في آخر طوابير الليالي القاحلة ..
حنّ قلب المسافة ..
ولكن تصدقَ علينَا الشتاء بألف مِيل.
استدركني الشتاء يآ ..قسوة البرد ..!
ويآ .. وجهُ الليل كخدّ يابس لمْ تغسلهُ قُبله
نصفان يتقاسمان سهاديّ..
مواويل عينيك
و هذا الليل..!
أكتظَ بي الفراغ..
يتذكرني الليل ..
وبعض الليل لحظة مغمورة برائحة ..
امرأة مُعتقة بالدلال..
أثرثر مع الأرصفة ..وأغازل الشوارع ..
كل الطرقات تتبعك .. والرسائل ما بيننا ترتجف.
كل التفاصيل تتجمهر في زحمة الشعر
تتلمس بعضي .. وكلي هناك
أيا لغة الأرض ..!
تعالي لو " بحّة " أبلّل بك صوتي
تعالي لو كنت منفى هذا الليل البخيل
تعالي .. كفكرة ..
كموال ..
كعناق ..
تعالي ننسى المسافة ونتسكعُ كالأطفال.
أيا حديث الحرير ..
قاسميني هذا الليل ..
أسرقيني من أطرافي الباردة إلى ضواحي عينيك
تعبرين على قلبي وكأنك قبلة الصباح الباردة
كأنك مسحة من كفي نبيّ
خدك يلمّ شمل الورد ولونك مائلا بالفوضى
آمنت بك على نهج الثبات
أنا الباقي بك ..
كأغنية تجول بالرحيق في شفاه الفراشات