الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
شخصيات في الذاكرة ✿ شخصيِّات لها تاريخ وَانجاز وتستَحق ان نتذكرَها ونفتَخِر فيهَا ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ابن دقيق العيد.. مجدد القرن السابع الهجري
ابن دقيق العيد.. مجدد القرن السابع الهجري الإمام الفقيه المجتهد الحافظ العلامة قاضي* القضاة،* شيخ الإسلام ابن دقيق العيد،* كانت له لفتات ولوامع حسبما ورد في* موسوعة المجددين في* الفكر الإسلامي* تضعه على رأس أصحاب النزعات التجديدية في* التفكير الإسلامي،* حتى إن عدداً من المؤرخين اختاروه واحداً من مجددي* القرن السابع الهجري*. قال عنه الحافظ أبو الفتح بن سيد الناس اليعمري*: «لم أرَ* مثله فيمن رأيت،* *وكان للعلوم جامعاً،* وفي* فنونها بارعاً،* مقدَما في* معرفة علل الحديث على أقرانه،* منفرداً بهذا الفن النفيس في* زمانه،* بصيراً بذلك،* شديد النظر في* تلك المسالك،* وكان حسن الاستنباط للأحكام والمعاني* من السنة والكتاب،* مبرزاً في* العلوم النقليَة والعقلية*». وعده الإمام شمس الدين الذهبي* مجدد الإسلام على رأس المئة السابعة للهجرة. وفي* كتابه* «المجددون في* الإسلام*»،* وضع الدكتور عبد المتعال الصعيدي* ابن دقيق العيد على رأس المجددين في* الإسلام في* القرن السابع الهجري،* فقال: «ولابن دقيق العيد لفتة عابرة قد تدل على أنه كان فيه شيء من نزعة التجديد،* وذلك أنه لما جاءت التتار إلى الشام في* سنة* 086 ه الموافق* 1821 م،* ورد مرسوم السلطان إلى القاهرة بعد خروجه منها للقائهم أن* يجتمع العلماء ويقرأوا* «صحيح البخاري*»،* فاجتمع العلماء وقرأوه إلى أن بقي* شيء منه،* وكان هذا في* يوم خميس،* فأخروا ما بقي* إلى أن* يتموه* يوم الجمعة،* فلما كان* يوم الجمعة رأوا ابن دقيق العيد في* الجامع،* فقال لهم*: ما فعلتم ببخاريكم؟،* فقالوا*: بقي* ميعاد أخرناه لنختمه اليوم،* فقال*: انفصل الحال من أمس العصر،* وبات المسلمون على كذا،* فقالوا*: نخبر عنك،* فقال*: نعم،* فجاء الخبر بعد ذلك،* وكان النصر فيه للمسلمين،* وقد عد السبكي* هذا من كرامات ابن دقيق العيد*». والحق أن قول ابن دقيق العيد*: «ماذا فعل بخاريكم؟،* يريد منه أن النصر قد تم بما أمر الله بإعداده من قوة ومن رباط الخيل،* وليس بقراءة البخاري* ونحوه،* على عكس ما فهم الإمام السبكي؛ لأن المسلمين تركوا الاعتماد على العلوم التي* تمكنهم من إعداد ما أمرهم الله به من القوة الحربيَة*». دعاء مستجاب هو الإمام محمد بن علي* بن وهب بن مطيع بن أبي* الطاعة القشيري* القوصي،* أبو الفتح تقي* الدين،* ابن دقيق العيد،* ولد* يوم السبت* 15 شعبان سنة خمس وعشرين وستمئة،* في* البحر الأحمر عند ساحل* ينبع؛* حيث كان والده مجد الدين القشيري* القوصي* متوجهاً إلى الحج*.* ويقال إن والده لما قدم مكة حمل رضيعه بين* يديه وطاف به البيت وهو* يدعو الله سائلاً أن* يجعله عالماً،* وقد استجاب الله دعاءه*. غلب عليه لقب ابن دقيق العيد،* وهو لقب جده الأعلى الذي* كان ذا صيت ذائع،* ومكانة رفيعة بين أهل الصعيد،* وقد لقب بذلك؛ لأن هذا الجد كان* يضع على رأسه* يوم العيد طيلساناً شديد البياض،* فشبَهه العامة من أبناء الصعيد لبياضه الشديد هذا* «بدقيق العيد*». نشأ ابن دقيق العيد في* مدينة قوص التي* كانت تشتهر في* ذلك الوقت بمدارسها العديدة ونهضتها الثقافية الواسعة،* تحت رعاية والده مجد الدين القشيري،* الذي* تخرج على* يديه الآلاف من أبناء الصعيد،* كما* يشير إلى ذلك الأدفوي* في* «طالعه السعيد*» في* تراجم متفرقة*. إشعاع القاهرة وقد عاش شبابه تقياً نقياً ورعاً طاهر الظاهر والباطن،* وذكر كثيرون في* ترجمته أن ابن دقيق العيد حفظ القرآن الكريم حفظاً تاماً،* وتفقه على مذهب الإمام مالك على* يد أبيه،* ثم رجع وتفقه على مذهب الإمام الشافعي* على* يد تلميذ أبيه البهاء القفطي،* كما درس النحو وعلوم اللغة على* يد الشيخ محمد أبي* الفضل المرسي،* وشمس الدين محمود الأصفهاني،* ثم ارتحل إلى القاهرة التي* كانت في* ذلك الوقت مركز إشعاع فكري* وثقافي* يفوق كل وصف،،* فانتهز ابن دقيق العيد هذه النهضة العلمية الواسعة*. لازم ابن دقيق العيد سلطان العلماء الشيخ عز الدين بن عبد السلام حتى وفاته،* وأخذ على* يديه الأصول وفقه الإمام الشافعي،* وهو من سماه بسلطان العلماء،* وجلس إلى الحافظ عبد العظيم المنذري،* وإلى عبد الرحمن البغدادي* البقال،* ثم سافر بعد ذلك إلى دمشق وسمع بها من الشيخ أحمد عبد الدايم وغيره،* ثم اتجه إلى الحجاز ومنه إلى الإسكندرية فحضر مجالس الشيوخ فيهما،* وتفقه،* وبلغ* غايته في* شتى أنواع العلوم والمعرفة الإسلامية*. قاضي القضاة بعد أن حصل ابن دقيق العيد كل هذا العلم لم* يمكث بالقاهرة طويلاً،* حتى عاد من جديد،* إلى مسقط رأسه قوص،* وتقلد منصب التدريس بالمدرسة النجيبية،* وهي* إحدى المدارس الشهيرة في* قوص،* وهو لم* يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره،* فالتف حوله المريدون* ينهلون منه * مختلف الفنون والمعارف الإسلامية*. وقد عرف بغزارة علمه وسعة أفقه،* فذاع صيته بين الناس،* حتى إن والي* قوص أسند إليه منصب القضاء على مذهب الإمام مالك،* ثم اتجه بعد ذلك إلى القاهرة،* وقام فيها بالتدريس بالمدرسة الفاضلية،* والكاملية،* والصالحية،* والناصرية،* وكان ثقة في* كل ما* يقول أو* يشرح حتى بلغ* في* النفوس مكانة سامية وطارت سيرته الحسنة،* إلى القاهرة مجدداً ليرشحه أحد المقربين إلى السلطان منصور بن لاجين ليتولى منصب قاضي* القضاة في* مصر،* حينما توفي* عبد الرحمن بن بنت الأعز وخلا بموته هذا المنصب،* قائلاً*: «هل أدلك على محمد بن إدريس الشافعي،* وسفيان الثوري* وإبراهيم بن أدهم؟ فعليك بابن دقيق العيد*». ميراث عظيم ترك ابن دقيق العيد الكثير من المؤلفات في* الفقه والحديث ولعل أشهرها*: «الإلمام الجامع أحاديث الأحكام*»،* في* عشرين مجلداً،* وهو من أعظم ما صنف في* مجاله،* وشرح لكتاب التبريزي* في* الفقه،* وفقه التبريزي* في* أصوله،* كما شرح مختصر ابن الحاجب في* الفقه،* ووضع في* علوم الحديث كتاب الاقتراح في* معرفة الاصطلاح،* وله تصانيف في* أصول الدين،* كما كان ابن دقيق العيد،* بجانب امتيازه في* التدريس والفقه والتأليف،* خطيباً بارعاً،* وله ديوان شعر ونثر*. توفي* بالقاهرة في* صبيحة* يوم الجمعة لتسعة أيام بقيت من صفر * 702ه،* بعد أن عمر* 77 عاماً،* قضاها في* خدمة الدين الإسلامي* الحنيف في* مختلف أنحاء العالم الإسلامي*. ودفن* يوم السبت بسفح المقطم،* وكان* يوماً مشهوداً،* وقد وقف جيش مصر* ينتظر الصلاة عليه*.
الساعة الآن 08:55 AM
|