ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا

❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆  



الملاحظات

اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 24-12-2024, 09:57 AM
نزف القلم متواجد حالياً
 
 عضويتي » 262
 اشراقتي » Aug 2017
 كنت هنا » اليوم (08:24 AM)
آبدآعاتي » 61,177[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
عناق المفاجآت » سجل الهدايا رحيق المفاجات
 
مزاجي:
 
افتراضي لعلكم تتفكرون




معاشر المؤمنين الكرام: الكونُ بكل شيءٍ فيهِ خاضعٌ لأمر اللهِ ومشيئته، منقادٌ لتدبيره وإرادته، شاهدٌ بوحدانيته وعظمته، دالٌ على بديع صنعهِ وبالغِ حكمته، دائمُ التسبيحِ بحمده وعبادته، {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44].. ولقد خلقَ اللهُ الإنسانَ في أحسن تقويم، وكرَّمهُ أفضلَ تكريم، وزوَّدهُ بالعقل والبصر والحواس، وحثَّهُ على التفكُّر والتأمُّلِ في بديع ما خلقَ، فقال تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} [الروم: 8]؛ وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44].. وقال سبحانه: {كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون} [البقرة: 219].. وقال جلَّ علا: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21]، وقال عزَّ وجل: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176].. وقد ذم الله تعالى من عطل عقله عن التفكر فقال سبحانه: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179].. وقال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف: 105].. والتّفكُّرُ هو إعمالُ العقل في آيات الله المسطورةِ في كتابة، والمنظورةِ في أرجاء كونه، بغرض الاتعاظ وأخذ العبرة، وملاحظة الدقَّة وكمال القدرة، ومشاهدة الجمال، وروعة التصميم، وحُسْن التنظيم، وظهور الحكمة، وتجلي العظمة.. فالتّفكرُ عبادةٌ من أجل العبادات، تقوي الإيمان، وتردعُ عن العصيان، وتجلبُ محبة الرحمن، وتورثُ الحكمة، وتحيي القلوب، وتغرس فيها الخوفَ والخشية، وتقوي النفوس على امتثال الأوامرِ والنواهي، وتزيدها عِلمًا بكمال قدرة الله ودقَّةِ إتقانه لما خلق، واتساع علمه وخبرته بخلقه، وسعة رحمته بهم، وعظم إحسانه إليهم، وعظمِ حقه عليهم، ومدى افتقارهم وحاجتهم إليه سبحانه.. قال أبو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه: تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ.. وقال ابن القيم: وأحسن ما أُنفِقت فيه الأنفاس التفكُّر في آيات الله وعجائب صُنعه.. قال بِشْر بن الحارث الحافي: لو تفكَّر الناس في عظَمة الله تعالى لَمَا عصَوْه.. وكلما كان الإنسانُ أكثرَ تفكرًا كان أكثر علمًا وخشية لله تعالى، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 28].. وفي الصحيحين: من حديث السبعة الذين يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ، وذكر منهم رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ.. ولمن يسأل وفيم أتفكر؟ فالجوابُ أنَّ مجالات التّفكُّرِ كثيرةٌ.. أولها) التّفكّرُ في آيات القرآن العظيم، {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].. وقال سبحانه: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} [يونس: 24].. وقال تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون} [الحشر: 21].. وفي الحديث الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: «لقد نزلتْ عليَّ الليلةَ آياتٌ ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكَّرْ فيها»: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...} [آل عمران: 190].. ومن أنواع التّفكّر: التّفكّرُ في مخلوقات الله وبديع صنعه: قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190].. وقال سبحانه: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ} [النور: 44].. وقال تعالى: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية: 17].. وقال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 20].. وقال سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 20].. وفي نومنا وموتنا عِبرةٌ وفكرة: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42].. ومن أنواع التّفكُّر، التّفكّرُ في الدار الآخرة: قال تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 13].. والآيات في هذا الباب كثيرة جدًا.. ومن مجالات التّفكّرِ العظيمة، التّفكّرُ في مصارع الأممِ الغابرة، {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون} [الأعراف: 176].. وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ} [يوسف: 111].. ومن أنواع التّفكّر: التّفكّرُ في حال الدنيا وسرعةِ زوالها، وتقلُبِ أحوالها، وكثرةِ مُنغِصَاتها، فمن تفكَّر في ذلك لم يتعلق قلبهُ بها، ولم يحزن على فوات شيءٍ من متاعها، قال تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُّ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24].. وقال تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [البقرة: 219].. تفكرت في حشري ونشري ويوم قيامتي.. وإصباحُ خدي في المقابر ثاويا.. وحيدًا فريدًا بعد عزٍّ ومنعةٍ.. رهينًا بجرمي والترابُ وساديا.. تفكرتُ في طول الحسابِ وعرضهِ.. وذُل مقامي حينَ أُعطى كتابيا.. ولكن رجائي فيك ربي وخالقي.. بأنك تعفو يا إلهي خطائيا.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [لقمان: 10].. معاشر المؤمنين الكرام: الهداية نوعان: هداية دِلالة، فكل من دلك على شيءٍ فقد هداك، {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم} [الشورى: 52]، وهداية توفيقٍ، وهذه بيدِ اللهِ وحدهُ، كما قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56].. وقال تعالى: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23].. ولشدة الحاجةِ لهذه الهداية، شرعَ الله أن نُكثرَ من طلبها: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 5].. ثم إنّ أفضلَ ما يكتسبهُ الانسانُ ويعينهُ على مصالح دينهِ ودنياه، عقلٌ راشدٌ يهديهِ للصواب، ويرُدُّه عن الخطأ.. وكثيرةٌ هي الآيات التي تأمرُ المسلم كي يُعملَ عقلهُ فيما خُلقَ له، {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} [الحج: 46].. وقال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلاَ تَعْقِلُون} [القصص: 60].. وذمّ القرآنُ من لا يستخدم عقلهُ فيم خُلِقَ له، وعدَّه بمنزلةٍ أقلّ من الحيوان، تأمل: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال: 22].. ويَقُولُ الخليفة الراشد عَلِيٌّ بن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَقَدْ سَبَقَ إِلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ أَقْوَامٌ مَا كَانُوا بِأَكْثَرِ النَّاسِ صَلَاةً وَلَا صِيَامَا وَلَا حَجَّا وَلَا اعْتِمَارَا، وَلَكِنَّهُمْ عَقَلُوا عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَوَاعِظَهُ، فَوَجِلَتْ مِنْهُ قُلُوبُهُمْ، وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ نفُوسُهم، وَخَشعَتْ لهُ جَوَارِحُهم.. وقال بعض الحكماء: (ركّبَ اللهُ الملائكةَ من عقلٍ بلا شهوة، وركب البهائم من شهوةٍ بلا عقل، وركب ابن آدم من كليهما، فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته على عقله فهو شرٌ من البهائم).. والأمر ليس سهلًا يا عباد الله: فكم من النصائحِ والمواعظِ سمعناها وعقلناها، واقتنعنا بجدواها، ثم لم نستفد منها حتى نسيناها؟.. كم من المواقف والأحداث التي مرت بنا، وكان ينبغي أن نتخذ حيالها موقفًا معينا، ولكننا لم نفعل الصواب، لأننا خضعنا لأهوائنا ولم نخضع لعقولنا.. فهذه يا عباد الله: دعوةٌ صادقةٌ، أن نُعمِلَ عقولنا فيم خُلقت له، وبما يعودُ علينا بالمنفعة عاجلًا وآجلًا، فمن عطَّلَ عقلَه عمَّا خُلقَ له، ولم ينتفِع به في معرفة الحقِّ واتباعه، ومعرفة الباطلِ واجتنابِه، وتعلُمِ الخيرِ والمُسارعةِ لفعله، ومعرفةِ الشرِّ للابتِعادِ عنه والتحذير منه، فهو لا شك من الخاسِرين، ولن ينفعه ما تمتَّع به في الدنيا، بالغًا ما بلغ، وسيندَمُ في يومٍ لا ينفعُ فيه الندَمُ: {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم} [الشعراء: 89].. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 10].. قال الإمام ابن القيم: ليس شيءٌ أنفعَ للعبد من الصدقِ مع ربهِ في جميعِ أمورهِ؛ فاللهُ تعالى يقول: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد: 21]، وفي الحديث المتفق عليه: «إن الصدقَ يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة».. فجعلني الله واياكم من الصادقين الموفقين، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولوا الألباب.. ألا فاتقوا الله عباد الله، واستبقوا الخيرات قبل فواتها، وحاسبوا أنفسكم على زلاتها، وكفُّوها عن التماديِ في شهواتها.. واعلموا أنّ من نظرَ في العواقب نجا، ومن أطاع النفس والهوى، تردى وهوى، و {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: 80].. ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.. اللهم صلِّ على محمد...
الكاتب: الشيخ عبدالله محمد الطوالة




 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ نزف القلم على المشاركة المفيدة:
 

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
تفسير: (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون) خواطر انثى اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 46 10-07-2025 03:23 PM
تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) غرآم الروح اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 29 03-04-2025 08:14 AM
تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) غرآم الروح اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 30 06-01-2025 04:01 PM
تفسير: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) مرافئ الذكريات عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ 25 14-11-2024 12:18 AM
تفسير: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) روح أنثى عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ 20 14-11-2022 07:36 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 12:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.