الأدارة ..♥ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كيف ماتت بائعة الكبريتبرداً أم خوفاً(بائعة الكبريت برؤية جديدة)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف ماتت بائعة الكبريت بردًا أم خوفًا ! - " بائعة الكبريت في الحقيقة لم تكن طفلة ، وهي لم تمت من البرد كما أخبروكم ولم تكن فقيرة .. بل كانت مراهقة جميلة جداً ، وجسدها فاتن ،،وكانت تملك الكثير من اﻷموال . تخرج الى الشارع ضاحكة كل صباح ؛ ترتدي افخم المﻼبس من ديور وبرادا ؛ والعطر من قوتشي والحقيبة شانيل . وكانت ترجع الى المنزل بعد يوم مترف جداً فيستقبلها 15 خادما ومدير اعمال و 3 طباخين . وتجلس الى السفرة لتأكل بمﻼعق مذهبة وامامها 43 صنفًا . ثم تذهب الى غرفتها وتغلق الباب لتقرأ . باختصار كانت حياتها سعيدةً جدًا . ما حدث أنها ذات يومٍ أوقعت حقيبتها الشانيل فتبعثرت ادواتها الباهظة على الشارع ؛ ولما أحنت ظهرها ﻻلتقاطها في نفس اللحظة او قبلها بثوانٍ التقطهم شاب طويل وجذاب كان يمر جنبها . نسيت بائعة الكبريت مستحضرات التجميل من ماركة كﻼرنس التي وقعت على اﻷرض وربما تحطمت ونسيت كيف اصطدمت بذاك الشاب ونسيت أصلًا لما هي هناك ! لكنها أحبت عينيه . كان ذاك الشاب فقير ، لكن ضحكته (تشل) . كان فقير وهي غنية . كان فقير وهي عشقت عينيه . وكانا بشهر شباط ؛ وكانت السماء هادئة لكن اﻻرض تكسوها الثلوج . وبعد دقيقة و 72 ثانية و 1 على عشرة جزء من الثانية خرجت بائعة الكبريت من حالة ذهولها بعينيه وحاولت التعبير عن امتنانها . قالت : كيف يمكنني ان اشكرك ؟ ضحك الشاب الوسيم وقال لها : " تملكين عود ثقاب ؟ " استغربت بائعة الكبريت ولم تتكلم لكنه اضاف : " اريد ان اشعل المدفأة ! " . مشى من امامها ومشت من امامه وافترقا . هو عاد لحياته البائسة ربما ؛ وهي عادت لطاقم خدمها وعامليها والمﻼعق المذهبة و .. الكتب ! لم تستطع بائعة الكبريت النوم تلك الليلة ؛ وكانت تتقلب من جهة ﻻخرى : " لماذا لم يكن معي عود ثقاب ! ترى كيف سيشعل المدفئة ! " في الصباح لم تستيقظ بائعة الكبريت نشيطة ولم تحب أن تركض في الشارع ؛ لم ترغب بأن يعاكسها الهواء وتسخر منه ، للمرة اﻻولى لم تشعر أنها فاتنة وجميلة . كأن ذاك الشاب كان رسالة وجودية ؛ كأنه تذكير بشيء ما ؛ جاء ليقول شيئا ويختفي ؛ جاء ليخبرها فقط أنها ليست ولن تكون سعيدة . وكأن الكتب التي كانت تقرأها لم تبصر فيها حالة عشق صادقة كما حصل معها . وكأنها لم ترى شيئا من الوجوه اﻻ وجهه . وكأنها لك تعرف غيره . مضى اول يوم وثاني يوم وثالث شهر ؛ مضى خمسة اشهر وتسعة اشهر ومضى عام ؛ ذهب شباط واتى اذار وتموز وكانون وبائعة الكبريت على حالها كل ليلة ؛ تفكر في الشاب الجميل ؛ وتحلم به كأمل لن يتحقق . اتى شباط مرة اخرى واثلجت السماء ؛ فتذكرت بائعة الكبريت تلك الجملة " هل تملكين عود ثقاب" وفي لحظتها قررت أن تعود لذاك المكان تحديدا ؛ ولكن هذه المرة وهي تحمل سلة من أعواد الثقاب ! فتحت باب قصرها على مصراعيه ولم تحمل حقيبتها ولم تضع العطر ؛ ولم تفكر حتى بالصعود الى غرفتها وارتداء افخم المﻼبس ؛ بل خرجت بسرعة واضعة عليها شال جدتها السميك مرتدية جزمة الحارس في قدميها . اهم ما في اﻻمر انها احضرت السلة . هي لم تتذكر ان الجو بارد جدا وانها لم ترتدي معطفها من فرو الدب وﻻ قبعة وقفازات جلدية . وحتى ﻻ تتذكر امها الواقفة الى طرف الباب ان كانت نادتها ام ﻻ ؛ ولم تعرف هل تاه عنها السائق وهو يتبعها بأمر والدها . لكنها وصلت الى المكان . جعلت تبحث عن حلمها الضائع . جعلت تنادي : " كبريت كبريت " .. وبقيت واقفة . لكن شيئا لم يحصل ؛ وأحداً لم يأتي ؛ وشخصًا لم يلتفت . كبريت في السلة .. هي ذكرى عن تلك القصة .. قصة بائعة الكبريت . بائعة الكبريت حينها لم تكن تشعر بالبرد ؛ شعورها بالحب طغى على أي شعور آخر . لكنها قررت اشعال عود ثقاب عسى ان يراه جميلُ العينين فيأتي . اشعلت أول عود ؛ وثاني عود ؛ وثالث علبة ؛ لم يأتي ! اصابها اليأس ولفها الحزن ؛ وظنت أن حلمها قد قتل منذ زمن ؛ منذ شباط الماضي ؛ وأن أملها لن يكون . ظلت تنادي .. كل عود بحلم ؛ تشعل عودًا وتطفئ حلم . تطفئ عودا وتشعل قهر . ﻻ احد في الشارع ؛ والبيت بعيد ؛ وهي لم تعد تشعر سوى بالخيبة . نفذت العيدان منها ، نفذ قلبها من الحب ؛ لم يعد هناك شيء سيدعوه ليأتي ، وقتها تذكرت انه شباط وتذكرت البرد والثلج ؛ ربما تجمدت مشاعرها قبل اطرافها ؛ ربما هدأ قلبها قبل صوتها . حينها قررت النوم على الثلج اﻷبيض . لم ترد أن تستيقظ من جديد . لم ترد أن تكمل في هذا العالم وهي فارغة من أعواد الثقاب . وغفت بائعة الكبريت ......
الساعة الآن 11:03 AM
|