القرفة.. أفضل صديق لمرضى السكري

عادة ما يعاني مرضى السكري قيوداً غذائية تساعدهم على التحكم في مستويات سكر الدم، والوقاية من مضاعفات المرض، وعلى الرغم من أن الدراسات لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن القرفة قد تساعد على التخفيف من بعض أعراض مرض السكري، كما أنه من المستبعد أن تسبب نوبات ارتفاع ضغط الدم أو إخلالها بتوازن سكر الدم، حيث يجد معظم مرضى السكري القرفة بديلاً جيداً لطعم السكر الذي يفتقدونه في نظامهم الغذائي.
القرفة وسكر الدم

أظهرت القرفة نتائج واعدة في علاج ارتفاع سكر الدم، وبعض أعراض مرض السكري الأخرى، على الرغم من أن الأبحاث والدراسات المرتبطة بتأثير القرفة في سكر الدم لا تزال في مراحلها الأولى، لذلك فمن الضروري إجراء المزيد من الأبحاث. ومع ذلك، قد يكون من دواعي دهشة مرضى السكري الذين يهتمون بالعلاجات العشبية، معرفة أن الأطباء متحمسون جداً لقدرات القرفة على علاج بعض أعراض مرض السكري. ففي دراسة أجريت عام 2003 ونشرت في مجلة رعاية مرضى السكري، تم إجراء مقارنة بين مجموعتين، تناولت الأولى جراماً واحداً، و3 جرامات، و6 جرامات، من القرفة، وتناولت المجموعة الثانية علاجاً وهمياً لمدة 40 يوماً، وأظهرت النتائج أن تناول القرفة بجميع الكميات المذكورة، أدى إلى تخفيض مستويات سكر الدم والكوليسترول، فضلاً عن أن ذلك التأثير استمر لمدة عشرين يوماً حتى بعد توقف المشاركين عن تناول القرفة.
وأكدت دراسة أخرى أجريت في العام 2016 وشملت 25 شخصاً، أن القرفة يمكن أن تكون مفيدة لمرضى السكري، حيث تساعد على التحكم في مستوى السكر لدى المرضى، حيث تناول المشاركون 1 جرام من القرفة لمدة 12 أسبوعاً، وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في مستويات سكر الدم في الصباح الباكر، بعد الامتناع عن تناول الطعام لفترة لا تقل عن 8 أو 9 ساعات. وفي دراسة أخرى نشرت في مجلة الطب التقليدي والتكميلي في العام 2013 وأجريت على 70 شخصاً باتباع طرق بحث أكثر مصداقية، وجد الباحثون أن استعمال جرام واحد من القرفة يومياً لمدة 30 أو 60 يوماً لم يؤثر في مستويات سكر الدم.
كما نشر تحليل في مجلة أكاديمية التغذية في العام 2013، وكان الهدف منه تجميع كل الدراسات المتوفرة عن دور القرفة في خفض مستويات سكر الدم. حيث قام القائمون على التحليل بالاطلاع على 11 دراسة أظهرت جميعها أن القرفة تلعب دوراً بارزاً في خفض سكر الدم الصائم (Fasting blood sugar)، علاوة على معدل السكر التراكمي (HbA1c)، ما يعني أن القرفة يمكن أن تكون أداة مفيدة في العلاج، بيد أنها في الوقت ذاته لا تعتبر بديلاً لأدوية السكري التقليدية. والجدير بالذكر أنه ليست هنالك دراسات تثبت ضرر القرفة أو آثارها السالبة على مستويات سكر الدم، ما يعني أنها آمنة للمرضى الذين يبحثون عن بدائل صحية للسكر وغيره من المنكهات الاصطناعية.
فوائد إضافية
لمرضى السكري
أظهرت القرفة نتائج واعدة في التأثير على أعراض السكري الأخرى، فقد أثبتت الدراسة التي أجريت عام 2003 في رعاية مرضى السكري، أن القرفة تخفض مستوى الدهون في الدم، أو ما يسمى بالكوليسترول السيئ، حيث استقر السكر على مستويات منخفضة لمدة 20 يوماً حتى بعد توقف المشاركين عن تناولها. وفي دراسة أخرى أجريت في العام 2016، تمت المقارنة بين تناول كميات مختلفة من القرفة والهيل والزنجبيل والزعفران، وتم إثبات أن تناول القرفة والأعشاب الأخرى لم يؤثر على ضغط الدم، أو كتلة الجسم، أو قياسات الجسم المختلفة.
نصائح لاستخدام القرفة
استخدمت أغلب الدراسات التي أجريت على آثار القرفة على مرض السكري حتى الآن، كميات صغيرة من القرفة، عادة ما تكون ملعقة صغيرة، أو أقل، حيث إن من الواجب على الأشخاص المهتمين بتناول القرفة كمكمل لأدوية السكري التقليدية البدء بجرعة صغيرة تقدر بنحو 1 جرام يومياً (ما يعادل ¼ إلى ½ ملعقة صغيرة، وكما هو الحال مع الأدوية المختلفة للسكري التي تؤدي إلى نتائج متفاوتة وآثار جانبية مختلفة، فإن القرفة لن يكون لها نفس الأثر على جميع المرضى، فهنالك احتمالية أن يواجه بعض المرضى القليل من الآثار الجانبية. ومن أهم الاستراتيجيات التي يترتب اتباعها لتحسين فرص النجاح وخفض المخاطر المرتبطة بمرض السكري، الالتزام بخطط الرعاية العادية والمنتظمة للمرض، فالقرفة ليست علاجاً للسيطرة على سكر الدم، وليست بديلاً للنظام الغذائي الصحي، أو أدوية السكري الأخرى.
ويجب على المرضى استشارة الطبيب قبل تجربة أي علاجات جديدة للسكري، بما في ذلك القرفة والعلاجات العشبية الأخرى. ويمكن كذلك استخدام القرفة كعامل منكّه للأغذية الصحية، مثل دقيق الشوفان وحبوب الإفطار، ولكن يوصى أيضاً بتجنب تناول لفائف القرفة والكعك أو غيرها من الأطعمة السكرية الغنية بالقرفة. ومن الممكن أيضاً للأشخاص الذين لا يفضلون طعم القرفة شراء حبوب المكملات الغذائية المحتوية على القرفة.
تعتبر القرفة منكّهاً آمناً لمعظم مرضى السكري، ومع ذلك فإن الأشخاص الذين يعانون أمراض الكبد أو الذين يعتقدون أن لديهم مستوى خطورة أعلى للإصابة بها، قد يضطرون إلى تجنب القرفة، خاصة الكميات الكبيرة منها. وتأتي القرفة في شكلين: سيلان (Ceylon) و كاسيا (Cassia)، يستخدم كاسيا عادة في الولايات المتحدة ويحتوي على كميات صغيرة من مادة تسمى الـ«كومارين»، وهي المادة الكيميائية التي يمكن أن تسبب حساسية لبعض الأشخاص، خاصة عند تناولها بجرعات كبيرة، مع احتمالية أن تكون سبباً مباشراً لبعض أمراض الكبد. وتشير معظم البحوث المرتبطة بدور مادة الـ«كومارين» في أمراض الكبد إلى انه يسبب ذلك عند تناول كميات كبيرة من القرفة، بما يتخطى الكميات الموصى بها، وهو ما يسلط الضوء على أهمية البدء بكميات صغيرة جدً من القرفة.
التفاعلات الأخرى
تعتبر القرفة آمنة مع معظم الأدوية والعلاجات العشبية، وعلى الرغم من ذلك، يجب على الأشخاص الذين يتناولون علاجاً آخر استشارة الطبيب أولاً، حيث إن القرفة والعلاجات العشبية الأخرى يمكن أن تؤدي إلى تفاعلات سلبية مع تلك الأدوية، ويجب على مرضى السكري الذين يتناولون أدوية يمكن أن تؤثر في الكبد، استشارة الطبيب قبل استخدام القرفة، إضافة إلى استخدام نوع «سيلان» بدلاً من الـ«كاسيا». وقد تتفاعل القرفة أيضاً مع الأدوية المضادة لتخثر الدم، مثل الـ«وارفارين»، وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم. وللحد من مخاطر التفاعلات السلبية والآثار الجانبية الأخرى، يجب على الأشخاص المصابين بمرض السكري الاحتفاظ بسجل عن أي أعراض جديدة أو غير عادية، كما ينبغي على المصابين بداء السكري الإبلاغ عن أي آثار جانبية للطبيب فور ظهورها، حيث يساعد هذا على اتخاذ قرارات علاجية جيدة وتجنب الآثار الجانبية الخطرة.
... تقلل تأثير الأطعمة الدهنية
وجد علماء من خلال التجربة على الفئران، أن تناول المكمّلات الغذائية للقرفة، تقي من اكتساب الوزن وبعض الاضطرابات الأيضية الأخرى، الناتجة عن النظام الغذائي عالي الدهون.
وغذى الباحثون ـ من خلال الدراسة الحديثة التي نشرت بموقع MNT ـ الفئران بالأطعمة عالية الدهون، مع المكملات الغذائية للقرفة، وذلك على مدى 12 أسبوعاً، ثم قارنوها مع الفئران التي غذيت على أطعمة عالية الدهون أيضاً، ولكن من دون تناول القرفة. ووجد الباحثون أن الفئران التي تناولت القرفة إلى جانب ألأطعمة الدهنية، اكتسبت أوزاناً أقل مع شحوم ضئيلة حول البطن، وذلك بالمقارنة بالفئران التي غذيت على الدهون العالية من دون القرفة، كما وجدوا أن مجموعة القرفة تمتعت بصحة أفضل من سكر الدم، وتركيز الأنسولين، وكذلك من ناحية دهون الدم.
ووجد الباحثون أيضاً أن هذه الفئران لديها جزيئات أقل من تلك الجزيئات التي ترتبط بتخزين الدهون، وكذلك زيادة بمعدلات الجزيئات المضادة للالتهابات، والمضادة للأكسدة، والتي تقي من التأكسد، وهو اختلال توازن الجذور الحرة التي ترتبط بعدد من الحالات الصحية، بما فيها النوبات القلبية، وأمراض القلب عموماً، والتي تعتبر مهدداً صحياً للجنسين في كثير من دول العالم.
وبناء على تلك النتائج فإن الباحثين يرون أن القرفة ربما تقلل التأثير الضار للأطعمة عالية الدهون، فهي تحتوي على «بوليفينول» ذات الخصائص المضادة للالتهابات والأكسدة، وتقلل عوامل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الناتجة عن النظام الغذائي غير الصحي، وخلصوا إلى أن مكمّلات القرفة تقلل الدهون والالتهابية والأكسدة، من خلال تنشيط عوامل النسخ (SREBP-1 LXR-α, NF-Κb, and Nrf2)، إضافة إلى مسار الإشارة الدفاعية المضادة للتأكسد.

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور