الأدارة ..♥ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
في مشكلة السعادة !!
يقال قديما كان هناك ملكا لـ نيپال عندما تزوج و أصبح له أبن ، أرد أن يعيش أبنه في قصر كبير محاط بسياج عالي معزول عن العالم الخارجي متوفر فيه جميع أسباب العيش المرفه لا ينقصه أي شيء، و هكذا نشأ الطفل جاهلًا بحتمية قسوة الحياة التي يواجهها الإنسان في حياته و قد قضى فترة شبابه على هذا النحو ،و برغم من كل الرفاهية التي كان يعيشها أبن الملك إلا أنه كان يشعر بأن كل ما حوله عديم القيمة و الأهمية بالنسبة له و لم تحقق له السعادة ! المشكلة هي أن كل الأشياء التي كانت يحصل عليها من والده كانت تبدو غير كافية و عديمة المعنى له .في أحدى الأمسيات قرر الأمير الشاب أن يخرج مع أحد الخدم إلى المدينة و لأول مرة رأى أشكال الحياة المختلفة و رأى أيضًا لأول مرة كيف يموت الإنسان ، و بعد رجوعه إلى قصره دخل الأمير في أزمة جدلية لم يعرف كيف يعالجها ما رآه .و بدأت العواطف تسيطر عليه و يشتكي باستمرار و ينتقد والده على كل ما فعله له و اعتقد أن ما حصل له هو بسبب ما فعله والده له ، الذي جعل الحياة عديمة المعنى ،لذلك قرر ترك قصره و العيش كمتسول يعاني من الجوع و المرض و الوحدة ...إلخ و لسنوات عديدة على هذا النحو بدأ الأمير المتسول يلاحظ أن حياة المتسول لم تحقق توقعاته ! و لم تجلب له الرؤية ( الفكرة ) التي كان يبحث عنها و لم تكشف عن سر الحياة أو الغاية النهائية منها.لكنه أكتشف الحقيقة التي أغلبنا يعرفها المعاناة تجلب البؤس و الشقاء ، كما أنها ليست ذات معنى بالضرورة.مثلها مثل الثراء ليست لها قيمة ما لم تخدم هدفًا محددًا.وسرعان ما توصل الأمير إلى استنتاج مفاده أن فكرته الكبرى ، مثل والده ، كانت مجرد فكرة سيئة للغاية وربما يجب أن يفعل شيئًا آخر.بدأ الأمير يهتم بنفسه قليلًا و ذهب إلى نهر و جلس تحت شجرة كبيرة و قرر أن لا يقوم إلى أن يحصل على فكرة عظيمة ! و يقال الأمير بقي جالسا لمدة 49 يومًا! و خلال هذه المدة حصل الأمير على مجموعة أفكار و منها أن الحياة نفسها عبارة عن معاناة الفقير يعاني بسبب فقره و الغني بسبب ثراؤه و الباحثين عن المتع بسبب المتع و .... إلخ الجميع يعاني و لكن بتأكيد هناك معاناة أقسى من غيرها. بعدها بسنوات قرر الأمير أن يطور فلسفته الخاصة و ينشرها للعالم . وستكون هذه أطروحته الأولى والمركزية: الألم والخسارة أمر لا مفر منه ، ويجب علينا التوقف عن مقاومته. و بعدها بسنوات يصبح الأمير معروفًا باسم بوذا . مؤسس الفلسفة البوذية . . ـ بعد ما كادت الفلسفة البوذية تختفي في الهند ،بدأت تظهر في بعض دول الغرب التي مثلها مثل الأمير بعدما جربت حياة الترف و لم تصل إلى معنى لها ، لتجرب حياة الزهد . . قصة بوذا تشبه قصة زمبيل فروش ( بائع السلال) في بدايتها!!!
الساعة الآن 02:45 PM
|