ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا

❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆  


العودة   منتديات عبق الياسمين > ..::ღ♥ღ عبق المنتديات الإسلامية ღ♥ღ ::.. > اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿

الملاحظات

اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 25-02-2020, 11:11 AM
غرآم الروح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1494
 اشراقتي » Dec 2019
 كنت هنا » 08-10-2023 (01:54 AM)
آبدآعاتي » 240,105[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الرسم الهندسي
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)



تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)




الشيخ محمد حامد الفقي






بسم الله الرحمن الرحيم

قول الله تعالى ذكره: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 21، 22].

«العبادة» في المصباح: عبدت الله أعبده عبادة. وهي الانقياد والخضوع؛ واسم الفاعل: عابد. والجمع عباد وعبدة. مثل كافر وكفار وكفرة. ثم استعمل فيمن اتخذ إلها غير الله، وتقرب إليه، فهو عابد الوثن والشمس، وغير ذلك. ا هـ.

وفي الصحاح: تقول عبد بين العبودة والعبودية. وأصل العبودية: الخضوع والذل. والتعبيد: التذليل. يقال طريق معبد. والبعير المعبد: المهنوء بالقطران المذلل. والعبادة: الطاعة. والتعبد: التنسك. اهـ.

وفي مفردات الراغب: العبودية إظهار التذلل. والعبادة أبلغ منها: لأنها غاية التذلل. ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال. وهو الله تعالى. ولهذا قال {17: 23 ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ ويقال طريق معبد، أي معبد مذلل بالوطء. وبعير معبد: مذلل بالقطران. وعبدت فلانا إذا ذللته؛ وإذا اتخذته عبداً؛ قال تعالى {26: 22 ﴿ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ ا هـ.

وفي فروق العسكري: الفرق بين العبادة والطاعة: أن العبادة غاية الخضوع، ولا تستحق إلا بغاية الإنعام. ولهذا لا يجوز أن يعبد غير الله تعالى، ولا تكون العبادة إلا مع المعرفة بالمعبود. والطاعة: الفعل الواقع على حسب ما أراده المريد متى كان المريد أعلى رتبة ممن يفعل ذلك، وتكون للخالق والمخلوق، والعبادة لا تكون إلا للخالق ا هـ وقال العلامة ابن القيم في مدارج السالكين (1: 40) العبادة تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع. والعرب تقول: طريق معبد؛ أي مذلل، والتعبد: التذلل والخضوع. فمن أحببته ولم تكن خاضعاً له؛ لم تكن عابداً له. ومن خضعت له بلا محبة، لم تكن عابداً له؛ حتى تكون محباً خاضعاً، ومن ههنا كان المنكرون محبة العباد لربهم منكرين حقيقة العبودية، والمنكرون لكونه محبوباً لهم، بل هو غاية مطلوبهم ووجهه الأعلى نهاية بغيتهم: منكرين كونه إلها، وإن أقروا بكونه رب العالمين وخالقاً لهم. فهذا غاية توحيدهم، وهو توحيد الربوبية الذي اعترف به مشركو العرب، ولم يخرجوا به من الشرك. كما قال تعالى {34: 87 ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ وقال تعالى {31: 25 ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ وقال 23: 84، 85 ﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ﴾ [1] ولهذا يحتج عليهم به على توحيد إلهيته، وأنه لا يعبد غيره. كما أنه لا خالق غيره ولا رب سواه. ا هـ.

وقال مصححه المرحوم السيد رشيد رضا معلقا على ما ذكر: العبادة: عبارة عن الاعتقاد والشعور بأن للمعبود سلطة غيبية فوق الأسباب، يقدر بها على النفع والضر. فكل دعاء أو ثناء أو تعظيم يصاحبه هذا الاعتقاد والشعور فهو عبادة. ا هـ ﴿ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾ أبدعكم وأنشأكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة قال تعالى {23: 12 ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ * وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ * وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾ وقال تعالى {32: 7 ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ وهذا المعنى في القرآن أكثر من أن يحصى.

وكل ذلك يقول الله للناس: كيف تعبدون وتذلون وتخضعون وتفزعون وتلجأون وتدعون في شدة وكرب وعسر ويسر، وتسألون حاجكم من تعلمون أنه لا يخلق ولا يرزق، بل هو مخلوق مربوب ذليل معبد لخالقكم وخالق من قبلكم وخالق كل شيء ومسخره لكم؛ بل هو ميت لا يملك لنفسه ضراً، ولا نفعاً؛ ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ( 16: 20، 21 ﴿ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ * إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ فأخلصوا لله وحده العبادة واكفروا بكل ما يعبد من دونه: من إنسان أو ملك أو كوكب؛ أو شجر، أو حجر أخلصوا لله وحده الدين – ألا لله الدين القيم – منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ولا تكونوا من المشركين. من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون واكفروا بالجبت والطاغوت: الذي يصرف عن عبادة الله، وعن طاعة الله وحده: من كل كتاب، أو إنسان، أو شيء يصدكم عن الله وعن إخلاص الدين والطاعة له وحده ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ و«التقوى» اتخاذ ما يقيك ويجنك ويحفظك من كل ما تخاف وتكره. وأخوف ما يخافه العاقل ويكرهه ويتحفظ منه بكل ما يقدر: غضب الله وسخطه، الذي يعقبه كل مخاوف الدنيا ومكارهها؛ وكل مخاوف الآخرة وأهوالها ومضايقها وأحزانها الدائمة.

ألا وإنه لا وقاية تقي غضب الله وسخطه، وتحفظ من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وتقي من شقاء الدنيا وخسران الآخرة، إلا إخلاص الدين لله؛ وإخلاص الطاعة لله، وإخلاص العبادة بجميع أنواعها: من قلبية؛ وجسمية ومالية وقولية، لله وحده وإسلام القلب لله وإحسان العمل لله والتجرد لله من كل غير. فلا يتوجه القلب إلا لله وحده؛ ولا يرغب إلا إليه، ولا يرهب إلا منه. ولا يذكر اللسان ذكر الخشية والرغبة إلا هو ولا يضرع إلا إليه، ولا يدعو سواه. ولا تخرج اليد شيئاً من المال إلا تقربا إليه وحده، ولا تتحرك الجوارح إلا ابتغاء مرضاته وحده. ولا تتقرب إليه إلا بما يحب مما ارتضاه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ {39: 11- 18 ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ * وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 11 - 21].

﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا ﴾ وقال تعالى في سورة نوح ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا ﴾ وقال في سورة النبأ ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ﴾ وقال في سورة الزخرف ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ وقال في سورة طه ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى * كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ﴾.

قال الراغب الأصبهاني في مفرداته ﴿ وجَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا ﴾ أي ذللها ولم يجعلها نائية لا يمكن الاستقرار عليها وقال: المهد؛ والمهاد: المكان الممهد الموطأ. قال ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا ﴾ و﴿ مهادا ﴾ وذلك مثل قوله ﴿ الْأَرْضَ فِرَاشًا ﴾ ومهدت لك كذا: هيأته وسويته.

يعني الله أنه تفضل على الناس بأن هيأ لهم الأرض كالفراش الممهد الموطأ، الذي يجد النائم فيه كل راحته، بلا تعب ولا عناء، ليعرفوا لله تعالى فضله في ذلك فيشكروه بإخلاص العبادة له وحده. لأنه لم يشركه أحد من أوليائهم ومعبوداتهم في تسويتها ولا تمهيدها. وتوفير الراحة عليها. فلا ينبغي أن يشركوا معه في عبادته أحدا.

﴿ وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ﴾ قال تعالى في سورة الذاريات ﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ الأيد: القوة. وقال في سورة ق ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾ الفروج: الشقوق والفتوق. وقال في سورة غافر ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ وقال في سورة الشمس ﴿ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴾ وقال في سورة النبأ ﴿ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴾ يعني الله جل ذكره. أنه هو الذي أحكم بناء السماء وحبكها، وشد بناءها ﴿ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ﴾ وقال في سورة فاطر ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ وهو الذي قال لها وللأرض ﴿ وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ وهو القوي القاهر لهذا العالم العلوي وما فيه، المسخر له؛ المحكم أمره القابض على زمامه وحده. فهل ينبغي أن يعظم القلب أو يجل، أو يخضع لأحد سواه من العبيد الأذلاء الضعفاء؛ العاجزين عجزا ذاتيا، حتى أنهم لأعجز من الذبابة. ومن ذا الذي يسوي هؤلاء الموتى برافع السماء وبانيها؛ وسامكها وحابكها، وممسكها فيعطيه من العبادة دعاء ونذرا، وذبحا، ورجاء ورغبا ورهبا، ما هو حق القاهر فوق عباده الحكيم الخبير إنه لا يفعل ذلك إلا من حرم نعمة الإدراك وفقد ميزة الإنسانية، فهو كالأنعام بل أضل سبيلا، فهو يمشي مكبا على وجهه، بل هو ميت حقت عليه كلمة العذاب. مهما زين له الشيطان ذلك بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان تخلع بهرجها فينكشف عن حقيقة الشرك الأكبر الذي حرم الله على صاحبه الجنة ومأواه النار. وما للظالمين من أنصار.

﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ قال تعالى في سورة البقرة ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 165 - 167] وقال تعالى في سورة إبراهيم ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ * وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾ وقال في سورة سبأ ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ وقال في سورة الزمر ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴾ وقال في سورة فصلت ﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [فصلت: 9].

قال الإمام ابن جرير: الند العدل والمثل، كما قال حسان:

أتهجوه، ولست له بندٍّ
فشركما لخيركما الفداءُ


يعني بقوله «ولست له بند» لست له بمثل ولا عدل. وكل شيء كان نظير الشيء وشبيها له فهو ند اهـ ويدل على أن معنى الند العدل قوله تعالى أول سورة الأنعام ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ أي يسوون به تعالى غيره ممن لم يخلق سماء ولا أرضا ولا جعل ظلمات ولا نورا؛ ويجعلونه له ندا وشبيها في العبادة والطاعة، والمحبة والذل، والخوف والرغبة والرهبة، فيحبونهم كما يحب المؤمن الله؛ ويدعونهم كما يدعو المؤمن الله، ويستمدون منهم المدد كما يستمد المؤمن من الله، ويجعلون لهم من أموالهم النذور كما يجعل المؤمن لله. والله هو الأحق بذلك وحده. ولا ينبغي شيء من هذا لغيره، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون وعما يظنون بهم من ظن السوء: أنه لا يستجيب الدعاء إلا بواسطة أوليائهم الذين اتخذوهم من دونه ليقربوهم إلى الله زلفى، ويقدمون لهم من الحرث والأنعام والنقد؛ والشموع وغيرها ما لا يليق إلا بالله رب العزة. ويطوفون حول قبورهم والأنصاب التي نصبوها عليها كما يطوف المؤمن حول بيت الله. ويتعلقون بأستار قبورهم رجاء المغفرة والقبول، كما يتعلق المؤمن بأستار بيت الله، ويحجون إلى قبورهم من البلاد الشاسعة كما يحج المؤمن إلى بيت الله. ويتخذون لهم الأعياد – يسمونها موالد – يجتمعون فيها ويحرصون عليها كما يجتمع المؤمنون في مناسك ومشاعر بيت الله. وكل ذلك مضاهاة من أولئك المشركين لأولئك الموتى بالله؛ واتخاذهم أندادا مع الله. ولا حول ولا قوة إلا بالله. لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها. ولهم آذان لا يسمعون بها ﴿ أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾.
يتبع




 توقيع : غرآم الروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ غرآم الروح على المشاركة المفيدة:
 

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
(( شجرة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام )) همسات خججولة عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ 49 23-04-2024 12:58 AM
٧٧٠ تغريدة في السيرة النبوية كاملة من مولده صلى الله عليه وسلم إلى وفاته الشهم عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ 24 03-12-2023 11:43 PM
أفضل وأشهر 20 منطقة سياحية في تركيا وتين عبق السياحي✿ 15 30-11-2022 01:21 PM
الفاروق عمر بن الخطاب ( خاص بالمسابقة ) أمير الليل عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ 32 27-11-2022 01:13 AM
مجموع أسئلة تهم الأسرة المسلمة حكآية روح اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 29 28-07-2022 01:23 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 07:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.