كل صباح يستقلّ معها تلك الحافلة
ويحاول أن يسبقها للمقعد الأخير
لعله يتأمل جمالها وبراءة ملامحها
ثم ينزل عند محطةٍ قريبةٍ من عمله
وتبقى في الحافلة للمحطة القادمه
فيودعها صمته بنظرةٍ تحوي إبتسامه
في وقت تتصفّح فيه صفحات جوالها
لا تريد أن تنظر إليه فيرى حبّا بعينيها
وما إن يخرج تبتسم على شغف نظراته
وكم يتمنى أن تودعه بنظرة عينين
لعل يومه يكون أكثر جمالاً وعطاءاً
وفي يومٍ صمّم لكي يتحدث معها
ويسألها من باب فتح حوارٍ بينهما
بسؤال بريء : أين تسكنين سيدتي
نظرت إلى عينيه فوجدت هيام نظرة
ثم قالت (تعنيه): أسكن في قلب رجل
صدمته إجابتها وظنّ أنها تبعده عنها
فارتبك وتلعثم ثم قام من مكانه هارباً
وطلب النزول عند أقرب محطه ... وغادر
ليستقلّ حافلة تمر بعد عشر دقائق
وتأخر عن عمله وفي اليوم التالي
ركب في الحافلة التي تسبق حافلته
ويجلس ينتظر كل يومٍ أمام الشركه
وليته يعلم عن تلك النظرات التي
تبحث عنه بحزنٍ في الحافلة كل يوم
|
اللهم انصر أهل غزة بنصرٍ من عندك