المَقصُود مِنَ الصِّيَام
▪قال ابن القيّم -رحمه الله-:
✍"ولِلصَّوْم تَأْثِير عَجِيب فِي حِفْظ الجَوَارِح الظَّاهِرَة والْقُوَى البَاطِنَةِ، وحِمْيَتِهَا عَنِ التَّخْلِيطِ الجَالِبِ لَهَا.
🔸المَوَادَّ الفَاسِدَةَ الَّتِي إِذَا اسْتَوْلَتْ عَلَيْهَا أَفْسَدَتْهَا.
🔸واسْتِفْراغِ المَوَادِ الرَّدِيئَة المَانِعة لَها مِن صِحَّتها.
🔹فَالصَّوْم يَحْفَظ عَلى القَلْب والجَوَارِح صِحَّتها، ويُعِيد إِلَيْها ما اسْتَلبَتْهُ مِنْها أَيْدِي الشَّهَوَات.
🔹فَهُو مِن أَكْبَر العَوْن عَلى التَّقْوى، كَما قَال تعَالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183] [الْبَقَرَةِ 183] .
وقالَ النَّبِيُّ-ﷺ- «الصَّوْمُ جُنَّةٌ».
🔹وأَمَر مَن اشْتَدَّت عَلَيْه شَهْوَة النِّكَاح ولَا قُدْرَة لَهُ عَلَيْه بِالصِّيَام، وجَعَلَه وِجَاء هَذِه الشَّهْوَة.
🔹والمقْصُود أَنَّ مَصالِح الصَّوْم لَمَّا كَانَت مَشْهودَةً بِالعُقولِ السَّلِيمةِ والفِطَر المُسْتَقِيمةِ، شَرَعهُ اللَّهُ لِعِبَادهِ رَحْمَةً بِهِمْ، وإِحْسانًا إِليْهِم وحِمْيَة لَهُم وجُنَّة.
📌وكَان هَدْيُ رَسُول اللَّهِ -ﷺ- فِيه أَكْملَ الهدْيِ، وأَعْظمَ تَحْصيلٍ لِلْمَقْصودِ، وأَسْهلَهُ عَلَى النُّفُوس".
📚[زاد المعاد (ص:28)] .