الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق التراث والآثار ✿ ثقافَات منقوِِله جَديدَه أو قديمهِِ تَطِـلْ مِـن حاضراًومستقبلاً. ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
سور الغزلان "تاريخ و حضارة": تاريخ لملكة...تاجها مفقود
سور الغزلان مدينة جزائرية عريقة بأثارها تقع في الجنوب الغربي لولاية البويرة. اسمها سور الغزلان بكسر الغين أغلب والشائع بين غيـر سكان المدينة نطقها بفتح الغين وهذا خطأ وتنسب التسمية إلى السور المحيط بها، والغـزلان هى كناية عن النوافذ الموجودة بالسور تظهر بحجم كبير من الخارج صغير ضيق من الداخل يبلغ طوله 3 كلم و سمكه 70 سم ارتفاعه يتراوح ما بين 5 متر إلى 10 متر. و يشكل السور مستطيلاً مزوداً بأربعة أبواب في وسط كل جهة محصن بأنصاف أبراج. هو معلم من الحقبة الاستعمارية بني ما بين 1846 م-1862م الموقع الجغرافي تبعد مدينة سور الغزلان عن العاصمة ب 120 كم تقع شمال جبل ديرة وسط هضبة واسعة يبلغ ارتفاعها 850 م الدخول إلى المدينة يكون عبر أبوابها الأربعة و هي باب الجزائر في الشمال بني سنة 1855 م يليه باب بوسعادة في الجنوب بني عام 1856 م ثم باب سطيف في الشرق سنة 1857 م و باب مدية سنة 1856 م شبيهة بأبواب قصور الجان تتموقع في الجهات الأربع للمدينة . حجارتها البنية الملساء المتراصة و المصطفة بشكل متساوٍ و دقيق جعلتها بوابات لأزمنة مختلفة صمدت رغم كل الحروب التي مرت بها العواصف التي عصفت بها. و أنت تطأ عتبة كل باب يتبادر إلى ذهنك أن أمير الجزائر عبد القادر قد مر من هذا الدرب و المحاربة الباسلة لالا فاطمة نسومر قد مرت من هنا أيضا و بحسب الكاتب و المؤرخ عمر بوجردة صاحب كتاب "سور الغزلان تاريخ و حضارة" فإن المنطقة شهدت عدة معارك طاحنة بين المستعمر الفرنسي و جل قادة الثورات الجزائرية الذين ساهموا في صنع تاريخ استقلال المنطقة. تجدر الإشارة إلى إن الأبواب الأربعة صارت ثلاثة فقد تم هدم الباب الرابع و هو "باب مدية" باعتبار مدينة سور الغزلان مدينة قديمة جدا، قِدَم التاريخ البشري والوجود الإنساني، كان لها من الأسماء ما يشهد ويدل على عراقة تاريخها وقِدم وجودها، فخلال التواجد الروماني في قارة أفريقيا كانت مدينة سور الغزلان تحمل إسم "أوزيا" تيمنا بآلهة الخير والبركات أوزينوس لدى العبيد، ولعل أبرز بقايا هذه الحقبة هو ضريح القائد تاكفاريناس والذي أرجعه المؤرخون لـ سنة 439 ميلادي، كما توجد بالمدينة بعض الحجارة والنقوش والرسومات والحروف الرومانية التي لا زالت واضحة إلى يومنا هذا وهو ما سمح بالقيام ببعض الدراسات الفنية والمعمارية من أجل تصنيف الضريح الذي يعتبر من أروع المخلفات الرومانية بالمدينة ضمن التراث العالمي . أما في الحقبة الاستعمارية بالضبط في سنة في سنـة 1945 أصبحت مدينة سور الغزلان تمثل مركزا عسكريا للاستعمار الفرنسي، وقد أطلق عليها الفرنسيون اسم "أومال" وذلك نسبة إلى "ديك أومال" وهو ابن آخر ملوك فرنسا "لويس فيليب الأول"، لينتهي بها الأمر في الأخير وبعد الاستقلال إلى اسمها الحالي والمشهور جدا . معلم آخر ..الحنية المائية ساحرة وفاتنة فإن الحنية تعتبر مدعاة فخر لمدينة سور الغزلان، وأقل ما يقال عنها إنها تحفة رائعة الجمال وفاتنة، تبعد عن مركز المدينة بحوالي 2 كلم، تتواجد في المكان المسمى الأقواس وتعود إلى العهد الروماني، كانت تستعمل لتمرير الماء إلى السكان بالمدينة القديمة. وكان عددها 8 لم يبق منها سوى واحدة... وقام المستعمر الفرنسي بهدم الكثير منها ونهبها وسرقتها من أجل استخدام حجارتها في بناء بيوت للجنرالات والمستوطنين وذلك لسماكة حجارتها. يجرى من تحتها ماء الوادي وتحفّها الأزهار الوردية والعشب الأخضر بشكل يشبه مداخل جنات بابل المعلقة... ويقال إن العشاق إن مروا من تحتها فإن وصال الحب والعشق بينهم لن يفك إلى الأبد... ويقول الكاتب عمر بوجردة اب البار لهذه المدينة ويؤكد المؤلف في هذا الكتاب بأن وصف مدينة سور الغزلان بالتاج المفقود مجحف في حق هذه المدينة الطيبة المعطاءة ، بل هي أكبر من هذا بكثير ،فهي ملكة الملوك بدون منازع من حيث الزخم التراثي و التاريخي الذي كسى جدرانها عبر العصور و الأحقاب التاريخية ونقول متى ينفض الغبار عن الإرث الحضاري للجزائر ومعالمه الجميلة التي تقترن بطبيعة خلابة .
الساعة الآن 04:23 AM
|