الأدارة ..♥ |
عبق منقول الخواطر و القصيد من غياب الخاطر✿ «• َواحة الخواطر والنثر المنقولة وكل ما سطر من ابداع الحروف لنبحر بها ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قناع ... لمجنون ليلى
وجدتُ قناعاً , فأعجَبَني أَنْ أكون أَنا آخَري . كنتُ دُونَ الثلاثين , أَحْسَبُ أَنَّ حدودَ الوجود هِيَ الكلماتُ . وكنتُ مريضاً بليلى كأيِّ فتىً شَعَّ في دَمِهِ الملحُ . إنْ لم تكُنْ هِيَ موجودةً جسداً فلها صُورَةُ الروح في كُلِّ شيء . تُقَرِّبني من مدار الكواكب. تُبْعِدُني عن حياتي على الأرض . لا هِيَ مَوْتٌ ولا هي ليْلى. ((أَنا هُوَ أنتِ , فلا بُدَّ من عَدَمٍ أَزرقٍ للعناق النهائيِّ)). عَالجني النهرُ حين قذفتُ بنفسي إلى النهر مُنْتَحِراً , ثم أَرجعني رَجُلٌ عابر , فسألتُ : لماذا تُعيد إليَّ الهواء وتجعلُ موتَي أَطولَ ؟ قال: لتعرف نفسك أَفضَلَ... مَنْ أَنتَ ؟ قلتُ : أَنا قَيْسُ ليلى , وأنتَ ؟ فقال : أَنا زوجُها ومَشَيْنا معاً في أَزقَّةِ غرناطةٍ , نَتَذَكَّرُ أَيَّامَنا في الخليج .... بلا أَلم نتذكَّر أَيَّامنا في الخليج البعيد . أَنا قَيْسُ ليلى غريبٌ عن اُسمي وعن زمني لا أَهزُّ الغيابَ كجذع النخيل لأَدفع عني الخسارةَ , أَو استعيدَ الهواء على أَرض نَجْدٍ. ولكنني , والبعيد على حالِهِ وعلى كاهلي , صوتُ ليلى إلى قلبها فلتكن للغزالة بريَّةٌ غيرُ دربي إلى غَيْبها هل أُضيِّقُ صحراءها أم أَوسِّعُ لَيْلِي لتجمعنا نجمتان على دروبها ؟ لا أَرى في طريقي إلى حُبِّها غيرَ القوافل في ليلها , ويُضيءُ طريقَ الحريرِ بجرحي القديم لعلَّ التجارةَ في حاجةٍ هِيَ أَيضاً لما أَنا فيه . أَنا من أولئك , ممَّنْ يموتون حين عن معلِّقة الجاهليِّ ولا شيءَ أَبعدُ من لُغَتي عن أمير دِمَشْقَ . أَنا أوَّلُ الخاسرين . أنا آخرُ الحالمين وعَبْدُ البعيد. أَنا كائنٌ لم يكن . و أَنا فكرةٌ للقصيدةِ ليس لها بَلَدٌ أَو جَسَدْ وليس لها والدٌ أَو وَلَدْ. أَنا قيس ليلى , أنا وأَنا ... لا أَحَدْ!
الساعة الآن 03:50 AM
|