فادية بدايتها ونهايتها لينا

فادية بدايتها ولينا نهايتها


فاديـــة فتـــاة ذات طمــــوح كبيــــر. ولينـــا لديهـــا طموح أكبـــر. تقابلت فاديــة ولينــا في
إحدى النوادي لعـــدة أيــــام. وفجــأة فاديــــة صارحت لينـــا بأنها معجبـــة بأحد الفتيــان فـــي
النادي . وكانت لينــا تعرف ذلك الشاب مسبقـًا.

كانت فادية تعني لشاب لأنه من عائلة ثريـــة وطلبت من لينــا أن يتقابلوا ، كل يوم بعد الدوام
الجامعي في إحدى الخلـــوات حتى تستطيع التعرف على ساري أفضل.
ظنت لينا أنّ فادية معجبة بساري. فوافقت.

مع الوقت أصبح الثلاثة يتقابلون ليلًا في أحد الأماكن المفضلـــة لديهم. في كوفـــي أصحــاب.
كانوا يتقابلوا كل ليلـــة هم الثلاثة. اليوم التالي تفأجات لينا أن فادية تريد التكلم مع ساري ، لأن معه جنسية المانيـة وتريد السفر الى الخارج وتريد أن تقيــم معه علاقـــة حتى لو وصلت خارج الحدود المؤلوفــة. تصدع رأس لينا وهي تسمع الكلام كأنه دب في عروقها بركان هائج.
وتمالكت غضبها وقالت : حسنًا .


ذهبت إلى البيت وجلست تلاعب قطتها الملونة مكسية بوبر أسود وعنق وجسد أبيض ناصح البياض . كانت دائمًا هادئة مثل لينا. لم تعرف كيف تتصرف. فأصبحت لينا تتصرف بغرابـــة وتكلم ساري دائمًا على انفراد وتبعده عن فاديــة.

ثم تذهب إلى بيتها وتلعب مع قطتها وتطعمها وتلاطفها قليلًا وظهرت مشكلة جديدة أنها أصبحت تحب ساري وساري لا يحبها. جاء ساري وقال لها يومًا أريد الزواج وبدأ بالبحث عن عروس. حسنًا . . المهم أنه بعيد عن فادية ويشارك لينا بكل أفكاره وفعاليته وكانت هي تنزف وتتألم لأنها تحبه كثيرًا وباتت تعرف أنه لا يحبهــا.

ساري شخصيته مميزة بالنسبة لها ... كان له طابع أنساني... كان يقضي معها وقت طويل يتكلمون...ينصتون لبعض... يتشاركون في برامج... وحبــه للدين ... وطموحه ليصبح أفضل
ورأت الكثير من أفكاره بوضوح وكان صادق لا يكذب. وكان يشعرها دائًما أنها
مرغوبة تجاهه .

لينــا ذات شعر طويـــل أسود وعينين واسعتين ، ممشوقة القوام ، دائمًا مع دفترها وكتبها،
تفكر في نفسها وغيرها كثيرًا. نشأت في بيئة شعارها الحرية...
ضحت بكل ما تملك لأجل ساري فهي غبية وكان ساري معهــا لاجل التسليــــة وهي ذكية تعرف ذلك.


تقدم للينا خطيب فوافقت لأن ساري شبه مرتبط ، وكانت تفكر إذا كان ساري يحبني سوف يصارحني
ويقول توفقي ... أحبك... ولكن ساري قال لها توكلي والبسي فستانك الأبيض والأسود واسردي
شعرك فيكون شكله أحلى.

ساري كان يحتقرها في الأصل لأنها اجتماعية جدًا في نادي تتكلم مع الفتيان وابتعدت بحبها
له إلى أبعد حدود. وكان لها صديق مسبقًا ، وقد انفصلت عنه قبل فترة وجيزة. ولكن لا يفهم أي شيء عنها. يفهم ما هو ظاهر دائمًا.ولا يعرف أي شيء عن حياتها الشخصية.
ونعم ساري على حق لا يوجد ما في كون ما يبرر أن تعطي الفتاة لأي شاب أغلى ما تملك حتى لو كانت تحبـــه.

كانت في دنيا واهمــة في عالم آخر رسمته مع ساري في خيالها وتفأجات أنه كان حلم مرت في مرحلة النكران للذات فذاتها كانت جميلة تريد استرداد ذاتها القديمة... ثم الغضب ووصلت لمساومة
مع نفسها أنه كانت خاطئة ووصلت حتى مرحلة الاكتئاب ومرضت.

وواكبت الحياة وانخطبت لينا وتزوجت وأصبح عندها ثلاثة أطفال برغم من كل ما... في داخلها لينا كانت قوية ولا أعرف ما سر قوة لينا برغم من كل غبائها في لحظات ، وخباياها الوخيمة.

ساري تزوج من ملاك وهي جميلة ذات عيون خضراء وشعر أشقر لطيفة جميلة القوام.
متدينة ومن عائلة فاحشة الثراء.


جلست على سريرها مع قطتها وتذكرت خطيبة ساري عندما قابلته...ووضح لها ما وصلت عليه لينا لهم ، كم هي وضيعة ، خاصة أنه كان لها صديق في سابق...فعلا... فكرت : أنا وضيعة... وتذكرت فادية تبـًـا لفادية اتجنبها دائمًا وكثيرًا ما أتمنى لو أضع كلمة " ديليت" و " بلوك " حتى لا تظهر مجددًا في حياتـــي... أنا أسوء من فادية

نزف قلبهــا كثيرًا وتشقق إلى أشلاء مثل فتات الطعام مرمي تريد منه أن يلتقطه ...تألمت... وجلست مع قطتها وسألت قطتها أن تواسيها وكانت قطتها تتمدد حولها براحة وهدوء كأنما لديها كنز من الاطمئنان تفتقر له لينا.


قطتها أيضًا أنجبت وأخذتها إلى بيت أخيها حيث كان عنده حديقـــة كبيرة. وأحضروا كيتن ، وكيتن
كانت قطة صغيرة بالعمر عيونها خضراء، شقراء، تتحرك كثيرًا بالبيت وتلعب مع الجميع ، والجميع
يحبها ليس هي فقط. وأصبحت لينا تحب كيتن أكثر من قطتها القديمـــة وتريد ان تحضنها ولا تريد
أن تراها بعيدًا.


جلست لينا تنظر إلى قطتها الشقراء الجميلة المفعمة بنشاط وحيوية وفكــرت قليلًا أن ساري كان تفكيره صحيحًا وأنها ليست الضحيــة لما حدث .

تذكرت ملاك خطيبة ساري فهي عادية طبيعة ذو أخلاق حميدة... إجمالا أكثر البنات كذلك... لماذا وكيف هي...تعرف ولا تعرف لينا ولكن ؟

ما شب على شيء شاب عليه.

وأنها لو توقفت وفكرت في نفسها قبل أن تتقدم في علاقة ما كم كانت جميلة من الداخل والخارج
لو توقفت ... لو فكرت قبل أن تصدق أفكار صديقها السابق لما انجرفت ... لو أوقفت نفسها قبل أن تحب شخص اسمه ساري حتى لو كانت شخصيته جميلة وظنت إنه قد يفهمها ويعيد ثقتها بنفسها بأن يراها جميلـــة كما كانت ترى نفسها قبل سنوات قليلة.

لو لو لو... هل تنفع كلمة لو ؟ الكثير يقول " شو بتنفع كلمة لو"
جلست تردد كلمة " أولو الألباب" كلمة تظهر لها كثيرًا عندما بدأت تقرأ القران ...
نعم تنفع كلمة لو لتراجع نفسك... لأن الحياة مستمرة ... هناك أمور قد تأثر على حياتك الشخصية.
لتكن خفيفة.

وفكرت قليلًا وكانت كلماتها لنفسها

"إن الدين هو دراع الإنسان في الحياة فمن يغذيه يعيش غني ومن يسقطه يعيش ضعيف "

ذهبت إلى مرشدة نفسية وقالت لها : إن الله التواب رحيم يفتح يديه لجميع الناس دائمًا. فلا تقنطوا من رحمة الله. ولتثقــي إن الحياة لا تنتهي الآن فأنت ما زلت في ريعان شبابك. ولكن ماذا أفعل وقد فقدت أغلى ما أملك؟ إلى إقول لك نها علاقة ربانية بينك وبين ربك لا يمكن لأحدِ أن يحكم عليك من المجتمع فاما أن تموتِ وأنتِ حية. وإما تصنعي لك حياة جديدة. وسألت هل يمكن ذلك في المجتمع مثل مجتمعنا. كذبت عليها المرشدة حتى ترفع من معنويتها قالت نعم. وفعلًا هي صدقت وقد أكملت تعليمها ... لم تكن سعيدة مع زوجها ولكن وجدت نفسها في وظيفتها. هناك سر لقوة لينا ... وهناك سر لضعفها وجدت الاكتفاء بذاتها أخيرًا ووجدت نفسها جميلة مجددًا .
ولكن مع الأسف سوف تبقى لبقية حياتها لربها ذليلة... إلى متى؟ حتى تنسى ذكراياتها القديمة

أسيرة الموج معجب بهذا

المصدر : منتديات عبق الياسمين