الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق الأمومة والطفولــه ✿ يختص باحدث طرق التربيه ِِ ومايتعلق بالطفل من المشاكل وغ ـيرها وايجاد الـ ح ـلول المثلى لها ِِ وبتـ ع ـليم وثقافة الطفل﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
غيبة الأبناء
غيبة الأبناء
أسبابها وأضرارها وعلاجها ام عبدالرحمن بنت مصطفى بخيت إن الحمد لله نحمده، و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدُه و رسولُه. أما بعد، مشهد واقعي: تقابلت شيماء مع رفيقتها فاطمة وبدأا في الحوار وتبادل الأخبار ثم تحول الكلام إلى حال الأبناء فبدأت شيماء تشتكي ابنتها عائشة وفاطمة تسمع وتتعجب مما يقال وتردد هل معقول أن تفعل عائشة كل هذا، عائشة تلك الفتاة المعروفة بحسن الخلق والالتزام، حتى امتلأ قلبها نفورا من عائشة بعد أن كانت محببة إليها ومقربة إلى قلبها. وتتفرق الرفيقتان حيث أفرغت شيماء شحنة غضبها من عائشة في قلب رفيقتها فاطمة ولم تفكر للحظة ماذا سيكون تأثير تلك الكلمات على رفيقتها ولا كيف سيكون حال رفيقتها مع عائشة بعد أن سمعت ما تكره عنها. وصدقت فاطمة كلمات رفيقتها بدون التحقق مما حدث لعل شيماء بالغت في الأمر ولم تظهر الحقيقة كاملة. •••• وفي ظل انتشار وسائل التواصل وتنوعها، انتشر معها كثرة الكلام والقيل والقال وبالأخص حكايات النساء عن أبنائهن، ورغم تنوع الأسباب التي أدت لسرد تلك الحكايات إلا أن النتيجة واحدة، غيبة الأم لأبنائها وتضرر الأبناء من ذلك. لذلك في هذه المقالة سأحاول تسليط الضوء على مفهوم الغيبة وحكمها الشرعي، وأسباب غيبة الأمهات لأبنائهن، والأضرار الواقعة على الأبناء بسبب تلك الغيبة، والحالات التي يباح فيها أن تغتاب الأم أبنائها وفي النهاية سأختم مقالتي بكيفية التوبة من الغيبة وكيفية معالجة أسبابها وأضرارها. مفهوم الغيبة: والغيبة هي "أن تذكري أبنائك بما يكرهون لو بلغهم، سواءً ذكرتيهم بنقص في بدنهم أو نسبهم أو في خَلْقِهِم أو خُلُقِهِم، أو في دينهم أو فعلهم أو قولهم، أو في دنياهم، حتى ثوبهم ودارهم ودابتهم وغير ذلك"[1] فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قيلَ: يا رسولَ اللهِ ما الغيبةُ؟ قالَ: ((ذِكرُكَ أخاكَ بما يَكرَهُ))، قالَ: أرأيتَ إن كانَ فيهِ ما أقولُ؟ قالَ: ((إن كانَ فيهِ ما تقولُ فقَدْ اغتبتَهُ وإن لم يَكن فيهِ ما تقولُ فقد بَهتَّهُ))[2] وحديث الأمهات عن أبنائهن يعتبر من الغيبة، "فقد حصر العلماء المسائل التي يجوز فيها الغيبة عند الحاجة، ولم يستثنوا منها غيبة الأم لأبنائها"[3]. وسئل الشيخ ابن باز في برنامج نور على الدرب: هل الغيبة تنتفي إذا كانت المرأة تتكلم عن ابنها وزوجته، مع بناتها في غيبتهما؟ وهي تقول بأن هذا ليس من الغيبة؟ فأجاب: إذا ذكرت ابنها بما يكره، أو زوجته بما يكره، فهذه غيبة. اهـ.[4] وبالتالي إن ذكرتِ أبناءك في غيابهم بما يكرهوا أن يُقال عنهم، فقد اغتبتِهم، وإن افتريتِ عليهم بما ليس فيهم، فقد بهتِّهم. حكم الغيبة: والغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وعدَّها كثير من العلماء من الكبائر، "وعليه فغيبة الأم لأبنائها محرمة كغيرها"[5] وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة: ((يا مَعْشَرَ مَن آمن بلسانِه ولم يَدْخُلِ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمينَ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِم، فإنه مَن تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيه المسلمِ، تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه، ومَن تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه، يَفْضَحْهُ ولو في جوفِ بيتِه))[6] وذم الله تعالى صاحب الغيبة فقال: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات - 12]. ومنها فإن غيبتك لأبنائك تعتبر كأنك تأكلين من لحومهم وهم ميتون (رغم كراهيتك الشديدة لذلك) فإذا كنتِ تكرهين أكل لحومهم وهم ميتون فمن باب أولى ترك غيبتهم وذكرهم بما يكرهون وهم أحياء. كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عقوبة الغيبة في الآخرة موضحاً أن الجزاء سيكون من جنس العمل فقال: ((أنه لما عُرِجَ به مرَّ على قومٍ لهم أظافر من نحاسٍ يَخمشون بها وجوهَهم وصدورَهم، فقال: يا جبريلُ من هؤلاءِ؟ فقال: هؤلاءِ الذين يأكلونَ لحومَ الناسِ ويقعونَ في أعراضِهم))[7] أسباب غيبة الأبناء: وقد تعددت أسباب غيبة الأمهات لأبنائهم في عصرنا هذا، أذكر منها على سبيل المثال: 1- اعتبار الأم أن الأبناء ملكية خاصة لها، فترى أن من حقها التحدث عنهم كيفما شاءت وأينما شاءت وبما شاءت، وترى أن من حقها إفشاء أسرارهم لأي شخص ولأي سبب (إما لظنها أن أبناءها لن يعلموا أنها أفشت سرهم، أو لأنها تظن أن المستمع من حقه أن يعرف ذلك السر غافلة أن هذا حق للأبناء فقط ولا يجوز لها إفشاء أسرار أبنائها حتى لو غضب منها جميع البشر). 2- الغضب والغيظ لعدم قدرة الأم على فرض سيطرتها على أبناءها أو عدم قدرتها على أخذ شيء منهم بالأخص لو كانوا متزوجين. 3- الاستهزاء بهم والانتقاص منهم على سبيل الفكاهة والمرح أو للتقليل من شأنهم كونها تنظر لعيوبهم أكثر من مميزاتهم. 4- الغيرة والحسد خصوصاً إذا رُزقت الابنة - بعد الزواج - بما حرمت منه الأم. 5- مجاراة المتحدثين ومشاركتهم في غيبة الأبناء. 6- الفضفضة والتنفيس عن النفس لعدم رضا الأم عن حال أبنائها المادي أو المعنوي. الأضرار المترتبة على غيبتك لأبنائك: • زيادة نفورك من أبنائك ونفورهم منك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الأرواحُ جنودٌ مجنَّدةٌ، فما تعارف منها ائتَلَف. وما تناكَر منها اختلف))[8]، فكيف تريدين لأرواحهم أن تتآلف مع روحكِ وأنت تذكرينهم بالسوء وتعصي الله بغيبتهم؟ • وقد ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله: "إن المعاصي لتوجب نفور الناس بعضهم من بعض"[9]. • نفور الناس من أبنائك، فالناس عادة تتعاطف مع الأم بغض النظر هل كلامها صحيح أم لا وبغض النظر هل هي على حق أم لا؟ والنفوس تتأثر بكلام غيرها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يُبلِّغُني أحدٌ عن أحدٍ مِن أصحابي شيئًا فإنِّي أحبُّ أن أخرجَ إليكُم وأنا سليمُ الصدرِ))[10]، وقال الشيخ عبد العزيز الطريفي فيمن يترك لنفسه العنان للاستماع لغيره: العاقل لا يسمع كلام الناس في الناس لأن صدره أضيق من أن يتحمل أحقاد الجميع. • استباحة الغير أن يتحدث عن أبنائك بالسوء (بالأخص المقربين كإخوتهم وإخوانهم والأهل والجيران) كونهم يرونك تستبيحين التحدث عن أبنائك، وهذا مما يتسبب في ملء القلوب بالضغائن والعداوة وقطع الود والمحبة بينهم وبين أبنائك، مع زيادة نفورك من أبنائك لما تسمعينه عنهم من سوء. • إدخال الحزن على قلوب أبنائك مما يؤدي لبعدهم عنك، فالله عز وجل يستر على العبد كثيراً حتى إذا تكررت معصيته، كشف الستر عن عبده، والله قد أخفى عن أبنائك غيبتك لهم حتى إذا زادت غيبتك، كشف الله سترك ويسر من الأسباب ما يجعل أبناءك يعلمون بغيبتك لهم. يتبع
الساعة الآن 04:33 PM
|