الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
شخصيات في الذاكرة ✿ شخصيِّات لها تاريخ وَانجاز وتستَحق ان نتذكرَها ونفتَخِر فيهَا ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المهلهل بن ربيعة
المهلهل بن ربيعة البطل المغوار:-
بسيفه البتَّار، يكرُّ على كتائبِ الأعداء، فيلوذ أبطالها خوفًا منه بالفرارِ، عاش حياةً حافلةً ومحفوفةً بكثيرٍ من الحكايا والأخبار، ولما امتدت أيادي الغدر ونالت مَنالَها من أخيه، حَسَم القرارَ بالثأر لروحِ أخيه بعزمٍ جبارٍ، حتى باتت قبيلةُ القاتلِ – بكر – سابحةً في بركةٍ من الدماءِ، إنه المهلهل بن ربيعة الفارس الجاهليّ المِغوار. من هو المهلهل ؟ هو أحدُ أبطال العربِ في الجاهليَّةِ وفوارسهم البواسل، الذين دارت حولهم الحكايا والروايات، ولِكثرة الإسقاطات الروائية والأدبية حول شخصه وقصة حياته، فقد تاهت بعض الحقائق، وأُضِيفت الكثير من المعلومات الوهمية في خِضَمِّ الروايات المتعددة التي قدمها الرُوَاةُ والقصَّاصون والمُحبون وبالطبع الكارهون. وأبسط ما تعددت الروايات حوله هو اسمه ولقبه:
طَـفـَـلــة مـا ابْنة المـحـللِ بـيـضـاء.. لـعـوب لــذيــذة في الـعناقِ
لما توغل في الكــراع هجينهن ..وقِيل: لأنه هَلهَل الشعر أي أرقَّه، لكنه قولًا لا يُعقل ولا يقبله منطق، فالمُطَّلع على أشعاره يدرك مدى بلاغته، وفصاحة نظمه، وفُحولة ألفاظه. أبو ليلى هو كُنيته، فقد راودته رؤيا في صغره أنه سينجب فتاة ذات شأن اسمها ليلى، فحينما تزوج وأنجب سمّى ابنته ليلي، ثم زوجها كلثوم ابن مالك، فانجبا عمرو بن كلثوم صاحب المعلَّقة الشهيرة. المهلهل بن ربيعة – نشأته وشخصيته:- نشأ المُهلهِل بن ربيعة في كَنَفِ قبيلةِ تَغلب، في بيت سيدها ربيعة، وكان له في حروبها صولات وجولات وبصمات، ومنها حرب السلان وفيها أسر، شهدت له العرب بأنه بطلًا فارسًا باسلًا، مِقدامًا لا يخشى ولا يَهاب، فلما آل الحكم إلى أخيه كليب، انطلق إلى الدعَّةِ واللهو والمُنادَمةِ شأنه شأن غالبية فرسان الجاهلية ولا سيما من الأسر الحاكمة، لقد كانت حياته هانئةً ميسورةً إلى أن حانت نقطةُ التحولِ في حياته. مقتل كُليب:- ظلّت حياة المهلهل على وتيرتها، إلى أن قتل جسَّاس بن مُرّة أخاه كليب، فكانت هذه الفاجعة هي التي غيرت مجرى حياته؛ حيث حمل لواءَ الثأرِ على عاتقه وترك حياةَ اللهو خلفَ ظهره، وجعل حياته رَهنًا للقصاصِ لأخيه، فقد كان الثأر هو مقياس العزة والأنَفَةِ في شريعة الجاهليّة، وفي ذلك يقول: خـذِ العهدَ الأكيـدَ علــيَّ عمـري .. بتــركي كلَّ ما حوتِ الديارُوهكذا، اشتعلت العداوة بين قبيلتي تغلب وبكر- قبيلة جسَّاس – وبدأت حرب ضروس بينهما سُمّيت بحرب البَسوس، لكنّها طالت واستطالت حتى بلغت أربعين سنة، أُرِيقَتْ خلالها أنهارًا من الدماءِ من كلا الطرفين، ويرجع السببُ في طول هذه العداوة إلى أن غاية تغلب لم تُدرك والقاتل لم يُقتل، فالمهلهل لم يتوصل إلى جسَّاس في مواجهة فقد قيل: إن جسَّاس فرَّ هارباً من مجابهة المهلهل، وهكذا بالنسبةِ لقانونِ الجاهليةِ فإن الجريمةَ لم تُغسل بعد بما تستحق من الدماء. المهلهل بن ربيعة أول من قصّد القصائد:- كان المُهلهلُ بن ربيعة شاعرًا فصيحًا، لم يُرو لأحدٍ من قبله شعرٌ طويل، وقد اتجه أغلب المُترجمين إلى اعتباره من أوائل من قصَّدوا القصائد وطولوها -إن لم يكن الأول -ومنهم:
قصيدةُ “إنَّ في الصَّدرِ من كُليب شُجونًا” :- يُقالُ: إنّ المهلهل بن ربيعة أقام طويلًا لا يلهو ولا يشرب الخمر ولا يحلّ لأمَته، ونذر ألّا يغتسل بعد مقتلِ أخيه، فأقسم عليه نَديمه ربيعة بن الطفيل أن يغتسل ويتطيب فأَبَى قائلًا أنه لن يفعل إلا بعدما ينال ثأر أخيه، وبعد جدال وافق أن يَعمد إلى خادمه ليصبَّ الماء عليه، وما إن خلع الغلامُ خوذته تنهد المهلهلُ قائلًا: ” يا غلام! ردوها، فبتربة كُليب لا تزول من مكانها حتى أفني بكرًا أو أذوق الموت! “ ثم أنشد في حُرقةٍ قصيدةً يقولُ في مَطلعها: إِنَّ في الصَدرِ مِن كُلَيبِ شُجوناً.. هاجِساتٍ نَكَأنَ مِنهُ الجِراحاقصيدةُ “أَهَاج قذّاءَ عيني الإذِّكارُ”:– أقام المهُلهلُ على قبر أخيه يرثيه بأحرِّ الأشعارِ بعد دفنه، فأنشد قصيدته التي قال في مَطلعها: أَهَــاجَ قَــذَاءَ عَيْنِــي الإِذِّكَـــارُ .. كـهُــدُوّاً فَالدُّمُوعُ لَهَا انْحِدَارُقصيدةُ “مَنْ مُبلغٌ بكرًا“:- قالها المهلهل مخاطبًا قبيلةَ بكر، ذاكرًا فيها أعظمَ موقعة بينهما وهي “يوم الذنائب”، وفيها ظفرت بنو تغلب ببكر، وأراقت دماء الكثير من أشرافها مثل شراحيل بن مُرة – أخو جسَّاس – وتميم بن قيس بن ثعلبة، ويقول في مَطلعها: مَـن مُبلِـــغٌ بَـكـــــراً وَآلَ أَبيهِـــمِ .. عَـنّــي مُغَلَغَلَةَ الرَدِيِّ الأَقعَسِالمهلهل بن ربيعة والقصيدةُ الدَّاهِيَةُ:- عُدَّتْ هذه القصيدة من “السبع المُنتقيات” ولُقبت بالدَّاهيةِ؛ لأن فيها بعض الألفاظ التي يألفها الجاهليون، ولأنها من أكثرِ قصائده شدةً ومتانةً وبلاغةً، وقد قالها يوم واردات وقيل يوم القصيبات، حيث ظَفرت تغلب، وكَثُرت الدماء في بكر حتى كاد جسَّاس أن يُقتل لولا فراره إلى الشام، يقول في مَطلعها: جــــارَت بَنــو بَكـــرٍ وَلَــم يَـعدِلـــوا .. وَالمَــرءُ قَد يَعرِفُ قَصدَ الطَريقالمهلهل بن ربيعة – نهاية مسيرة:- الأمرُ المُؤكّدُ أنّ حياةَ المُهلهل بن ربيعة الصَّاخبة لم تنتهِ في معركة، لكنه كبر وأسنّ، أمّا كيفية وفاته فقد دارت حولها الأقاويل، فقد قِيل أنه مات عند أخواله في بني يشكر، وقيل أن عمرو بن مالك أَرْدَاه بماءٍ مَوبوءٍ بعد أسرِه في بلادِ البحرين، وقيل أيضًا أنّ عبدين له تآمرا على قتله بعدما كبر وأسنّ. ومرة أخرى تختلف الروايات في تحديد سنة وفاته، يقول بعض الباحثون أن المُهلهِلُ بن ربيعة تُوفي سنة 500م، وقيل 530م، وقيل غير ذلك، إلّا أنَّ جميع التواريخ تؤكد أنه تُوفي في الثُلثِ الأولِ من القرنِ السادسِ الميلاديّ. بكـرهِ قلوبنــا يـا آل بـكــــرٍ .. نُغــاديكُـــم بمـرهَفة النِّصَالِ
الساعة الآن 07:38 AM
|