▫- الإيمان والإحسان
الإسلام والإيمان والإحسان جميعها مفاهيم تحمل معنًى لا يقلّ أحدها أهميّةً عن الآخر، فالإسلام هو ديننا الحنيف، والإيمان هو الثقة واليقين، والإحسان هو السلوك والإخلاص في العمل الطيب، تلك الأمور مترابطةٌ بشكلٍ كاملٍ كالشجرة التي ترتبط بجذورها وأغصانها وثمارها، إذ إنّ الإيمان الصحيح واليقين هو ما يدفعنا للعمل، والعمل الصالح الصحيح هو نتيجة الإيمان، والإيمان الذي لا يتزحزح والعمل الذي لا يشوبه شائبةٌ ينتج عنهما الإحسان الذي لا ينقصه شيءٌ.
الإحسان جزءٌ لا يتجزأ، فهو جزءٌ متكاملٌ، فمثلًا الشخص الصادق عليه أن يكون صادقًا في كل الأحوال، وليس صادقًا في بعض كلامه وكاذبًا في بعضه الآخر، كما أنّ المحسن ينبغي ألا يكون سيء السلوك في بعض الأفعال وجيد السلوك في أفعالٍ أو مواقف أخرى، فالفضائل يجب أن تكون متكاملةً بطبيعة الحال، والمسلم يكون محسنًا من الجانب الدينيّ عندما يؤدّي عمله بصفاء نيةٍ وبإخلاصٍ لوجه الله الكريم.
▫- أداء العبادات والفرائض بعيدا عن الرياء والتظاهر
إنّ أداء العبادات والفرائض يجب أن تكون خالصةً لوجه الله الكريم ليس فيها رياءٌ ولا تظاهرٌ، إذ يجب تأديتها بضميرٍ حيٍّ وبخشوعٍ، وباستشعار مراقبة الله في السرّ والعلن، فمن يوقن بفناء الدنيا ويؤمن بالآخرة، يحرص كلّ الحرص على صلته بربّه، يعبده حقّ عبادته طلبًا للمغفرة والثواب، فالعبادة بالنسبة له هي الطريق لله ورضاه وليست مجرد أركانٍ عليها أن تؤدّى.
▫- مفاتيح التوفيق التوكل على الله في كل شيء
هنالك الكثيرون ممّن يحمّلون أنفسهم همّ الرزق ويغفلون عن عبادة الله وأداء واجباتهم الدينية، متناسين أهمية التوكل على الله، فقد قال تعالى: "وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها ۖ لا نسألك رزقًا ۖ نّحن نرزقك ۗ والعاقبة للتّقوىٰ" (طه:132)،لذا لا يفيد الإنسان أن يستعجل شيئًا أخرّه الله تعالى ، أو أن يتمنّى تأخير شيءٍ قدّمه الله، حيث ينبغي على المرء أن يسلّم أمره لله وحده، وألا ينقاد للشهوات ووساوس الشيطان.
عليك أن تدرك أيّها المسلم أنّ أفضل ملجأٍ للعبد عند الحاجة هو الله وحده وليس الخلق، إذ يجب عليك تأدية الطاعات بحضور القلب والتذلل لله وحده من جانبٍ، وألّا تتكبر وتتفاخر بطاعته وتتغطرس مع الخلق، فبذلك تفقد أجر عبادتك، لذا كن طيب القلب لينًا في التعامل، ولا تكن مغرورًا بعبادتك، فتلك ليست العبادة الحقيقية، قم بانتقاء خيارك بعنايةٍ لتنال الجزاء الذي ترغب به من الله عزّ وجلّ.
▫- فضل الله تعالى وقدرته
بشّر الله سبحانه الصالحين والمتقين بجنات النعيم، وتوعّد الكافرين بنار جهنم، وهذا دليلٌ على أنّ كلّ شخصٍ يختار بأعماله طريقه الذي يؤدي به إلى مصيره، فكلّ ما يزرعه الإنسان في الدنيا سيحصده في الآخرة، والله لا يخلف الميعاد، إنّه يعلم ما في الصدور وينظر إلى نوايا البشر، وعندما يكون الإنسان ذا نيةٍ طيبةٍ، فإنّ الله يجازيه على ذلك خير الجزاء.
هناك كثيرٌ من الفرائض التي علينا تأديتها، وهناك نوافل، ولكنّ البعض يسارع إلى النوافل ويلتزم بها ولكنّه لم يؤدّ فروضه كاملةً، وبالطبع فإنّ هذا ليس بصحيحٍ، لأنّ الأولى أن يؤدي المسلم واجباته كاملةً قبل أن يؤدي النوافل، على المسلم أن يوازن ويميز بين الأمور المهمة والأمور الأهمّ، ويجب شكر الله تعالى وحمده على الدوام، فهو الذي خلقنا في أحسن تقويمٍ، وهو الذي أنعم علينا بما لدينا من عقلٍ ومواهب وباقي النّعم، وهو الذي يستر لنا كلّ عيبٍ، إنه يستحقّ الحمد والثناء والشكر.