خالد طفل صغير فقيد الأبوين ، عاش في كنف جدهِ لوالدته ، عاش في عصر الجَلد والحياه الصعبه المريره ، لم يعيش طفولته من مَرح وفَرح وطلبات تُلبى ، تعلم من جدهِ الصبر والشجاعه والكرم ، درس المرحله الأبتدائيه والمتوسطه مشياً على الاقدآم ، هكذا كانت وسيله المواصلات لذلك الأنسان خالد ، كان من المتوفقين علمياً في المدرسه وأدبياً في مجالس الرجال ، توفى من يعول خالد وهو في سِن الخامسه عشر ، لا يجد أحداً سِوى ذلك الجد ، واصل خالد تعليم الثانويه والجامعه وأخذ بوصيه جده أريد أن أراك في منصب عالي يُشار له بالبنآن ، بفضل الله وأن سخر له كافل يتيم حتى أتمم دراسته الجامعيه بفضل الله ، خلال تلك الفتره خالد لم يسهر مع الاصحآب وقت الاختبارات ، ولا ضيع وقتهِ في اللهوِ والمباريات ، مُنح وظيفه تُليق بهِ وبجهد وكفاح السنين والحياه الصعبه التي مر بِها ، أتاهُ ذات يوماً شخص كبير سِنْ ولهُ من مطالب الحياه شيئاً ما ، نهض خالد من مكتبه وساعدتهُ على الجلوس ، وجلس أمامهِ وقال لهُ ، أطلب ما تُريد يا أبي ، قال له الكهل الكبير رِحم الله من ربآك يا بُني ، سقطت دمعت خالد ، تذكر جدهِ الذي وصآه ذات يوم بإحترام كبير السِن ، وإعانه الملهوف ، وأماطه الاذى عن الطريق ، وأن يفعل الخير ولا ينتظر رده من البشر ، بل رب البشر كفيلاً بهِ ، تِلك هي ذكرى خالد مع جَده والتربيه الحسنه التي رباه عليها ، مما انعكست إيجاباً في حياته وتصرفاته مع الاخرين ، رِحم الله جدك يـ خالد ، ونسأل الله أن يجعلنا من أصحاب الذكريات والأعمال الجميله والأثر الطيب عند الرحيل .
حصري لـ عبق الياسمين ( بقلم السيف ) إلى اللقاء !
تَنَفُّسُ بُقولِ اللهِ وَقَالَ رَسُولُهُ عِطْرًا، وَلَا تَتَنَفَّسْ بأهوائك ثُومًا وبصلاً.
( السَّيْفُ)