَمْعُ كانت تقع بسوق واقف، ثم انتهى الأمر بتلك المدرسة الأثرية في حي الجسرة، والتي تعتبر أقدم مدرسة في تاريخ قطر. ظل الشيخ ابن تركي ملازماً لشيخه ابن مانع في بيته بحي الجسرة، يقرأ عليه المنظومات الفقهية والنحوية، وقد حفظ الشيخ ابن تركي على يديه متن الدرة المضيئة التي ألّفها الإمام السفاريني، وكتاب التوحيد وكتاب القواعد الأربعة للإمام الشيخ محمد بن محمد بن عبد الوهاب، وكتاب الآجرومية للصنهاجي بشرح الكفراوي، وكتاب متن الأزهرية في النحو لخالد الأزهري... واصل دراسته على يد شيخه - ابن مانع - حتى آخر أيامه في قطر، وقد عهد إليه شيخه بالإمامة والخطابة ولم يتجاوز سنه عشرين سنة. مكتبته الخاصة والتثقيف الذاتي: تأثر الشيخ تأثراً بالغاً بوفاة شيخه الجليل محمد بن عبد العزيز المانع في شهر رجب عام 1358هـ، وكان يرى أن علم شيخه علم أصيل بالإضافة إلى أنه اكتسابي. لهذا حرص الشيخ عبد الله بن تركي على تكوين مكتبته الخاصة، وقد أوصى قبل انتقاله إلى جوار ربه، بأن تؤول مكتبته إلى ولده عبد العزيز - المؤلف[1] - كان - رحمه الله - كثير العبادة، يؤم المصلين، وإذا صلى الفجر في المسجد يمكث طويلاً في مصلاه يقرأ القرآن ويذكر الله ويطلع على بعض كتب العلم. في شهر رمضان كان يؤم الناس في صلاة التراويح، وكان مضيافاً، وله مجلس يومي من بعد صلاة المغرب يرتاده الكبار والصغار. بدأ إمامة الناس في صلاة الجمعة في مسجد البدع وهو لم يكتمل العشرين من عمره بعد أن أجازه شيخه محمد بن عبد العزيز المانع، وقد استمر الشيخ في إمامة الناس في صلاة الجمعة في البدع حتى انتقل بعد ذلك ليخطب الجمعة في المسجد الكبير (مسجد الشيوخ)، ثم في جامع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني (نائب الحاكم وولي العهد آنذاك). كانت له دروس يومية بعد صلاة العصر في مسجد البدع، وأما في شهر رمضان فكان يُلقي الدروس اليومية في مسجد آل أحمد في سوق واقف بعد صلاة العصر. وله الكثير من التسجيلات الإذاعية التي احتوت على الفتاوي في الإجابة على أسئلة المواطنين والمقيمين، وله محاضرات ودروس في مواضيع مختلفة. وكان - رحمه الله - يستقبل في مكتبه ومجلسه من يسأل عن الفتيا في أمور الدين فيجيبهم إما كتابةً أو شفهياً، وكذلك يقوم بالإملاء والإشهاد وتوثيق حجج الوقْف والوصايا الشرعية والديون لكل من يحتاج ذلك. رحلة الحج: في عام 1350هـ الموافق لـ 1932م، عندما كان يافعاً، خرج إلى الحج مع أخيه الكبير في جماعة من ثمانية رجال، وقد استغرقت رحلتهم على الإبل ستة أيام حتى وصلوا إلى الأحساء فاشتروا ما يلزم من الأغراض ثم واصلوا السير لعدة أيام حتى وصلوا إلى صحراء الدّهناء وبينهم وبين مصدر الماء مسافة ثلاثة أيام، ولما وصلوا المكان وجدوه قد نشف، فأشرفوا على الهلاك، فظل الشيخ عبد الله طوال الليل قائم يصلي ويدعو الله أن يمن عليهم بلطفه، فاستجاب الله لدعائه بأن أمطرهم في عز الهجير في الصحراء. وفي مدينة الرياض استقبلهم الملك عبد العزيز في قصر الضيافة، والتقوا هناك بالشيخ ثاني بن جاسم - رحمه الله - ثم استكملوا الطريق نحو مكة المكرمة على ظهور الإبل.[2] إسهاماته في تطوير التعليم في قطر: في رجب من عام 1376هـ/1957م، تم إنشاء "تفتيش العلوم الشرعية"، وتم تعيين الشيخ عبد الله بن تركي مفتشاً بقرار من الشيخ خليفة بن حمد الثاني وزير المعارف (التعليم) يومها، فتولى الشيخ بن تركي مهمة تفتيش العلوم الشرعية منذ إنشائها في نفس العام. وكان الشيخ ابن تركي يحرص على التفتيش بنفسه داخل الصفوف، ويسأل ويستفسر ويطالع الدفاتر والكتب، ويخص الطلبة بعاطفة أبوية كريمة. وكان الشيخ حريصاً على إقامة الشعائر الدينية داخل المدارس، وكان يدعو إلى إنشاء مسجد في كل مدرسة، حيث كان يرى أن المسجد هو حجر الزاوية في المجتمع الإسلامي، بل هو دعامته وركيزته الأولى. وكان رائداً من رواد النهضة الدينية الحديثة في دولة قطر في ميدانين مهمين: ميدان التربية، والتعليم، وميدان الوعظ، والإرشاد. واستعان في تدريس العلوم الشرعية إلى علماء الأزهر الشريف. سافر الشيخ إلى مصر عام 1959م، والتقى بفضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر - رحمه الله - والذي استجاب لكل ما طلبه الشيخ ابن تركي، وعاد ومعه كوكبة من طليعة علماء الأزهر الشريف. وفي هذا الشأن يقول الشيخ ابن تركي: "لقد بدأت النهضة العلمية في قطر منذ عشر سنوات، ولكنها لم تأخذ مجراها الطبيعي وتؤدي ثمارها الطيبة إلا منذ أن تولى زمامها وقيادتها سمو الشيخ خليفة بن حمد عام 1956م، ولقد انتدبني سمو الشيخ خليفة على أمر النهضة من حيث التعليم الديني". دوره في إنشاء المعهد الديني الثانوي: من أجل إعداد الفقيه والعالم القطري القادر على تحمل مسؤولية الحفاظ على الدين عبادةً وشريعةً وسلوكاً، سعى في إنشاء المعهد الديني الثانوي على نسق المعاهد الدينية الأزهرية، وانتدب خيرة علماء الأزهر الشريف لإدارته والتدريس فيه، وقد قام الشيخ ابن تركي بإدخال بعض المزايا في المعهد الديني الثانوي التي لم تكن في المعاهد الأزهرية في ذلك الوقت، وفي هذا الشأن يقول الشيخ: "إن الغاية من هذا المعهد تحتم علينا أن نجعل المواد التي تدرس فيه هي العلوم الشرعية والعلوم التي يتوقف عليها فهم العلوم الشرعية. ولكن ينبغي ألا يكون معهداً منفصلاً عن الحياة والمجتمع الذي هو جزء منه". وقد وجه الشيخ دعوة إلى أولياء أمور الطلبة وأهالي قطر عامة لبيان أهمية الالتحاق بالمعهد الديني الثانوي وترغيبهم في ذلك. رائد المناهج التربوية الإسلامية: تولى الشيخ ابن تركي الإشراف المباشر على كتب المناهج في العلوم الشرعية للمراحل الدراسية العامة (الابتدائية والإعدادية والثانوية)، وذلك لما خطّطت وزارة المعارف لتوفير الكتب المدرسية محلياً بالاعتماد على الإمكانيات الذاتية المتوفرة والقادرة على انتاج الكتب المناسبة علمياً وتربوياً، بدلاً من استخدام مقررات دراسية مستوردة من الخارج. وقد حرص - رحمه الله - على أن يتابع بنفسه وتحت إشرافه موضوع تأليف الكتب وجعلها متماشية مع عقيدة أهل السلف وأهل السنة والجماعة التي عليها أهل البلاد". مناصرته لتعليم الفتاة في قطر: عندما فتحت المدارس لاستقبال أبناء المواطنين، كانت حكراً على الذكور دون الإناث، حيث كان تعليم الفتاة يعتبر في أذهان الكثيرين عيباً ومذموماً، وما فتئ الشيخ ابن تركي يؤكد أن تعاليم الدين السمحاء قد قررت نظرياً وعملياً حق النساء في التعليم. وما إن تولى الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رئاسة المعارف حتى أعطى دفعة قوية لاتجاه تعليم البنات، وجاء مطلع العام الدراسي 58/1957م ليصبح تعليماً رسمياً، يضم مدرستين فيهما 451 طالبة و14 مدرسة، وأصبح تعليم البنات في مدّ مستمر حتى أصبح يشكل حينها 49% من مجموع الطلاب والطالبات. وفي هذا يقول الشيخ بن تركي: "وبينما أخذت النهضة التعليمية طريقها في رعاية البنين، وجدت أن واجبها يقتضي العناية بالمرأة عنايتها بالرجل، ولا يخفى أن المرأة مكلّفة مثل الرجل"[3]. نماذج من مؤلفاته ودروسه: هذه نماذج من بعض الرسائل والمحاضرات والتسجيلات الإذاعية للشيخ عبد الله بن تركي السبيعي، مما تم العثور عليه في مكتبه، حيث فُقد الكثير منها بسبب طول الفترة الزمنية منذ وفاته عام 1968م، نذكر منها: أسماء وصفات الله سبحانه، القول في بحث القرآن الكريم، البحث في رؤية رب العالمين، مسألة النزول، الإيمان بأشرطة الساعة، الإيمان بالمغيبات، البحث في الروح، البحث في البعث، اللوح والقلم، أفعال العباد، الإيمان، ذكر الصحابة الكرام، الكلام في كرامات الأولياء... مرضه ووفاته: بعد مرحلة طويلة قضاها الشيخ في العلم والتعليم والإرشاد والتوجيه، فاجأه المرض فأدخل مستشفى الرميلة في مدينة الدوحة، ثم انتقل إلى رحمة الله في 20 رجب 1388هـ/12 أكتوبر 1968م. فرحم الله الشيخ رحمة واسعة.[4] [1] مؤلف كتاب حياة عالم من قطر سيرة الشيخ الجليل عبد الله بن تركي السبيعي، عبد العزيز بن عبد الله بن تركي السبيعي، وزارة الأوقاف الثقافة والرياضة، الدوحة، الطبعة الثانية، 2021م، ص ص \ 10-38. [2] حياة عالم من قطر سيرة الشيخ الجليل عبد الله بن تركي السبيعي، عبد العزيز بن عبد الله بن تركي السبيعي، وزارة الأوقاف الثقافة والرياضة، الدوحة، الطبعة الثانية، 2021م، ص ص 40 - 46. [3] حياة عالم من قطر سيرة الشيخ الجليل عبد الله بن تركي السبيعي، عبد العزيز بن عبد الله بن تركي السبيعي، وزارة الأوقاف الثقافة والرياضة، الدوحة، الطبعة الثانية، 2021م، ص ص 47 – 94. [4] حياة عالم من قطر سيرة الشيخ الجليل عبد الله بن تركي السبيعي، عبد العزيز بن عبد الله بن تركي السبيعي، وزارة الأوقاف الثقافة والرياضة، الدوحة، الطبعة الثانية، 2021م، ص ص 95 – 200.
الساعة الآن 07:25 PM
|