الحنة أصلها فرعوني

الحنة أصلها فرعوني




الحناء هو نبات شجيري أخضر يتحول لونه للبني عند النضج ويستخدم في عدة أمور كصباغة الشعر وتكثيفه وتطويله وإطالة الأظافر وخفض ضغط الدم كما يتم تجفيف أوراقه وخلطها بماء الورد والمسك والمواد العطرية لتصبح صبغة غامقة اللون تُستخدم للرسم على الجلد ولرسوماتها الجميلة استخدمت منذ القدم لتزيين العروس قبل زفافها.
من مصر إلي العالم
ترجع أصول الحنة لقدماء الفراعنة فكانت تستخدم لطلاء أيدي وأقدام المومياء لحمايتها من الشرّ كما عرفها المصريون من أسطورة ايزيس واوزوريس فعندما قُتل أوزوريس جمعت إيزيس أشلائه وامتلأت يدها بدمائه فصبغتها باللون الأحمر ومن يومها أصبحت الصبغة رمزاً لوفاء الزوجة وانتقل التقليد للنساء فإستخدموا الحنة للزينة وأشهرهم كليوباترا. ومن مصر انتقلت الحنة للهند للدلالة على البركة والخير ولتركيا ودول شرق المتوسط والخليج والمغرب العربي وأصبحت ليلة الحنة لدي العرب والهنود والأتراك تقليداً يحرصون عليه وإن اختلفوا في طقوسه.
الحنة في بلاد الشام
في الشام، هي احتفالين أحدهما للنساء والآخر للرجال. يُقام الحفل قبل يوم من الزفاف بمنزل العروس ويجتمع فيه أهلها وأصدقاؤها وأهل العريس والأقرباء. ترتدي العروس ملابس تقليدية مزينة كالعباءة الأردنية أو الثوب الفلسطيني المطرز وتتعالى أصوات الأغاني الشعبية كالترويدة الفلسطينية وتوضع الحنة على جسد العروس وتحتفظ بقليل منها لتدهن بها ورقة من شجر الزيتون تضعها على باب المنزل كناية عن بقائها مع عريسها طوال الحياة.

دقة الريحة في السودان
يعد نقش الحناء من التقاليد الموروثة للزوجات فهو لا يقتصر على العروس التي توضع الحنة علي كل جسدها لتزيينه في ليلة الحنة التي تسمى هناك دق الريحة كناية عن تحنية العروس وتبخيرها وتعطيرها في أجواء احتفالية مليئة بالأغاني الشعبية والزغاريد.
الحنة في مصر نوبي
لا تختلف طقوس ليلة الحنة في مصر عن السودان حيث تشمل تقديم الحناء في صينية مملوءة بالورود والشموع وعجينة الحنة التي تُخضّب بها أيدي وأقدام العروس مع إطلاق الأغاني النوبية أو الفلكلورية.
الغمرة في السعودية
تعرف ليلة الحنة بـ"ليلة الغمرة" في السعودية وتجتمع فيها قريبات العروس وصديقاتها للغناء والرقص. ترتدي العروس زي من تراث منطقتها وتغطي وجهها بالبرقع المزين باللؤلؤ أو جنيهات الفضة كيلا يراها أحد إلا عند ارتداء فستان الزفاف، وأحياناً تظهر العروس كاشفة الرأس والوجه لاظهار جمالها وتتزين بالحلي والذهب وتنقش يديها بنقوش ملونة أو كريستالية شرط أن تكون الحنانة غير مطلقة أو أرملة لإبعاد الفأل السيء عنها ويتم تقديم عشاء فخم وحلويات من التراث الشعبي. في الماضي، كانت الحنانة ترسم جسم العروس التي تجلس على كرسي زهري وترتدي فستاناً من نفس اللون بالحنة وبمرور الوقت تطور زيّ العروس ليصبح عباءة هندية أو مغربية حمراء مطرزة مع ترك شعرها منسدلاً على كتفها بشكل طبيعي وأصبح كرسيها مزيناً بالورود والشموع.

الجلوة في الكويت
تعرف ليلة الحنة باسم (الجلوة) وهو الاحتفال الذي يحدث تحضيراً للزفاف وتكون فيه العروس مغطاة الوجه وجالسة على كرسي محاط بالورد والشموع وتغطيها قريباتها بغطاء مزركش مع إطلاق الأغاني والتهاليل وفي هذه الأثناء تتولى النقاشة رسم الحنة التي تغطى وتترك على جسدها لتصبح بنية اللون يوم الزفاف.
العريس مدعو في الإمارات
ترتدي العروس في ليلة الحناء ثوباً أخضر مطرز بالذهبي، ويقتصر الحضور على العروس وشقيقاتها ووالدتها والعريس وشقيقاته والدته. في الماضي، كانت العروس تحنى وهي مختبئة في مكان بعيد عن أعين الناس. أما اليوم، فتجلس العروس على كرسي وتضع قدميها على وسادة، وتأتي الحنانة فتنقش الحناء على كفي العروس باستخدام خوصة نخيل تغمس بالحناء بينما تُحنى أطراف الأصابع مع الظفر ثم تلف الأيدي والأرجل بعد وضع الحناء بقماش أخضر بطريقة محكمة حتى يصبح اللون غامقاً. وترافق ليلة الحنة العشاء والموسيقى.
في العراق الحنانة جدة العروس
تقام ليلة الحناء في العراق قبل ليلة الزفاف حيث تدعو العروس صديقاتها وأقاربها وترتدي فساتين وجلابيات بألوان مختلفة كما يوضع أمامها صينية كبيرة فيها شموع وعطور وحناء وورود. ومن التقاليد أن تقوم جدّة العروس أو والدتها أو أم والدها برسم الحناء على قدميها ويديها، ثم يتمّ توزيع الحناء على المدعويين ويأتي أيضاً العريس وأهله لبيت العروس ويتبادلون الحناء.
البرزة في المغرب
يطلق على ليلة الحناء في المغرب (البرزة) وتختلف طقوسها من منطقة لأخري فيخصص اليوم الأول لحمام العروس ومعها صديقاتها ونساء العائلة ويتم حجز الحمام العمومي وينظف ويعطر بالبخور والشموع وتستحم العروس بالورد والحناء وماء الورد والصابون المغربي. وفي اليوم الثاني، تأتي النقاشة ومعها الحنة لتزيين يدي العروس ورجليها وسط الأغاني والزغاريد وترتدي العروس ثوباً أخضر يدعي (التكشيطة) أو القفطان المغربي الأخضر وتضع مكياجاً بسيطاً كما ترمي النساء قطع نقدية على صحون الحناء التي تكون عادة بجانب قوالب السكر والبيض دلالة علي التفاؤل بحياة سعيدة للزوجين.
السهرية في ليبيا
تسمى ليلة الحنة بـ(السهرية) وفيها تجتمع العروس مع صديقاتها والأقرباء للاحتفال وتزيين جسدها بالحنة لتظهر كالملكة.

العروس مدللة في الهند
يسود الاعتقاد في التقاليد الهندية بأنه كلما كانت حنة العروس أغمق كلما ازداد حب زوجها لها وتقام ليلة الحنة في الهند بعد عقد القران وقبل الزفاف بيوم أو اثنين في منزل العروس بحضور أهلها وصديقاتها وأهل العريس فترتدي العروس الساري الهندي ويتم الاحتفال بها وتدليلها بوضع الحناء على كفيها وقدميها كدليل على أمنيات الجميع لها بالتوفيق والحياة الجديدة السعيدة مع زوجها.
في تركيا الذهب أساسي
ترتدي العروس التركية في ليلة الحنة فستاناً أحمر مطرز وتغطي وجهها بوشاح من الشيفون الأحمر المطرز وتجلس على كرسي وسط صالة منزل والدها ثم يُحضر الحناء في صينية ويدار به حول العروس لتأتي أم العريس لتحنيتها ثم تضع أمها قطعة ذهب في يدها، عندها تفتح العروس يدها ليوضع لها الحناء بشكل دائرة في كف اليد وعلى العقدة الأخيرة من كل إصبع. في الماضي، كانت النساء تجتمع حول العروس على شكل دائرة يحملن الشموع ويغنين أغاني حزينة حتى تبكي العروس لحزنها على فراق أهلها لكن حديثاً تطورت هذه الطقوس لتمتلأ أجواء الاحتفال بالأغاني والرقص احتفالاً بالعروس
الحنة تراث الأردن
تجتمع في ليلة الحناء صديقات العروس وأقاربها من الفتيات، بأجواء احتفالية يغلب عليها الطابع التراثيّ، فتبدل العروس أزياءها بين الثوب التقليدي المطرز والفساتين العصرية أو ترتدي الساري الهندي أو القفطان المغربي. وبعكس الماضي حيث كانت ليلة الحناء ليلة حزينة لدى العروس وأهلها تتخللها الأناشيد والمواويل الحزينة؛ تجد ليلة الحناء الآن مليئة بأجواء الفرح والسعادة والغناء والرقص. ولعل أبرز طقوس ليلة الحناء في الأردن هي مراسم الحناء، فلا بدَّ من تحضير حلّة أو صينية بها الحناء معجونة بالماء والزيوت العطرية ومزينة بالأزهار الطبيعية والشموع الطويلة وتُستَخدَم كجزء من العروض الراقصة أثناء الحفل. بعدها تقوم صديقات العروس برسم الحناء على يدي العروس أو قدميها أو كتابة الحرف الأول من اسم العريس وهو النقش «الأكثر شيوعاً»، فيما يقوم البعض بدعوة حنانات متخصصات لرسم أجمل رسومات الحناء للعروس والحضور.

بنت الخيال ,وهُــم . ,علياء معجبون بهذا

المصدر : منتديات عبق الياسمين