ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا

❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆  



الملاحظات

اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 12-02-2019, 05:54 PM
حور غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 475
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » 22-08-2023 (01:19 AM)
آبدآعاتي » 19,855[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي الحنان الرباني



الحمد لله الحنَّان المنَّان، الواهب المعطي بغير حساب، عطاءً متصلاً دائمًا لا ينفد
والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرحمة المهداة، الذي قال
فيه ربه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].
وسنتكلم عن صفة الحنان عند الله - سبحانه وتعالى - وهو الملك صاحبُ الجبروت والعزة.
وصفة الحنان تملأ القرآنَ الكريم؛ ففى قوله - سبحانه وتعالى - عن أم موسى:
﴿ فَرَدَدْنَاهُ إلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 13]
انظر إلى فؤاد أم موسى الذي أصبح فارغًا لولا أن ربط اللهُ على قلبها، انظر إلى هذه الأم
التي قذفت بوليدها إلى اليمِّ ولا تعرف مصيره، انظر إلى شوقها إلى هذا الوليد الذي كاد
يمزِّق قلبها، انظر إلى العواطف الجياشة التي اغتالتها من فِراق وليدها، انظر إلى لهفتها عليه.
ثم بعد كل ذلك، انظر إلى حنان المولى - سبحانه وتعالى - عليها حتى في الوحي إليها
فقد كانت العباراتُ التي احتوى عليها الوحي عباراتٍ كلها حنان، انظر وهو - سبحانه - يقول لها:
﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا
تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7]
فهاتان الكلمتان توحيان وكأن هناك مَن يُطبطب عليها ليُسَكِّن خوفَها ويزيلُ حُزنها.

[2]
فعندما يصيب أحدَ المقربين إلينا مكروهٌ، ونريد أن نخفِّف عنه نقول له شيئًا
من هذا: "لا تخَفْ، لا تحزن"، ونحن لا نقول ذلك إلا بدافع الحنان على هذا
الشخص المقرَّب لنا، وقلوبنا تمتلئ رحمة به.
فكيف إذا قال اللهُ هذا لبشر؟ أليس هذا هو قمةَ الرحمة؟!
أليس هذا هو قمة الحنان الرباني؟!
ثم انظر إلى تحقيق وعد الله؛ فقد بدَّل الخوف بأن أقرَّ عينَها، وأكّد على أن ردَّ وليدها إليها
كان فقط لكيلا تحزن، وإلا فإنَّ الله قادر على أن يأتي لموسى بمن تُرضعه في قصر فرعون
ولكن حنانَ الله على أم موسى جعله يرد إليها وليدَها ليُزيل هذا الحزن فقط.
أما أنْ تعلم أم موسى أن وعدَ الله حقٌّ، فهذه منَّة ونعمة أخرى على أم موسى
ولكنها ليست موضوعنا في هذا التحليل للحنان الرباني.
ولكن لا مانعَ من أن نذكُرَ أن الله أراد أن يُعْلِمها ويُعْلِم الناس جميعًا أن وعدَه حقٌّ واقعٌ لا محالة.
وانظر إلى دعاء سيدنا زكريا - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - وإلى الأسباب العديدة
التي ساقها في دعائه؛ من وَهَن العظم، وتمكُّن الشَّيْب من رأسه، وخوفه، وامرأته العاقر
وطعنه في السن، وجمع ذلك كلَّه في إظهار عجزه وقلَّة حيلته لله.
فما كان من الله إلا أن وهبه يحيى - عليه السلام - وقال: ﴿ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 13]
انظر إلى كلمة ﴿ حَنَانًا ﴾، واعلم أن هذا الحنانَ هو من لدُن الله - سبحانه - كما قال - سبحانه -
مخبرًا عن العبد الصالح: ﴿فَوَجَدَاعَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ [الكهف: 65]
فهو أيضًا عُلِّمَ من لدُنِ الله، وعندما يكون الشيء من لدنه - سبحانه -
فإنه سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا عما ألِفنا من قبل.

[3]
وانظر إلى الحنان الرباني عندما يتجلى على نبينا - صلى الله عليه وسلم - وهو راجعٌ من الطائف
عندما فعلوا به ما فعلوا، انظر إلى هذا الشعور الذي كان ينتابُ رسولَنا وحبيبنا وشفيعنا
- صلى الله عليه وسلم - وهو في هذه الحال السيئة، ثم حاول أن تُحس هذا الإحساس
وهو رسول الأمَّة المكرم من الله - سبحانه وتعالى - أشعُر وكأن كلَّ ذرة من ذراته
- صلى الله عليه وسلم - وكل خلية من خلاياه، كانت تدمع دموعًا داخلية، وهي أصعب
وأشد من الدموع الخارجية التي تظهر للناس، أما ما يدمع بداخلك فهو لا يعلمه إلا الله
خالق هذه الذرات، وعالِم تلك الخليات التي تَسبح في دماء الحزن وشرايين وأوردة القلب
فتظهر على الجوارح والملامح تعبِّر عنها تعبيرًا لا ينكره إلا جاحد.
ولا أملك نفسي ولا عيني حين أتجسَّد هذا الموقف، وكأني برسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أراه أمام عيني الآن، وقلبي يتمزق حزنًا عليه، فهذا هو حالي وأنا لم أره، وجئت بعده في الزمن
بقرون كثيرة، فقلبي يمتلئ حنانًا عليه الآن وأنا أكتب هذه السطور بعد أربعة عشر قرنًا من الزمان
فكيف بأصحابه الذين عاصروه ورأوه على هذه الحال حتى إنه دخل في جوار مشرك من المشركين.
فإن حنان الله على رسوله في هذه اللحظة تجلى في إرسال جبريل ومَلَك الجبال ليقول لرسوله الكريم:
أمرك يا رسول الله، إن أردت أن أُطبق عليهم هذه الجبال فعلتُ الآن، يا الله يا الله، انظر إلى هذا
الحنان الرباني على رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - انظر إلى قُرَّة عين الرسول بهذا الحنان
الذي ملأ قلبه، وبدَّل حزنه، وغيَّر حاله من كربٍ وهَم وغَم، إلى فرح وسرور، وسكينة وطمأنينة
وأصبح الحنان الرباني يسري في جوارح وملامح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جعله
يرحم ويحن على من آذَوهُ وهو لم يبرح هذا المكانَ الذي أُوذِىَ فيه، فيقول:
((لا، لعل اللهَ أن يخرج مِن أصلابهم مَن يقول: لا إله إلا الله))؛ فسبحان الله
سبحان مَن هذا حنانه، يلقيه على أحبابه، فتتبدل أحوالُهم وتنقلب أحزانُهم، وتنفرج أساريرهم!
والأمثلة في الحنان الرباني كثيرة جدًّا؛ فهو معنا ونحن في بطون أمهاتنا لا يفارقنا
حتى بعد الممات، فالحنان الرباني ظاهرٌ جليٌّ حتى في يوم الحساب.

[4]
والحنَّان:
اسم لله - سبحانه وتعالى - أثبته الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - لله في حديثٍ مشهور
عندما سمع رجلاً يدعو ويقول: "اللهم إني أسألك بأنك أنت اللهُ، الواحد الأحد، الفرد الصمد
الذي لم يلدْ ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، يا حنَّان يا منَّان، فقال الرسولُ - صلى الله عليه وسلم -
عن هذا الرجل: ((والذي نفسي بيده، لقد سأل اللهَ باسمه الأعظم))، فلنعلم أن من عظمةِ هذا الاسم
أنه جاء في هذا الدعاءِ الذي قال فيه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم -: إن فيه اسمَ الله الأعظم.

خالد الدرملي




 توقيع : حور

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ حور على المشاركة المفيدة:
 

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
بين الحنان والحنين ابتسامة الزهر عبق العام ✿ 34 14-05-2024 09:39 AM
رجل الاستخبارات الاول في الاسلام ( حذيفة بن اليمان ) ..! جوري عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ 17 23-04-2024 12:42 AM
أسباب وأعراض وعلاج انحلال الربيدات مـدى عبق الطـب الحديث والصحة العامة✿ 17 06-02-2024 01:06 AM
فوائد أكل بيض الحمام reda laby عبق الطـب الحديث والصحة العامة✿ 15 27-01-2024 09:43 PM
تعليم الطفل دخول الحمام reda laby عبق الأمومة والطفولــه ✿ 19 16-02-2023 05:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 08:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.