5- كيفية إنشاء علاقات يفوز فيها الجميع
إذا كنا صادقين في العلاقات، فسنعْترف أن هناك بعض الأشخاص الذين نرغب في قضاء الوقت معهم، وآخرين لا نرغب في قضاء الوقت معهم، وما يميِّز تلك العلاقات التي نفضلها هو التعاون، فهي علاقات تضيف القيمة لكلا الطرفين، وهذا عائد جيد، وجميع العلاقات يمكن أن تكون علاقات فوز مشترك، وذلك عندما يدخل كلا الطرفين فيها بعقلية الاستثمار، فبعد الارتباط وبناء الثقة المتبادلة تكون النتيجة هي الفوز، وهي علاقات يمكن إقامتها في جميع مجالات الحياة، وفي جميع أنواع العلاقات، فعند محافظة كلا الطرفين على موقف عطاء، والوفاء باحتياج كل منهما إلى الآخر، مثل تقديم حب غير مشروط، أو تقديم أحدهما النصح والإرشاد، والآخر العرفان بالجميل، عندئذٍ تصبح العلاقة شيئًا مميزًا بحق.
ولإنشَاء علاقة فوز مشترك هناك عدة مبادئ ينبغي التعرف إليها، ومنها: مبدأ الارتداد، فعندما نساعد الآخرين نقوم بمساعدة أنفسنا، فكل علاقة تحتاج إلى رصيد من الإيداع قبل قيامك بالسحب منها، وعندما تكون دوافع الناس قوية وصافية، ويرغبون بصدق في إضافة القيمة إلى الناس، فسيحصلون على بعض الفوائد جرَّاء ذلك، وربما لن يحصلوا عليها فورًا، ولكنهم سيدركون أثرها مع مرور الوقت، مثل "آني سوليفان" التي ساعدت "هيلين كيلر" (الفتاة الصماء العمياء)، ومع مرور الوقت عندما مرضت "آني" لم تجد أحدًا بجوارها لمساعدتها سوى "هيلين"، وهناك مبدأ الصداقة، والذي يقول إنه إذا تساوت جميع العوامل، فسيُفضِّل الناس التعامل مع الأشخاص الذين يحبونهم؛ حتى وإن لم تتساوَ العوامل فسيظل الناس يفضِّلون ذلك، وأيًّا كان نوع المجال أو العمل الذي تمارسه، فإن مبدأ الصداقة يمكنه مساعدتك لأن الناس تميل أكثر للتعامل مع من يعاملهم كأصدقاء وليس كموظفين.
وهناك مبدأ الشراكة، فالتعاون مع شخص آخر يزيد من احتمالات فوز كلا الشخصين، فعندما نتشارك مع أحد لا نخسر شيئًا، مثل الشمعة التي تقوم بإضاءة شمعة أخرى، فهي لم تخسر شيئًا، بقدر ما ساعدت في جعل الغرفة منيرة أكثر، وهناك مبدأ الإشباع، إذا تكون متعة وبهجة الوجود مع من تحب كافية، ولذا حاول دائمًا أن تستمتع بصحبة من تحب، وجعله يستمتع معك أيضًا.
📚✨