ذات يوم وفي أحد البيوت الآمنة، كان هناك أب ذكي عاقل، وكان لديه ابنا، رباه حتى أصبح يافعا وقادرا
على العمل، ولكن الابن كان محبا للسمر والتباهي وأنماط الحياة المرفهة، وكانت الأم قد انشغلت بأعمالها المنزلية.
تعب الوالد ولم يعد قادرا على العمل، كما أنه رأى سوء حال ابنه وأنه لن يقدر على كسب المال بالجهد،
وأن هذا السلوك سوف يؤذيه بعد وفاته وأمه، فماذا قرر أن يفعل؟
قرر الأب أن يعط درسا عمليا لابنه على أهمية العمل، دون أن يكون الأمر مباشرا ويفهمه الابن فورا،
فطلب من الابن أن يحضر له مبلغا من المال يوميا، ماذا يفعل الابن هو لا يعمل ولا يحبه ولا يريد أن يجهد.
كان هذا الابن يدخر بعض أموال خاصة له، فكان يعط الأب منها كل يوم حسب ما خصص له، ولكن الأب كان
من الذكاء والفطنة ما أراد أن ينبه به ابنه إلى أن التعب في جمع المال يجعله يحافظ عليه ويدرك قيمته،
فكان أن بدأ يحرق المال الذي يأخذه من الابن بالنار، ويرى ردة فعل الابن، الذي لم يظهر أي ردة فعل لذلك.
ومرت الأيام ونفذ المال من الابن، فقرر أن يعمل ليعطي والده المال، فلا يظهر كاذبا في المرات السابقة،
وبالفعل ترك اللهو والعبث والسمر الذي كان يفعله كل يوم، وبذل جهدا ليحصل على مصدر للدخل، فوجد
عملا واشتغل به طوال اليوم، ثم بأخر اليوم عاد متعبا وأعطى والده المال.
ترى ماذا فعل الاب بهذا المال؟
كالعادة قام الوالد للمال ليحرقه ولكن الابن هذه المرة انتفض متألما وأصر على أنه كسب المال بجهده
وطلب من الأب ألا يحرقه.
عرف الوالد الحكيم أن نتيجة تجربته ودرسه قد أثمرت، فقام إلى ابنه وضمه إليه، ففهم الابن ما كان يحدث
وشعر بالخجل، ومن يومها لم يترك العمل وصار يعتمد على نفسه ويكسب المال بعرق وكفاح وجهد.
.
.
.