إن العديد من المشكلات الرئيسية في هذا المقام تعود بجذورها إلى قضية أساسية هي منزلة المرأة، وهل المرأة مخلوق ناقص بالفطرة وفي مرتبة اجتماعية أقل من الرجال؟ على الرغم من أن هذا التصور موجود في الأدبيات الإسلامية المعاصرة والتراثية، إلا أنه قد سبق مجيء الإسلام بكثير، فقد ظهر في الفلسفة اليونانية القديمة.
وتؤكد العديد من الآيات القرآنية على أن "الرجال والنساء متساوون في الخلق، فهم صنعة الخالق الرحيم العدل، ولا تتحقق سعادتهم إلا بالعيش معاً في تناغم وصلاح". ومع ذلك تختلف آراء العلماء، كما أن هناك آراء يمكن إساءة استغلالها لتبرير مفهوم النقصان الفطري، من بين هذه الآراء على سبيل المثال، رأي يقول صاحبه أن "الرجل أفضل بفطرته من المرأة، وهو قوّام عليها بما ينفقه" وأن "النساء ناقصات عقل". ويرى بعض العلماء أن نظرة العديد من المجتمعات المسلمة إلى المرأة باعتبارها كائناً دونياً أقل من الرجال هي نتاج التفسير الذكوري للقرآن.
وفي بعض الأحيان، يُساء فهم الأحاديث النبوية ويساء استخدامها لتبرير الظلم الواقع على النساء. ولا بد من إجراء بحوث متعمقة للوصول إلى فهم صحيح لتلك الأحاديث. على سبيل المثال، درس الدكتور جاسر عودة (عام 2010) العلاقة بين القرآن والسنة من زاوية استخدام النصوص العامة والقطعية في القرآن لنقد متن بعض الروايات الحديثية. وتوضح دراسته أن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر قدمت لنا مثالاً واضحاً على استخدام هذه الطريقة. فقد ردّت السيدة عائشة بعض روايات الصحابة رغم صحة سندها بمعايير الإسناد التي تأسست فيما بعد. وقد استندت في ردها لتلك الروايات على تعارضها مع قطعيات القرآن وعمومياته التي توضح أصول الإسلام العامة ومقاصد الشريعة. ويثبت عودة في دراسته أن الطريقة التي اتبعتها أم المؤمنين عائشة تتفق مع طريقة تحقيق المتن التراثية، وأننا بحاجة إلى هذا المنهج في مشروعات التجديد في الفقه الإسلامي لتحقيق الانسجام اللازم والاتساق بين الفروع وأصولها المتمثلة في العدل والرحمة والحكمة والمصلحة العامة.