الأدارة ..♥ |
عبق أقصوصة من زبرجد حكاياتكم ✿ خاص بفيض إبداعاتكم الحصرية والغير حصرية بأقلامكم فقط ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
لن يقف الزمن حتى لو فقدت اغلى ما تملك
كان هناك رجل يدعى عبد الله، رجل بسيط وصادق في حياته. كان يعيش في إحدى القرى النائية، حيث الحياة هادئة وبعيدة عن صخب المدينة. عبد الله كان يعمل كمزارع، وكانت عائلته هي مصدر قوته وفخره.عبد الله كان معروفًا بحكمته وصدقه. كان لديه ابن وحيد يُدعى علي، وكانت علاقتهما قوية جدًا. كانا يقضيان وقتًا طويلًا معًا في الحقول، حيث يعملون معًا ويتشاركون الأحاديث. علي كان ابنًا مطيعًا وذكيًا، وكان يساعد والده في الأعمال الزراعية بكل سرور. ومع مرور الوقت، نشأ علي وأصبح شابًا، وكان يُشارك والده في الزراعة بشكلٍ أكبر، وتطوّرت مهاراته. كان عبد الله سعيدًا بنجاح ابنه وبالعائلة التي قاما معًا ببنائها. وفي يوم من الأيام، حدث ما لم يكن أحد يتوقعه. خلال رحلة إلى السوق المجاور، وأثناء عبورهما طريقًا مزدحمًا، وقع حادث سيارة مروع. عبد الله نجا بأعجوبة، ولكن ابنه علي لم يكن قد حظي بنفس الحظ. فارق الحياة على الفور في تلك الحادثة الرهيبة. كانت صدمة الفقد صعبة جدًا على عبد الله. فقد ابنه الوحيد، رفيقه في الحياة ومساعده في العمل. بدأت حياته تنهار من حوله، وأصبح يعيش في حالة من الحزن واليأس. لم يكن قادرًا على مواجهة واقع فقدان ابنه، ولم يعد يهتم بأعمال الزراعة. مرت الأيام والشهور، وظل عبد الله مغمورًا في حزنه. وفي أحد الأيام، قابل رجلًا مسافرًا في القرية. كان الرجل يحمل مظهرًا حكيمًا، وعيونه تنبعث منها حكمة كبيرة. سأل الرجل عبد الله عن سبب حزنه، وبدأ عبد الله في سرد قصته. بعد أن استمع الرجل إلى قصة عبد الله، قال له: "يا صديقي، إن فقدان ابنك هو خسارة كبيرة وألم عميق. ولكن هل ستدع الحزن يستمر في هدم حياتك؟ هل ستسمح لذلك الحادث بأن يأخذ منك كل شيء؟" عبد الله بدأ يفكر في كلام الرجل وفيما إذا كان بإمكانه تجاوز حزنه. بدأ يستوعب أنه يجب عليه أن يستفيد من الزمن الذي يمضيه على وجه الأرض. بدأ عبد الله مرة أخرى في العمل في الحقول، ولكن هذه المرة بقلب ممتليء بالحكمة والصبر. بدأ يساعد القرية وأصدقائه ويكرس وقته لأعمال خيرية. أصبحت حياته تنطلق في اتجاه جديد، حيث كان يعمل على بناء مستقبل أفضل للآخرين. وبمرور الزمن، أصبح عبد الله رمزًا للقوة والتحدّي في وجه المصاعب. قد ترك ابنه في العالم الآخر، لكنه استطاع أن يصنع فرقًا في هذا العالم من خلال عمله وعطائه. اكتشف أن الحياة لا تتوقف بعد فقدان من نحب، وأنه يمكننا أن نجد معنى جديدًا وأهدافًا جديدة حتى في أصعب الأوقات. بالتدريج، أصبح عبد الله قوة إيجابية في حياته وفي حياة من حوله. تعلم دروسًا عديدة من فقدان ابنه، بينها درس كبير في قوة الروح وقدرة الإنسان على التعافي من الصدمات الكبيرة. قام عبد الله ببناء مدرسة في القرية لتعليم الأطفال وتوجيههم نحو مستقبل أفضل. وقد ساهم ذلك في تحسين مستوى الحياة في القرية بشكل عام. كما بدأ بدعم الأسر المحتاجة وتقديم المساعدة للمرضى في المستشفى المحلي. أصبحت قصة عبد الله تلهم الكثيرين في القرية للعمل من أجل تحقيق التغيير والعطاء. وبهذه الطريقة، عاش عبد الله بعد فقدان ابنه حياة ذات معنى وغاية، وأثر إيجابيًا على حياة الآخرين. رسالة لك قد تكون الصدمات والخسائر جزءًا من حياة الإنسان، ولكن القوة الحقيقية تكمن في قدرتنا على التعافي وتحويل تلك الصدمات إلى فرص للنمو والتأثير الإيجابي على العالم من حولنا.
الساعة الآن 02:02 PM
|