الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق التراث والآثار ✿ ثقافَات منقوِِله جَديدَه أو قديمهِِ تَطِـلْ مِـن حاضراًومستقبلاً. ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مملكة سرقسطة
التسمية
قام المسلمون بتعريب اسمها بتحويله إلى (سرقسطة) مثلما قاموا بتعريب الكثير من الأسماء والمظاهر أيام فتحهم لشبه جزيرة إيبيريا، وقد أطلق العرب على هذه المدينة تسمية (المدينة البيضاء). يقول بعض المؤرخين لأنها كانت مبنية من الجص والمرمر والصخور البيضاء، ويقول الحمري في كتابه (روضة المعطار) لأنه كان ينبعث من قبرين لرجلين صالحين فيها هالة أو دخان أبيض، وقد يكون أطلقت عليها هذه التسمية لأنها دخلت الإسلام أو دخل الإسلام إليها بلا إراقة دماء، ومن طبيعة العرب أن يصفوا التحولات أو الثورات السلمية بالبيضاء. كما أسماها المسلمون أيضاً، ضمن التسميات العسكرية، بـ (الثغر الأعلى) حيث موقعها الممثل للحدود الشمالية للدولة الأندلسية الموقع الجغرافي والأهمية العسكرية تُعَدُّ مملكة سرقسطة من أهمِّ وأخطر الممالك الإسلامية في بلاد الأندلس؛ وخاصة في عصر ملوك الطوائف، واكتسبت الأهمية من أمرين: الأول: اتساع المساحة الجغرافية لسَرَقُسْطَة؛ إذ هي تشمل في الجغرافيا الأندلسية مدينة سَرَقُسْطَة وأعمالها، تُطِيلَة، ووَشْقَة، وبَرْبُشْتَ، ولارِدَة، وإِفْرَاغة، وطَرَّكُونة، وطُرْطُوشة، وتشغل المنطقة الواسعة الخصبة التي يخترقها نهر إبره، من مصبِّه عند مدينة طُرْطُوشة، حتى مدخله عند مدينة قَلَهُرَّة في ولاية نافار، ويخترقها فرعها الشمالي الكبير نهر سجري والأفرع الصغيرة الممتدة منه نحو بَرْبُشْتَر ووَشْقَة، وفرعه الجنوبي خالون حتى قلعة أيوبودَرَوْقَة، ففي هذه المنطقة الشاسعة التي تكثر فيها الوديان اليانعة والمواقع الإستراتيجية، كانت تقوم مملكة سَرَقُسْطَة. ثانيًا: الموقع العسكري والسياسي الخطير؛ إذ هي حائط الصدِّ الأول والأهم لبلاد الأندلس من هجمات الممالك النصرانية الإسبانية؛ فهي تقع بين مملكة قطلونية من الشرق، ومملكة نافار أو نبرة من الشمال الغربي، ومملكة قشتالة من الجنوب الغربي؛ لذلك فهي في جهاد دائم؛ إذ لم يَكُفُّ النصارى عن هجماتهم على بلاد الإسلام في الأندلس منذ الفتح الإسلامي لها؛ لذلك أَطلق عليها المسلمون (الثغر الأعلى) تعتبر من أكبرممالك الطوائف من حيث سعة رقعتها بين دول إسبانية النصرانية في الشمال، وعُرفت بولاية الثغر الأعلى، وعاصمتها مدينة سرقسطة، التي بقيت عاصمة المملكة أيضاً. حكمت أسرة بني تُجيب هذه المملكة حتى أول وقوع الفتنة المؤدية إلى قيام الطوائف، ثم انتقل الأمر إلى أسرة بني هود، وأولهم أبو أيوب سليمان بن محمد بن هود الجُذامي الملقب المستعين بالله (431- 438 هـ ـ 1031 – 1046 م). وقد قسم المستعين المملكة ـ قبل وفاته ـ بين أبنائه الخمسة، وسبب هذا التصرف السيء قيام صراع بين الإخوة. وكان أشدهم طموحاً أبو جعفر أحمد الملقب المقتدر بالله، الذي استطاع بوسائله الغاشمة أن يحقق الكثير مما أراد. حكم المقتدر خمساً وثلاثين سنة، وقسم في حياته المملكة بين ولديه: أبي عامر يوسف الملقب المؤتمن، وأخيه المنذر. بعد وفاته وقعت بين الاخوين أحداث وحروب، استعان كل منهما بملوك إسبانية النصرانية، لقاءَ ما يدفع من أموال، أو يقدم من حصون. وقد حاول ملك قشتالة ذْفُونْش (الفونسو السادس) بعد سقوط طليطلة، الاستيلاء على سرقسطة، فحاصرها، ولم ينقذها غير عبور المرابطين إلى الأندلس، الأمر الذي جعل أذفونش يفك حصاره لسرقسطة، كي يعد عدته لملاقاة المرابطين. وكان قد تولى عرش سرقسطة آنذاك المستعين الأصغر الذي كان عليه أن يدخل في مواجهة حاسمة ضد قوات الرنك البرتغالي (Enrique de Borgoña) وقوات أذفونش بن ردمير (الفونسو الأول بن راميرو) ملك أرغون الملقب بالمحارب (El Batallador) وهي المواجهة التي استشهد فيها، وقد خلفه ابنه أبو مروان عبد الملك الملقب عماد الدولة. في تلك الأثناء خضعت سرقسطة للمرابطين. وكانت مملكة سرقسطة آخر دولة من دول الطوائف تدخل في طاعة المرابطين، أواخر سنة 503 هـ = 1110 م، وترتبط بتاريخهم. وسيرحل عنها عماد الدولة ليلتحق مستقراً في حِصْن روطة ( Rueda de Jalon). عند وفاة عماد الدولة، خلفه ابنه أبو جعفر أحمد الملقب سيف الدولة والمستنصر بالله والمستعين بالله، آخر حكام بني هود فيها. ولما لم يستطع الاحتفاظ بروطة سلمها إلى ملك قشتالة، أدفنش ابن روند المعروف بالسُّلَيْطين. فعوضه عنها أملاكاً، في طليطلة، وبقي في حمايته. لكنه قتل سنة 540هـ= 1147 م، في معركة شديدة قادها سيفُ الدولة وغيره في جيوش أندلسية ضد جيوش قشتالة النصرانية في موضع يعرف بالبسيط (شرق الأندلس).
الساعة الآن 06:06 AM
|