يخرج الحمار مع صاحبة بائع الخضر كل صباح ، يجر عربة الخضر ويدور في الشارع طوال النهار ، ثم يعود في المساء في
غاية التعب ، فكر الحمار في حيلة يهرب بها من عمله الثقيل ، فعندما حضر صاحبة في الصباح ليربطه إلى العربة ،
قال الحمار بتعب وصوت حزين ، أنا تعب ، أنا مريض ، لا أقدر أن أقف على أقدامي ، لا أستطيع ولا أقدر أن أسير .
صدق بائع الخضر أن الحمار مريض ، فتركة ليستريح ، ووضع الخضر على عربة اليد وراح يجرها بنفسه ، وخرج يدور في
الأسواق ينادي على الخضر ، إبتعد البائع بحملة الثقيل يجره بصعوبة ، وعندما ابتعد البائع بعيدا بالخضر عن الحمار
قام الحمار فرحا بنجاح حيلته ، وصاح : أخيرا حصلت على اجازة ، الآن أستطيع أن أمرح واغني كما أشاء ، فرأى الحمار
بعض الأولاد يلعبون ، فقال في نفسه ، ألعب مع هؤلاء الأولاد ، وأطربهم بصوتي الجميل ، فأزيد سرورهم وسعادتهم ،
رمح الحمار ناحية الأولاد ، وراح يغني لهم بصوته المنكر ، هاء هاء هاء ، فزع الأولاد من صوت الحمار البشع ، وجروا كل
واحد في ناحية ، وتركوا الحمار ينهق وحدة
قابل الحمار في طريقة جماعة من الوز تمرح في ضوء الشمس ، فجرى نحوها وغنى لها : هاء هاء هاء فاضطربت جماعة
الوز ، وهربت كذلك في كل ناحية ، قال الحمار في نفسه : الوز لا يقدر الصوت الجميل ، سأغنى لهؤلاء الخراف إذا ، ورمح
ناحية الخراف وغنى بأعلى صوته : هاء هاء هاء ، ففزعت الخراف مثلما فعل الاوز وتفرقت ، رأى الحمار بعض الكلاب ، فجرى
نحوها ، وغنى لها هاء هاء هاء ، فقاطعته الكلاب ونبحت بصوت عالي : هو هو هو …غضب الحمار ، وجرى وراء الاوز والخراف
والكلاب ، وهو يصيح انتظروا اسمعوا صوتي جميل ، ولكن لا احد يريد سماعة ، عاد بائع الخضار من السوق وكان متعب يجر
عربته ويجفف عرقه الغزير ، فراى الحمار وهو يرمح ويقفز ، فعرف أنه كان يخدعه ، فقيده صاحبه من رجليه وحرمة من الأكل
طوال اليوم ، جزاء كذبه وتظاهره بالمرض وهو سليم .
.
.
.