1- التعريف الحقيقي للثروات
داخل جسد كل منا شخصيتان؛ إحداهما شخصية سلبية تساعد على الإحباط والخوف والتفكير في ظروف الحياة، والأخرى شخصية إيجابية تصمِّم على تغيير الواقع والحصول على النعم، وكلنا لديه الكثير من الممتلكات القيمة التي ربما لا ننتبه إلى وجودها.
ويعتقد بعض الناس أن الثروات تكون في المال وحده، لكن الثروات الدائمة بمفهومها الواسع تكون في كثير من القيم الأخرى غير الأمور المادية، فالمال لن يجلب لك السعادة من دون القيم المعنوية.
وللثروات صور عديدة سماها نابليون هيل بـ"الثروات الاثنتا عشرة العظيمة في الحياة"، ومنها التوجُّه العقلي الإيجابي وهو الصحة النفسية التي تجعلك تجذب ما يشبهها من الأفكار، فمن خلالها تحصل على العلاقات الإنسانية الناجحة والصداقة الحقيقية والثروة في العمل وفي التمتُّع بالطبيعة كالليالي المقمرة أو السماء الصافية، ويجعلك تضع خططًا لهدفك، لذلك فأولى الثروات تبدأ بالتوجُّه العقلي الإيجابي، أي التفكير بتفاؤل وسيطرة الشخصية الإيجابية، وتأتي بعدها فورًا ثروة الصحة الجسدية التي تعينك على التحرُّك والعمل، ووجود علاقات إنسانية سليمة قائمة على الصدق مع النفس أولًا ثم الصدق مع الآخرين.
ومحاربة المخاوف والتغلُّب عليها تعدُّ من الثروات، لأن المخاوف كالقيود التي تمنع الشخص من السعي إلى أي شيء، والتطلُّع إلى المستقبل وتخطيطه، وثقة الفرد بنفسه وإيمانه العميق بأنه سيصل، من أهم الثروات التي من دونها يفقد كل منَّا طاقته في أول الطريق، ومن ضمن الثروات أيضًا الثقافة والعقل المتفتح الذي يعطينا قدرة على حب العمل والنجاح به، ومشاركة النجاح وخطواته مع الناس، والقدرة على فهمهم والانضباط الذاتي أو التواضع الذي يجب أن يكون النتيجة للنجاح،والقدرة على فهم الناس للوصول إلى كل ما ترغب فيه، وأخيرًا ثروة الأمن الاقتصادي والمالي.