العمالة السورية اللاجئة تلقى رواجاً في الأردن بفضل حرفيتها

العمالة السورية اللاجئة تلقى رواجاً في الأردن بفضل حرفيتها

تلقى العمالة السورية اللاجئة في الأردن رواجاً بين أصحاب العمل في مهن غير مغلقة على الوافدين، وهو ما يدفع بالكثير منهم إلى عدم الاستعجال في العودة إلى سوريا، سيما وأن الأردن يتعامل مع هذه الفئة كعمالة شرعية يمنحها تصاريح عمل دون شروط التزاماً بمقررات مؤتمر لندن حول الأزمة السورية في 2016، بعكس مختلف الجنسيات الأخرى.

ويفضل أصحاب العمل هذه الفئة من العمالة، على العمالة الأردنية، بسبب قبولها بأجور متدنية، لأن هذه الأجور تكون بالعادة تكميلية لما تتقاضاه من المساعدات الإغاثية سواء المالية أو العينية، بالإضافة إلى العمل لساعات طويلة، بعكس العمالة الأردنية التي تستند إلى تطبيق قانون العمل الذي يحدد ساعات العمل والأجور.

كما يضيف أصحاب العمل سبباً آخر إلى أسباب تفضيلهم للعمالة السورية اللاجئة، وهو المهارة في المهن الحرفية، وخصوصاً في مجال المطاعم والميكانيك والنجارة والحدادة.

ويقول أحمد عباس وهو صاحب مطعم شاورما في العاصمة عمان، أنه يبحث عن العمالة السورية، بسبب مهارتها في مجال مطاعم الشاورما، معللاً ذلك بأنهم قدموا من مطاعم شهيرة في العاصمة السورية دمشق، والتي تتميز بهذه الصناعة الغذائية.

أما صائب أرسلان وهو صاحب محل ميكانيك في المدينة الصناعية في منطقة وادي السير بعمان، فيقول إن العمالة السورية اللاجئة تقبل بأجور متدنية رغم حرفيتها، كونها أجور توفر بالعادة الرفاهية فقط للأسر اللاجئة، والتي تعتمد على المساعدات الشهرية الإغاثية من المنظمات الدولية.

ويقول، إن هذة الفئة من العمالة تقبل بالعمل لساعات طويلة أيضاً مقابل أجر قليل، بعكس العمالة الأردنية التي تشترط العمل لـ8 ساعات وفق قانون العمل.

ويتفق محمد أصلان الذي يملك محل حدادة مع أرسلان، بأن العمالة السورية اللاجئة عمالة محترفة في اغلب المهن الحرفية، مشيراً إلى أن هذه العمالة أضافت للمستوى الفني الذي تتمتع فيه العمالة الأردنية المحترفة، كونها جاءت من بيئة وثقافة مختلفة.

وتمنح وزارة العمل الأردنية العمال السوريين اللاجئين تصاريح عمل دون شروط، ما يسهل على اللاجئين الدخول إلى سوق العمل الأردني، وبلغ عدد تصاريح العمل الصادرة عن وزارة العمل للسوريين منذ العام 2016 وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، 153 ألف تصريح، وفق تقرير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين صدر مؤخراً.

وأشار التقرير إلى أن أغلب تصاريح العمل الصادرة للسوريين كانت في قطاعي الزراعة والإنشاءات، موضحاً أن تصاريح السوريين مجانية.

والتزم الأردن خلال مؤتمر لندن حول الأزمة السورية في عام 2016، بإعفاء الاجئين السوريين من رسوم مطلوبة للحصول على تصريح عمل في عدة مهن مفتوحة لعمال أجانب.

وأصدرت وزارة العمل 17 ألفاً و24 تصريح عمل للسوريين خلال النصف الأول من العام الحالي، من أصل 165 ألف تصريح موزع على أنشطة متنوعة وجنسيات عدة.

وما يساعد اللاجئين السوريين في المخيمات على الحصول على تصريح عمل هو افتتاح مكتب توظيف داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في أغسطس (آب) عام 2017، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية وبالتنسيق مع الحكومة الأردنية، بهدف تسهيل الوصول إلى فرص عمل لاجئين يقطنون في المخيم، إضافة إلى افتتاح مكتب للتوظيف في مخيم الأزرق في فبراير (شباط) 2018.

ويعيش في الأردن، الذي يعتبر ثاني أعلى دولة في العالم بعدد اللاجئين، نحو 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة في 2011، إذ يبلغ عدد المسجلين في المفوضية أكثر من 656 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، من أصل أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في الأردن ودول مجاورة.

وعاد 32 ألف لاجئ سوري من المسجلين لدى المفوضية، إلى بلادهم حتى منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، منذ فتح الحدود بين الأردن وسوريا خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.

شهقة موج معجب بهذا

المصدر : منتديات عبق الياسمين