ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا

❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆  


العودة   منتديات عبق الياسمين > ..::ღ♥ღ عبق المنتديات العامة ღ♥ღ ::.. > عبق العام ✿

عبق العام ✿ جميع القضايا العامة التي تهدف الفائدة والأستفادة ﹂ ✿

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 26-08-2020, 02:12 PM
سما الموج متواجد حالياً
 
 عضويتي » 725
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » اليوم (01:55 PM)
آبدآعاتي » 2,435,519[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي المدنية الغربية للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي







المدنية الغربية للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي



المدنية الغربية للأديب مصطفى لطفي المنفلوطي إن خطوة واحدة يخطوها المصري إلى الغرب تدني إليه أجله، وتدنيه من مهوى سحيق يقبر فيه قبراً لا حياة له من بعده إلى يوم يبعثون.
سأودّع في هذه النظرة الخيال والشعر وداعَ مَنْ يعلم أن الأمر أعظم شأناً، وأجل خطراً من أن يعبث فيه العابث بأمثال هذه الطرائف التي هي بالهزل أشبه منها بالجد،
والتي إنما يلهو بها الكاتب في مواطن فراغه ولعبه لا في مواطن جده وعمله.
إن في أيدينا معشر الكُتَّاب من نفوس هذه الأمة وديعةً يجب علينا تعهدها، والاحتفاظ بها والحدب عليها
حتى نؤديها إلى أخلافنا من بعدنا، كما أداها إلينا أسلافنا سالمة غير مأروضة ولا متآكلة،
فإن فعلنا فذاك، أولا فرحمة الله على الصدق والوفاء، وسلام على الكُتَّاب الأمناء.
الأمة المصرية أمة مسلمة شرقية، فيجب أن يبقى لها دينها وشرقيتها ما جرى نيلها في أرضها، وذهبت أهرامها في سمائها،
حتى تُبَدَّل الأرض غير الأرض والسموات.
إن خطوة واحدة يخطوها المصري إلى الغرب تدني إليه أجله،
وتدنيه من مهوى سحيق يقبر فيه قبراً لا حياة له من بعده إلى يوم يبعثون.
لا يستطيع المصري وهو ذلك الضعيف المستسلم أن يكون من المدنية الغربية إن داناها إلا كالغربال من دقيق الخبز، يمسك خشاره، ويفلت لبابه،
أو الراووق من الخمر، يحتفظ بعقاره، ويستهين برحيقه؛
فخير له أن يتجنبها جهده، وأن يفر منها فرار السليم من الأجرب.
يريد المصري أن يقلد الغربي في نشاطه وخفته، فلا ينشط إلا في غدواته وروحاته، وقعدته وقومته،
فإذا جد الجد، وأراد نفسه على أن يعمل عملاً من الأعمال المحتاجة إلى قليل من الصبر والجلد
دَبَّ الملل إلى نفسه دبيب الصهباء في الأعضاء، والكرى بين الجفون.
يريد أن يقلده في رفاهيته، ونعمته فلا يفهم منهما إلا
الأولى التأنث في الحركات،
والثانية الاختلاف إلى مواطن الفسق ومخابئ الفجور.
يريد أن يقلده في الوطنية فلا يأخذ منها إلا نعيقها ونعيبها، وضجيجها وصفيرها،
فإذا قيل له: هذه المقدمات، فأين النتائج؟أسلم رجليه إلى الرياح الأربع واستن في فراره استنان المهر الأرن

فإذا سمع صفير الصافر مات وجلاً، وإذا رأى غير شيء ظنه رجلاً.
يريد أن يقلده في السياحة، فلا يزال يترقب فصل الصيف ترقب الأرض الميتة فصل الربيع,
حتى إذا حان حينه طار إلى مدن أوروبا طيران حمام الزاجل لا يبصر شيئاً مما حوله, ولا يلوي على شيء مما وراءه ,
حتى يقع على مجامع اللهو، ومكان الفجور , وملاعب القمار، وهناك يبذل من عقله وماله ما يعود من بعده فقير الرأس والجيب,
لا يملك من الأول ما يقوده على طريق السفينة التي تحمله في أوبته, ولا من الثاني أكثر من الجعالة التي يجتعلها منه صاحب الجريدة؛
ليكتب له بين حوادث صحيفته حادثة عودته بجمل الإجلال والاحترام مطرزة بوشائع الإكرام والإعظام.
يريد أن يقلده في العلم, فلا يعرف منه إلا كلمات يرددها بين شدقيه ترديداً لا يلجأ فيه إلى ركن من العلم وثيق، ولا يعتصم به من جهل شائن.
يريد أن يقلده في الإحسان والبر، فيترك جيرانه وجاراته يطوون حنايا الضلوع على أمعاء تلتهب فيها نار الجوع التهاباً؛
حتى إذا سمع دعوة إلى اكتتاب في فاجعة نزلت في القطب الشمالي، أو كارثة أَلَمَّت بسد يأجوج ومأجوج
سَجَّل اسمه في فاتحة الاكتتاب، ورصد هبته في مستهل جريدة الحساب.
يريد أن يقلده في تعليم المرأة وتربيتها، فيقنعه من عملها مقالة تكتبها في جريدة، أو خطبة تخطبها في محفل
ومن تربيتها التفنن في الأزياء، والمقدرة على استهواء النفوس، واستلاب الألباب.
هذا شأنه في الفضائل الغربية، يأخذها صورة مشوهة، وقضية معكوسة لا يعرف لها مغزى، ولا ينتحي بها مقصداً، ولا يذهب فيها إلى مذهب،
فيكون مثله كمثل جهلة المتدينين الذين يقلدون السلف الصالح في تطهير الثياب، وقلوبهم ملآى بالأقذار والأكدار،
ويجارونهم في أداء صور العبادات، وإن كانوا لا ينتهون عن فحشاء ولا عن منكر،
أو كمثل الذين يتشبهون بِعُمَر في ترقيع الثياب، وإن كانوا أحرص على الدنيا من صيارفة اليهود.
أما شأنه في رذائلها فإنه أقدر الناس على أخذها كما هي، فينتحر كما ينتحر الغربي، ويلحد كما يلحد، ويستهتر الفسوق استهتاره، ويترسم في الفجور آثاره.
إن في المصريين عيوباً جمة في أخلاقهم وطباعهم، ومذاهبهم وعاداتهم، فإن كان لا بدَّ لنا من الدعوة إلى إصلاحها فلندع إلى ذلك باسم المدنية الشرقية لا باسم المدنية الغربية.
إن دعوناهم إلى الحضارة فلنضرب لهم مثلاً بحضارة بغداد، وقرطبة، وثيبة، وفينيقيا، لا بباريس ورومه، وسويسرا، ونيويورك.
وإن دعوناهم إلى مكرمة، فلنتل عليهم آيات الكتاب المنزلة، وأقوال أنبياء الشرق وحكمائه، لا آيات روسو وباكون ونيوتن وسبنسر.
وإن دعوناهم إلى حرب، ففي تاريخ خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وموسى بن نصير، وصلاح الدين _ ما يغنينا عن تاريخ نابليون، وولنجتون، وواشنطون، ونلسن، وبلوخر،
وفي وقائع القادسية، وعمورية، وإفريقية، والحروب الصليبية، ما يغنينا عن وقائع واترلو، وترافلغار، واستر ليتز، والسبعين.
إن عاراً عن التاريخ المصري أن يعرف المسلم الشرقي في مصر من تاريخ بونابرت ما لا يعرف من تاريخ عمرو بن العاص,
ويحفظ من تاريخ الجمهورية الفرنسية, ما لا يحفظ من تاريخ الرسالة المحمدية,
ومن مبادئ ديكارت، وأبحاث دارون ما لا يحفظ من حكم الغزالي وأبحاث ابن رشد،
ويروي من الشعر لشكسبير، وهوجو، ما لا يروي للمتنبي والمعري.
لا مانع من أن يُعَرِّب لنا المعرِّبون المفيد النافع من مؤلفات علماء الغرب، والجيد الممتع من أدب كُتَّابهم، وشعرائهم على أن ننظر فيه نظر الباحث المنتقد لا الضعيف المستسلم؛
فلا نأخذ كل قضية مسلمة، ولا نطرب لكل معنى أدبي طرباً متهوراً.
ولا مانع من أن ينقل إلينا الناقلون شيئاً من عادات الغربيين، ومصطلحاتهم في مدنيتهم على أن ننظر إليه نظر من يريد التبسط في العلم والتجربة والاختبار،
لا على أن نقلدها، ونتقلدها، وننتحلها قاعدتنا في استحسان ما نستحسن من شؤوننا، واستهجان ما نستهجن من عاداتنا.
وبعد فليعلم كُتَّاب هذه الأمة وقادتها: أنه ليس من عادات الغربيين، وأخلاقهم الشخصية الخاصة بهم ما نحسدهم عليه كثيراً؛
فلا يخدعون أمتهم عن نفسها، ولا يفسدوا عليها دينها وشرقيتها، ولا يزينوا لها تلك المدنية تزييناً يرزؤها في استقلالها النفسي، وبعدما رزأتها السياسة في استقلالها الشخصي.
نهاية مقال : المدنية الغربية .










رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ سما الموج على المشاركة المفيدة:
, ,
 

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
تصميم ديكورات منزلك بالديكورات العربية روح أنثى ديكــور وأثـآث ✿ 31 26-01-2024 08:34 PM
ين نشات الحضاره الاولى عتاب الياسمين عبق التراث والآثار ✿ 38 10-01-2024 03:26 AM
اللغة العربية روح اللغة التركية والفارسية عطرها وتين عبق التربية والتعليم ✿ 28 19-10-2023 07:30 PM
جمال عبد الناصر رفيق الالم شخصيات في الذاكرة ✿ 33 17-07-2023 09:16 AM
فلسطين العربية الاسلامية من كل بلد قطرة مي محمد اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 30 18-11-2022 07:53 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 03:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.