خلقُ الإنسانِ معززا مكرمْ منْ ربِ الإنسانِ قالَ اللهُ تعالى ( لقدْ خلقنا الإنسانُ في أحسنِ تقويمٍ ) منْ النعمِ التي أنعمَ اللهُ بها عزَ وجلَ على الإنسانِ كثيرةً لا تعدُ ولا تحصى ، لعلَ نستعرض بعض منْ تلكَ النعمِ : نعمةُ البصرِ لنبصرَ بها الحقُ ونميزهُ عنْ الباطلِ ونغضُ الطرفَ عنْ ما حرمَ اللهُ قالَ تعالى : (قلْ للمؤمنينَ يغضوا منْ أبصارهمْ ) . نعمةُ العقلِ والتفكيرِ التي فضلَ بها الإنسانُ عنْ الحيوانِ ، قالَ اللهُ تعالى ( ولقدْ كرمنا بني آدمْ وحملناهمْ في البرِ والبحرِ ورزقناهمْ منْ الطيباتِ وفضلناهمْ على كثيرٍ ممنْ خلقنا تفضيلاً ) إذا أيها الإنسانُ اللهُ خلقكَ وهوَ كفيلٌ بِكَ مقرونٌ بأتباعِ أوامرهِ وأجتناب نواهيهُ ، قالَ اللهُ تعالى ( كنتمْ خير أمةٍ أخرجتْ للناسِ تأمرونَ بالمعروفِ وتنهونَ عنْ المنكرِ وتؤمنونَ باللهِ ولوْ آمنَ أهلَ الكتابِ لكانَ خيرا لهمْ ) هلْ يوجدُ أقوى وأفضلَ وأضمنَ منْ قولِ الحقِ ادعوني استجبْ لكمْ ، أيُ اتجهَ إلى اللهِ سِر وعلنٍ ولا تقلقُ هوَ القادرُ إذا قالَ كُنَ فيكون ، النفسُ البشريةُ غاليةً على ربِ البريةِ ، لا تكبتُ فرحتها حزنا وهيَ لا تستحقُ ذلكَ الحزنِ ، عجبي لذلكَ الإنسانِ عندما يربطُ نفسهُ بحالةٍ سيئةٍ ربما لمْ تكنْ فيهِ ، مثلاً يُسمي نفسهُ ( المحرومَ ، أحرقوكَ يا قلبي ، عقوبةُ الحياةِ ) ما هذا ؟ لماذا يسمحُ لنفسهِ أنْ يقترنَ بالفشلِ ويضعهُ قرينهُ ويدخلُ في محورٍ أنا فاشلٌ ، أيها الإنسانُ ما دمتُ على قيدِ الحياةِ كلَ الإمكانياتِ متاحةً للتغييرِ والتغييرِ يبدأُ منْ الداخلِ ، داخكَ أيها الإنسانُ نعيَ داخلكَ أنتَ ، قالَ اللهُ تعالى ( إنَ اللهَ لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهمْ ) أخي في اللهِ أنهضُ مما أنتَ فيهِ وأوهمتْ نفسكَ ووضعتها في مستنقعٍ لا للنجاحِ وأهلاً بالفشلِ وهيَ أسمىَ مِنْ ذلكَ ، تستحقَ السعادةُ والفرحُ ، أنهضُ انفضَ غبارُ التشاؤمِ والكآبةِ ، وأعتزُ بذاتكَ وافتخرَ بنفسكَ فأنتَ جديرٌ بأنْ تقولَ أنا هُنا ، أستمدُ قوتي منْ أخطاءِ الماضي تجربةً وخبرةً وأقارع الناجحينَ البارزينَ ، أملكُ القدرةُ وامتلكَ القوةَ الداخليةَ والثقةَ بنفسي ، لا ينقصني شيٌ ، قالَ المتنبيْ في التفاخرِ بنفسهِ وهوَ الإنسانُ الذي ماتَ قبلَ 1300 سنةٍ تقريبا لمْ يكنْ بمنأيِ عنْ متاعبِ الحياةِ ومطباتها والآلمها وويلاتها ولكنْ لمْ يرضخْ ، وأعتزُ في ذاتهِ وافتخرَ وتفاخرٍ بذاتهِ وقالَ :
إذا كنتُ ترضى أنْ تعيشَ بذلةٌ
فلا تستعدنَ الحسامُ اليمانيا
ولا تستطيلنَ الرماحُ لفأرةٍ
ولا تستجيدنَ العتاقْ المذاكيا
وقالَ أيضا وهوَ يعتدْ عنْ نفسهِ :
يقولونَ لي منْ أنتَ ؟ في كلِ بلدةٍ
وما تبتغي ؟ ما أبتغي جلٌ أنْ يسمى
فلا عبرتْ بي ساعةٌ لا تعزني
ولا صحبتني مهجةُ تقبلِ الظلماءِ
ونحنُ على مشارفِ وداعِ ضيفٍ عزيزٍ حلِ خَفيفاً ويغادرنا سريعاً ، اسألْ اللهَ العليَ العظيمَ أنْ يزرعَ في قلوبكمْ السعادةِ والثقةِ ويُبدلُ الحالُ منْ حالاً إلى حالٍ ، وأنْ يزيلَ هذهِ الغمةِ عنْ الإمُةِ جمعا ، وتقبلَ اللهُ صيامكمْ والقيامُ ، وكلَ عامِ وأنتمْ بخيرٍ .
بقلمَ وافي العبقِ :redroseplz: ( السيفُ )
مقال حصريٍ ل عبقِ الياسمينِ دونَ سواهُ